الجمعة، 24 أكتوبر 2025

متاهة الوجدان بقلم الكاتبة هالة بن عامر تونس 🇹🇳

 متاهة الوجدان

أمشي في دهاليز نفسي

كأنّني فكرةٌ تهرب من عقلٍ مثقوبٍ بالأسئلة.

الواقعُ يمدّ لي يده بملمسٍ من طين

والإحساسُ يلوّح لي بريشةِ ضوءٍ

لا تستقرّ في الفراغ.

أُصغي إلى صوتي وهو يتهجّى ذاته

يتلعثم بين «أنا» و «من أكون»

يبحث عن معنىً للاتزان

في رقصةٍ بلا موسيقى.


كلُّ فكرةٍ نبتت في رأسي

تحملُ وجهَ شتاءٍ قديم

وكلُّ شعورٍ يمرُّ بي

يتركُ رائحةَ مطرٍ على جدار القلب.

يا وجعي الجميل

كيف استطعتَ أن تجعلَ الحيرةَ فنًّا

والانكسارَ لغةً يفهمها الضوء؟

أكتبُ لأرى نفسي

لكن الحروفَ تتبخّر قبل أن تصيرَ معنىً

كأنّها تخافُ أن تُعرّي الوجدانَ

أمامَ مرآةِ الوعي.

ثمّ أتمشّى في ظلالي

كأنّي فكرةٌ تاهت عن أصلها

تبحثُ عن جسدٍ يسكنُ المعنى

أو عن إحساسٍ يبرّرُ وجودها

بين الصمت والكلمة.


الوعيُ يلتفتُ إليّ من جهةٍ غير معلومة

ويسألني:

هل أنتِ من تشعرين

أم الشعورُ هو الذي يحلم بكِ؟


الزمنُ هناك

يقطّرُ نفسهُ في ساعةٍ مبلّلةٍ بالاحتمالات

يضحكُ من ترتيبنا للثواني

وكأنّنا نُقنّن الفوضى

في قارورةِ يقين.


الوجدانُ… هذا الكائنُ المائع

يمتدُّ بين عقلي وقلبي

مثلَ نهرٍ من وهم

تتكسّرُ على سطحه المرايا،

فتلدُ من كلّ انكسارٍ وجهًا جديدًا لي

كأنّني مشروعُ كينونةٍ لم تكتمل بعد.

أُمسكُ بفكرةٍ فتذوب

أُمسكُ بشعورٍ فيتحوّل إلى سؤال

والسؤالُ ينبتُ جناحين من الغياب

يحومُ حولي حتى أختنقَ

من المعنى الذي لا يُقال.

كلّ ما فيَّ يتنافر

النورُ يريد أن يهربَ من العين

والعتمةُ تبحثُ عن قلبٍ تليقُ به.


أحيانًا أظنّ أنّني لستُ سوى ذاكرةٍ

تتذكّر نفسها

أو حلمٍ أدركَ أنَّه ليس نائمًا

أو صدىً فقدَ الصوتَ

الذي كان يُبرّره.


هل الوجدانُ وعيٌ مقلوب

أم هو مجرّدُ كذبةٍ

نحاولُ أن نحبّها كي لا نفنى؟


في النهاية

أعودُ إلى متاهتي الأولى

ألمسُ جدارَ الشعور بأطرافِ عقلي

فأكتشف أنّ الحواسَّ كلّها

ليست سوى أبوابٍ مفتوحةٍ على اللاّشيء


ومع ذلك

حين أغمضُ عيني

أشعرُ بأنَّ اللاشيءَ ليس فراغًا

بل احتمالًا نائمًا في رحم الوعي.

هناك، في الصمتِ البعيد،

تتكوّرُ نطفةُ النور الأولى

تُحاورُ الظلَّ وتُسامحه

كأنَّ الوجدانَ كان منذ البدءِ

مرآةً تبحثُ عن وجهِها في الضباب.


ربّما الخلاصُ ليس في الفهم

بل في الإصغاء لما لا يُقال

وفي قبولِ التيه كطريقٍ نحو الاكتشاف.

فمن رحمِ الغموض

تولدُ الحقيقةُ على مهل

مثلَ وردةٍ تنبتُ من حجر

تسقيها دمعةُ المعنى

وتحرسُها رعشةُ الحنين.


هالة بن عامر تونس 🇹🇳



الخميس، 23 أكتوبر 2025

" هكذا تكلٌم زاردشت " (سنوات فقد ونسيان) ▪︎ شعر: جلآل باباي( تونس)

 " هكذا تكلٌم زاردشت "

 (سنوات فقد ونسيان)


▪︎ شعر: جلآل باباي( تونس)


ما عدتُ أفقهها تلك الملامح

  كيف طالتني أقنعتها؟ 

لم أعرف  ماذا اصاب صوتي

أضحى أجشا مثل قلبي  

 أكاد أنتفض ملينا بالضياع

أقتفي شتاتها 

هي عزلتي وفوضى الحواس

لم يعد باستطاعتي

 أن اتجمٌل من جديد 

 بائسا أعدٌد سنوات الضياع

تلك الأيام بلا الوان لا طعم لها

أمضي فاتتا بموتي فوق الأرض

أحبٌرها بدم العشق ذكراها

لا  وقت لي بعد الآن

حتٌى أسترجع خساراتها

تلك خُطايا يعثٌِرها الغبار 

 لا جدو مني بين الارقام الباقية

 آلاٌ الأبجدية أنصفتني 

تحولت متفائلا بهزائمي

لم أعد  إلى منفاي ..

..." هكذا تكلٌم زارادشت"(*)

لملمت حقائب دواويني

استعرت من الريح صهيله

نزحت إلى ملح الماء

أطبقتُ على يباس يسراي

كمٌمته بشذى عطرها

قنينة باريسية نسيتها 

على رَفٌِِ سرير مظلم

أرمٌم نبوءة كهل لم تكتمل

و حكمة صامدة بإقامتها الجبرية

اليوم أعلن عصياني...

كنت هشٌََا فوق العادة .

 

          ▪︎ ٢٤ اكتوبر 2025


-------------------------------------------

 (*): عنوان  كتاب للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشة .



ورقة الميلاد بقلم الكاتب زهير جبر

 ورقة الميلاد

بقلمي  زهير جبر


عندما تأتي سحبُ الشتاءِ الركامية،

وتهبُّ نسماتُ الهواءِ الباردة،

في ليالي تشرين...


تبكي في داخلي مشاعرُ الفقد،

تعزفُ لحنَ العودةِ إلى الماضي،

إلى قمرٍ لا يغيب،

وشمسٍ لا تغرب.


عند سواحلِ كلماتي ينحني الموج،

يقبّلُ عتبةَ بابٍ قديم،

وكتاباتٍ على ورقةٍ صفراء،

ذبلت ملامحُها...

من زمنٍ لا أعرفُ منهُ سوى

أنها ورقةٌ،

قيلَ إنها يومُ ميلادي.


لكنّ في أطرافِ الورقةِ ظلًّا صغيرًا،

ما زالَ يحتفظُ بوهجٍ من حبرٍ دافئ،

يهمسُ لي كلَّما مرَّ تشرين:

ما زالَ في القلبِ متّسعٌ... للحياة.



علَاش تْرَكْتِينِي.. بقلم الشاعر عماد الخذرى

 علَاش تْرَكْتِينِي..


علاش كْرَهْتِينِي

مِنْ بَعْدِ العَهْدِ إِلِّي كَانْ

 بَيْنَاتْنَا تْرَكْتِينِي


يَا خَايْنَة للوُدّ، عَلَاشْ

هْجَرْتِي

قُلِّي شْنُوّ السَّبَبْ

وَلٌَا خْذَلْتِي


يَا دَمْعَة، اِسْكُبِي

عَلَى الْوْجَن بْلَا

تَنْهِيدَة

خَلِّي جَرْحْ

الْقَلْب يِبْرَى

بْلَاشْ دْوَاء

بْلَاشْ ضْمِيدَة


قَدَّاشْ كُنْتْ

نْعَانِي مِنْ صَدِّكْ

وَقُرْبِكْ لِيَّا

زَادْ فِيَّا غْرَامِي


قَدَّاشْ كُنْتْ نَحْلَمْ

وْكَلَامِكْ الْمعسول

فِي أَحْزَانِي

بِيهْ نْوَاسِي


وَالْيُومْ صَارَتْ

رُوحِي مُعَلَّقَة

فِي إِحْسَاسِي


الْغَدْرْ مَا هُو

طَبْعِي

وَلَا كُنْتْ يُومْ

نَحْكِي وْرَاكْ

وَلَاّ نخَبِّي


وِإِذَا رْحَلْتِي

الْيُومْ مَا عَادِشْ

رَانِي نْعَدِّي


كَرَامْتِي وْأَصْلِي

تَاجْ رَاسِي

وْسَاسِي


بقلمى عماد الخذرى 

بالدارجة التونسية 

تونس فى 22/10/2025



وشاح الحروف بقلم د.آمال بوحرب

 وشاح الحروف 

—————


قال:

أُغازلُ شَعركِ 

ينهمر الشّوق 

وفي الصّدر يفيض

تغري أناملي المرتعشة 

خصلاتُك النّاعمة...

فأنسجُ لها من أبجدية الفؤاد ضفيرةَ ليلٍ،

أعلّقُ عليها نجومَ اسْمِكِ

السّاطعة...


وحينَ يتمرّد فستانُ القصيدة،

ألْبِسُكِ إيّاه من لغتي

أزرارُهُ من نَبضي

خيوطُهُ من نَفَسي

وأُقوِّمُ انحناءَ الحرفِ

  يستوي على مقاسِ الخصر

حتّى يُصبحَ الشّعرُ جسدًا يليقُ بكِ.


 أقتربُ…وبي لهفة

أعانقُ حروفَكِ

 كما يعانقُ الضّوءُ ملامحَ الصّبح

وأُختتم فيكِ الكلام

فالصّمت وحدهُ

خبير بفتنة القول 

 فيكتملُ الحنين

ويشتعل العشق

د.آمال بوحرب



قصيدة : طُوبىَ لِمن اتقىَ بقلم الشاعر ابو بكر الصيعري

 (قصيدة : طُوبىَ لِمن اتقىَ) 

_______النص👇________ 

طُوبى لِمن حفظ لِسانهُ وارتقىَ  

وبمُنتقىَ الكلماتِ .. فاقَ وتألقا  


طُوبى لِمن ترك المعاصي واتقىَ 

ولمن  سعىَ . للمعالي  وتسلقا 


طُوبى  لِمن .. هجر  الموبِقات 

وبالطيب والأخلاقِ بات مُشرقا 


طُوبى لمن سخّر  نفسهُ للتُقى 

وتمسكَ . بعروةِ  الله . وتوثقَا  


طُوبى لمن سهر الليالي وأُرِقا 

ودمع  عينهُ .. رقراق متدفقا 


طُوبى  لِمن  جمع  شملٌ تفرقا 

ولِمن  سعىَ .. للخير  وتصدقا 


طُوبى  لِمن . بذكر  الله  تعلقا

لا يضيق صدره ولا عقلهُ يقلقا 


طُوبى لِمن صلى ع المُصطفى

وتمنىَ اللِقاء  ولرؤيتهِ  تشوقا 

_____________________ 

بقلم ابو بكر الصيعري ✍️ 

23\10\2025م 


في ليلة الجُمعةِ ونهارها اكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم



قالت أنت كلي بقلم الكاتب/ محمد حسان بسيس

 قالت أنت كلي

قلت لها وعين الشوق تسبقني: أنت قطعة مني. فقالت بكل جوارحها وقلبها النابض: أنت كلي، فأنا مخلوقة منك، فأنا بعضك وأنت كلي، هنا صمتت كل الكلمات، وتوقفت أبجديات اللغة عن البيان، واصطفت ووقفت إجلالا وتعظيما لما نشرت من عطر مبسمها، أنت كلي، يا لها من كلمة تعجز صنوف كتب البيان عن وصفها، حتى عن الإفصاح بمدلولها، فهي كلمات  لعالم لا يعرفه البشر، فهي كلمات تُكتب بمداد من رحيق الزهر بقلم من شوق الحب، فقد احتوتني وكنت أظن أنني الذي أحتويها، كيف لا وهي زاهية في عرش أنوثتها فهي نوري في دنيا الجمال، عطر كلماتها استنشق منه زهر الدنيا فكان فصل الربيع، من عيونها اكتحل الليل فأصبح ملاذ العاشقين، من وجنتيها تعلم البشر لمس الحرير، من عينيها يسطع القمر رسولا لكل العاشقين، أميرة مملكة النساء، ليلى لها نديمة، عبلة لها وصيفة، كيف لا وقد تجمعت فيها كل صفات النساء، فأضحت للأنوثة عنوان، للجمال مكان، لشعراء المعاني والكلمة محراب، حولك أميرتي نطوف لنظرة من خلف حجاب السحر، للمحة من بين ثنايا الشوق. ومهما وصفت فعذرا أميرتي فعربيتي بكل حروفها ومعانيها قاصرة مهما قلت عن وصفك.

بقلمي/ محمد حسان بسيس



✨حين يشبهك النور✨ بقلم الكاتبة زينب حشان

 ✨حين يشبهك النور✨


أستعيدُ ملامحي من همسك،

كأنّك وعد الفجر في ليل الغياب،

كأنّك الحرف الذي أعاد إلى لغتي معناها

بعد أن تيبّستْ أبجديات قلبي.

في همسك

أمشي على حوافّ المعنى،

كالنور المتردّد بين سماء وأخرى،

كأني موسيقى هذا الكون

حين تبتسم للسكينة الأرواحْ.

تتعافى المفردات من كسورها،

وتغدو اللغة نهرا

يشق صدر الغياب.

يا من جعلتَ من فوضاي حدائق،

ومن جراحي شط بياض،

تتعافى روحي بوجودك،

كما تتعافى الأرض

حين تعانقها الأمطار بعد قحط،

وكما يتعافى البحر

حين يعود إلى مدّه بعد انكسار.

فيزهر الحزن وردا

على خارطة صدري

وأحيا من جديد،

كأنّك نفَس الخلق الأولْ.

وجودك…

ليس حضورا فحسبْ،

بل النور الذي تُضاء به لياليَّ،

وأستظلُّ به

من وحشة الزمن الطويل،

فيمر السلام،

ويهدأ الكون…


بقلم زينب حشان 

               المغرب



بوح بقلم الشاعرة سهام الجويلي تونس

 بوح

دمعت عيون القلب حين تذكّرت

أنّ الحياة بدونهم لعذاب

وتناجت الشرفات حين تأمّلت 

من حولها الكون كما المحراب

ضاقت بها النفس المشاعر كلٌها 

حين ارتأت أنّ الحياة سراب

يا نائحا بالطلح يا من هزّه

شوق إلى الشرفات والأبواب

وفؤادك يبغي الهروب إلى الفض

كيف الهروب وأين منك الباب دا

دمعت عيون القلب حين تكلّمت

بلظى لهيب الروح ذي الألباب

يا نائحا بين الطيور مغردا

كسرت جناحيه هي الأسباب

وغدا كسيرا قيّدته سلاسل

وغدا بعيدا دونه الأحباب

يبكي بلوعة راحل ومفارق

والحزن يبني مآذن وقباب

وغدا جريحا يستقرٌ أنينه

مابين حشرجة وبين عتاب

قم يا رفيق الروح والعق جرحك

لا تترك الروح على الأعتاب 

  

بقلمي أنا الشاعرة سهام الجويلي تونس


بيت العود بغداد يستقبل وفد الإنتربول الدولي في أجواء موسيقية مفعمة بالأصالة تغطية الكاتبة الإعلامية دنيا علي صاحب – العراق

 بيت العود بغداد يستقبل وفد الإنتربول الدولي في أجواء موسيقية مفعمة بالأصالة

دنيا علي صاحب – العراق


استقبل بيت العود بغداد وفداً رفيع المستوى من منظمة الإنتربول الدولية، في زيارة رسمية تهدف إلى التعرف على أحد أبرز الصروح الثقافية والفنية في العراق، والاطلاع على دوره الريادي في إحياء التراث الموسيقي العراقي ونشر ثقافة السلام عبر الفنون.


وخلال الزيارة، قدّم أساتذة وطلبة بيت العود باقة من المقطوعات الموسيقية التي عكست جمال الموسيقى العراقية وثراءها الفني والأصالة التي تمتاز بها، ما أثار إعجاب واستحسان أعضاء الوفد الذين عبّروا عن انبهارهم بالمستوى الرفيع للعزف والأداء، وبغنى الإرث الثقافي والفني الذي تحتضنه بغداد.


وأكد وفد الإنتربول أن الموسيقى العراقية تشكل جسراً حضارياً للتواصل بين الشعوب، وتجسّد عمق الهوية الثقافية للعراق وإبداع أبنائه في التعبير عن قيم الجمال والإنسانية.







سَـلَـبْـتَ عُـمـري بقلم الكاتبة زُهَيدة أبشِر سَعيد مَهدي

 سَـلَـبْـتَ عُـمـري


بعدَ أنْ سلبْتَ عُمري

تباكيْتُ على الزَّمنِ الخُرافيِّ

حينَ كانَتْ تطيرُ ضفائري

و يغمُرُني الفرحُ المُوافي

لمْ تعرِفِ الخَدُّ دُموعي

و لا تعرِفُ مُدُناً لِلمَنافي

كنتُ أنامُ ملءَ عُيوني

لا تستضيفُ السّهدَ الخافي

أحلامي مُعطَّرةٌ بالزُّهورِ

سلبْتَ النَّومَ منْ عُيوني

أغرقْتَني في بحرِ الشُّجونِ

أدخلْتَني في المَتاهاتِ

أُريدُ التَّحرُّرَ منكَ سيِّدي

مضى العُمرُ فاقدَ المَلذَّاتِ

أُريدُ أنْ يهُبَّ النَّسيمَ على عمري

يُبيِّضُ وجهي فأبدو كالنُّجَيماتِ

أُخاصِمُ كُلَّ حُزنٍ يُعيقُني

أمرحُ معَ أسرابِ الفراشاتِ

أرجِعْ إليَّ أفراحَ عُمري

حلوُ أيَّامي تلفُّ بالدَّورانِ

و ما أنتَ كُلُّ حياتي

أنسامي في أحلامي تزورُني

أعِدْ ما سلبتَهُ و غادِرْني

لِأعيشَ ما تبقَّى في سُروري


✍️ زُهَيدة أبشِر سَعيد مَهدي

       السُّودانُ - الخُرطومُ .


أَشرِعةُ العَقلِ بقلم الكاتب نعمه العزاوي.

 أَشرِعةُ العَقلِ:

حِيرةٌ وَالمَجهولُ سَبكُ بَوتقةٍ

كَمِلقَطِ العَقلِ مَأخذهُ حَذَارِ


تَوتّرٌ  وَالحُصنُ رَصُّ لَبِناتٍ

أ يَفلتُ الرِّيمُ بفَكِّ الضَّوارِي؟! 


تِقنياتُ الرَّخاءِ يَقظةُ ذِهنٍ

وَأشرِعةُ العَقلِ بِحَجمِ الصَّوارِي


يَلوحُ المَوجُ والفُلكُ رَهينةٌ

يَا فَرحةَ الصَّيادِ بِكَثرِ الحَبارِي 


نَعامَةُ المَأسَاةِ تَدسُّ رَأسَها

وَباطِنُ الأَرضِ طَبخُ الفَخَارِ


طُرُقُ التّعاملِ بِالوعِي لَحظَتُها

وَالنَّفَسُ العَميقُ خَنقُ التَّمارِي


ضَرَباتُ القَلبِ  يَروحُ خَفقَانُها

وَسَمومُ الجِسمِ فِي انِدثَارِ


تَطوُّرُ الذّاتِ تَنميةُ قُدرَاتِها

وَتَأبُّهُ المُحبَطِ سَفَهُ الجَهَّارِ


سَيزُولُ القَيحُ وَالدَّمَامِل تُنسَى

لِبَلسمِ الرُّوحِ  حَامٍ  يُبارِي


مِنبرُ الذَّاتِ صَوتُ كَرامَتِها

وَلِجُذورِ  العُودِ إرثٌ حَضارِي.

العراق.

نعمه العزاوي.

واثق الخطى يمشي ملكًا… بقلم الأستاذة : مفيدة قسومي

 واثق الخطى يمشي ملكًا… 🌸🌺 

                بقلم الأستاذة : مفيدة قسومي 

              تونس

في صمت النفس، حيث تلتقي الطمأنينة بالعزيمة، يقف الإنسان واثقًا بخطواته، كمن يحمل تاجًا لم يُصنع من الذهب، بل من إيمان داخلي وإرادة صلبة.

ليس الثقة مجرد كلمات تُقال، بل هي شعورٌ يسبق كل حركة، ويملأ القلب بسلامٍ يجعل كل عقبة تبدو صغيرة، وكل طريق طويل يبدو قريبًا.

حين تمشي واثقًا، لا تحتاج لإثبات شيءٍ لأحد، فالعالم يقرأ في خطواتك قوة صامتة، ووقارًا لا يمكن كسره.

تمضي وكأنك ملكٌ في مملكتك الخاصة، مملكتك التي تبنيها بأفكارك، بأحلامك، وبثقتك بنفسك حتى إن تعثرت في بعض الأيام، فإن خطواتك الواثقة تعود دائمًا لتعيدك إلى القمة، لأن الملك الحقيقي ليس من لم يسقط، بل من عرف كيف ينهض، حتى يكمل المشوار بخطى ثابتة لا يزعزعها شيء.

حين يمشي واثقًا، يصبح العالم مسرحًا تتراقص عليه خطاه بثقة وكل حجر وكل نسيم وكل شعاع شمس يشارك في تقديره.

 خطواته ليست مجرد حركات جسدية، بل نبض حياة يعلن للعالم أن من يملك نفسه، يملك الأرض التي يمشي عليها.

الخطوة الواثقة ليست صاخبة، بل صمتها يصرخ في صميم الروح، يُعلِّم من حوله أن القوة الحقيقية لا تأتي من الصوت ولا من المظاهر، بل من الداخل ، من قلب يعرف قدراته وعقل لا يضل الطريق وروح تعلم أن لا شيء أكبر من إرادتها.

هو ملك في حضوره، ملك في صمته و في قوة عزيمته و في أحلامه بل في كل خطوة يخطوها نحو ذاته، نحو مستقبله، نحو كل ما يستحقه في الحياة. لأن من يمشي واثقًا، يمشي كمن يَعْلَمُ أن العالم كله يلتفت لخطواته، وأن الحياة نفسها تُنحني احترامًا لمن يعرف قدراته ويؤمن بها.


استمروا بقلم الشاعر محمد علقم

 استمروا

.................

استمـــروا. يــا شبـــابْ

جـــاء وقــت الحســابْ

للمحتـــل والغـــاصــب

أو لخــائــن ومــا تــابْ

عـزّنــا يعلــو ويسمـــو

في السهـول والهضابْ

حقنا في العودة يؤخذ

بـالسيــوف والحــرابْ

لا تفــاوض لا ســـلام

مع مـن أذلّـوا الرقـابْ

دنسـوا أرض الجـدود

أرضنا. أضحت خرابْ

أقلقوا من في اللحـود

أرعبوامن فوق الترابْ

استمـــروا لا هــــدوء

ينتهــي هـــذا العــذابْ

أرفضواما يملى عليكم

رأيكـم دوما صــوابْ

واسمعـوا الكــون رأيا

نحـن للحـريـة طــلابْ

نحـن لا نخــش مــوتا

نرفـع فـوق السحــابْ

أي سلــــم تــدعـــون

قد فقدنا أعـزالأحبابْ

أحرقوا. طفلا رضيعا

ثـأرنـا. عنّـا مـا غـاب

إنّ فــي الثـأر حيــاة

اسـألوا.. ذوي الالبابْ

سجنكم للمقاوم ظلم

إنْ قـاومكـم. إرهــابْ

شـرعكـم. ليس عـدلا

إنـه شـريعـة.. الغـابْ

أوهمــونــا... بســـلام

فريـة.. قـائلهـا كـذّابْ

لا سـلام.. مـع محتـل

لمْ نرضى.. بـالعقــابْ

استمــروا... ثـائـريــن

ضـد أولئـك.. الـذئـابْ

تفرح الأجيال وتحيـا

في وطن عزيز مُهابْ

محمد علقم/24/10/2016


رَسَّام بقلم الكاتب محمد التوني

 رَسَّام

-------

أَمْسَكَ رِيشَة 

رَسَمَ لوحة 

بها سماء وعصفور 

وبَاقَة زهور 

وظلال ونور 

وبحر يَثُور

وكُوخ صَغِير 

على شاطئ مطير 

ونسيم شريد 

جاءَ من بعيد 

فأحالَ الوجود عيد 

وناي جديد 

صوته يصل إلى البعيد 

أَنتَظِرُ رَجعُ صَدَاه 

فلا يعود


                      محمد التوني

مملكة الحبّ بقلم الكاتبة جميلة مزرعاني

 مملكة الحبّ

يروق لي أطوف بحرفي في مملكة الحبّ أرسم عند مدخلها قلبين بلون الزّنبق والفلّ لأثري بيان السّرد بحصاد أهل الهوى من تجارب الودّ أنقّب في فيافي النّظرات عن رحيق الصّدق أتتبّع خفق القلوب المختلجة بين جنبات الأوردة أبحث عن الحبل السّريّ لعلائق العاشقين أجمع عناقيد الهيام المتدلّية من كرمة الجوارح أستفتي حاصل عصرها خمرًا معتّقا أَرْبَعُ في الجهات الأربعة لقواعد الغرام المهتزّة أستنطق المشاعر صدقها الدفين، تقتلني بسمة تتراقص على فم عاشق متيّم تتهادى من معين حبّ صاف يسري يتخطّى الشّغاف ليبلغ الوتين.تُحييني نبضة كنقطة ماءٍ عذبة أُفْلِتَتْ من مجرى نبع ٍدافقٍ أو كرذاذٍ من سلسبيل يتشظّى حلاوةً وبهجة.أتوق أُمَسِّدُ بلمسةٍ رقيقةٍ عتبات العشقِ المقدّسِ إكرامًا لمن حلَّقُوا بسلامٍ في فضاء الحبّ على متنِ الوفاءِ تنعشني همسة من حفيفِ وُرَيقاتِ الياسمين وباقةٍ من خفقاتِ الوجدان موقّعةً بأنامل حبٍّ متين بودّي أغوصُ في يمِّ الجوارحِ على لسانِ اليراع تساؤلاتٌ لماذا يُقْلِع العشّاق عن الهوى ولِمَ يَتِمّ فصل المسار؟متى يرتفع الدّخان الأبيضُ فوق عرش المحبّين لينتهي خاتمًا في إصبع البنصر الأيسر ؟ يأسِرني أرى وجناتهم تقطرُ حبًّا وشغفًا للقاء حميم.


جميلة مزرعاني 

لبنان الجنوب 

ريحانة العرب



لهيبُ الوردِ في وجناتِها للأديب أحمد عزيز الدين أحمد

 لهيبُ الوردِ في وجناتِها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصيدة على بحر الكامل 

للأديب أحمد عزيز الدين أحمد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لهفَ الفؤادُ فذابَ في نَبراتِها

وسرى الهوى نارًا على نَجواتِها

يا منبعَ السحرِ المُصفّى إنَّني

أهواكِ لا طمعًا، ولا بزلاتِها

لكنّ روحي مذ رأتْ أنوارَها

صارت تُقيمُ بمهجةٍ بسْماتِها

أنّى التَفَتُّ وجدتُ طيفَكِ ساكنًا

في كلّ همسٍ، في رُؤى لحظاتِها

تتلو القصائدُ من عيونكِ آيةً

كتبَ الجمالُ حروفَهُ بنَداتِها

وتهاجرُ الأفلاكُ نحوكِ خاشعًا

لتُقيمَ صَومًا في دُجى نَفَحاتِها

يا زهرةً نُسجَ الغرامُ على المدى

من لَونِ خَدّكِ، أو شذا نسماتِها

ما بالُ قلبي كلّما ناديتُهُ

عادَ ارتجافًا عندَ ذِكرى ذاتِها؟

سَكَنَ الحنينُ فؤادَ عاشقِها الذي

لم يُبقِ في دنياهُ غيرَ صِفاتِها

يا بسمةَ الأيامِ إنْ أبصرتُها

ذابتْ جراحاتي على بسماتِها

يا آيةَ الحُسنِ الخفيِّ بليلِهِ

قد ضاعَ صبري في سُجودِ صِفاتِها

كم بتُّ أسهَرُ في انتظارِ خُطاها

أحسو الظلامَ كأنّهُ نُعشاتِها

يا وردةً ما مَسَّها نَدى العِشقِ إلّا

فاحَ الفؤادُ بعِطرِها ورُفاتِها

لو تعلمينَ كم ابتلَتْ أنفاسي الهوى

حينَ استظلَّ الحرفُ في عَبراتِها

لولاكِ ما غنّى الربيعُ، وما انطوى

ليلُ السكونِ على ضِياءِ لُغاتِها


   بقلم / احمد عزيز الدين احمد 

   ،،،،،  شاعر الجنوب



جددوا الشوق لطه (صلى الله عليه وسلم) بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 جددوا الشوق لطه

(صلى الله عليه وسلم) 

=========

جددوا الشوق لطه

جددوا حب الرسول

باتباع لخطاه

واجتهاد للوصول

باقتفاء واقتداء

ذاك شرح لا يطول

إنه منهج ربي

وارم ما قال العزول

كل فعل قد أتاه

كل قول ذو قبول

ذاك عندي خير نهج

لا أبالي من يقول

كل من يهوى يغالي

أو يرى غير الأصول

حوض طه خير ورد

فانبذوا هذي العلول

ما رأينا للصحابة

ما رأينا للرسول

غير ما قال ( تعالي)

عبر آيات تقول

هدى ربي خير هدي

وبه قال العدول

غير ذاك لا أراه

غير زيف ذي أفول


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

في مكان ما (قصة قصيرة) بقلم الكاتب رسول يحيى

 في مكان ما (قصة قصيرة)


الطرقات تذوب كشموع سوداء، تتحول إلى أنهار صغيرة، تحمل في تيارها البطيء؛ لفائف سجائرٍ ميتة تدخّن آخر أنفاسها؛ أحلام أطفال ضائعة تطفو كفقاعات صابون، وقصاصات من جرائد قديمة تكتب عن مجازر في أماكن بعيدة، الحبر يذوب في الماء فيصبح الدم كلمات، والكلمات دماء.


الوحل يغني أغنية قديمة؛ أغنية من زمن كان فيه الطين لغة مشتركة بين الأرض والإنسان، الآن صارت لغة غريبة لا يفهمها سوى المشّاءون في الظلام.


الفتى يشاهد من على الجدار، هذه الأنهار الصغيرة  التي تحمل تاريخ القرية في قعرها يتساءل: 


-        أين تذهب هذه الأنهار؟ وهل تصل يوماً إلى بحر


يجمع كل هذه الأشياء الميتة؟ يداه تتقدان رغبة لمس هذا الماء العكر، لكنه يخاف أن يلمس جرحاً، أو يقرأ خبراً.


وفي هذا المكان، وقبل عام، لم يكن المطر وحده من انهمر، وقفت أمه تلفّ حقيبة بالية بحذر، كأنها تخبئ قلبها داخلها، بينما كان أبوه يرمي بصمت نظرات ثقيلة ، كمن يدفن ذاكرته بيديه، انطلق تارك وراءه فراغاً أسود، امتد من الباب ولم يزل، كالنهر الذي يرسم مجراه في تراب الفناء.


عيناه تلتقيان بسحابة سوداء، ثم يبدأ بالعواء بصوت يشبه بكاء طفل، صوت يخترق ضجيج المطر، ويصعد كسهم نحو الغيوم، والسماء لا ترد إلا بمزيد من الدقيق الأبيض الذي يتحول إلى وحل أسود عندما يلمس الأرض، كأنها ترفض الاستماع أو كأنها تبكي معه بدموع لا تعرف الرحمة.      


تبدأ آلة الكاتبة القديمة بالعمل مرة أخرى" طق... طق... طق..."  لكن هذه المرة الكلمات التي تكتبها تشبه "النهاية... النهاية... النهاية...".


في الخارج كلب ضال يقف تحت المطر، يهز جسمه الرطب،  قطرات الماء تطيرمن فرائه، كحروف متقطعة من قصيدة منسية  تسقط على الأرض، ثم تذوب في الوحل، الكلب يستمر في العواء  والآلة تستمر في الطباعة، والسماء تستمر في البكاء. 


يقف بيت طيني صغير كحيوان جريح يرتجف تحت العاصفة، السقف يتسرب منه الماء كدمع ساخن، والأرضية من الطين تمتص كل هذه الآلام وتحولها إلى طين أكثر، الماء يتسلل من تحت الباب كسارق خفيف يحمل معه؛ صورة عائلية بالأسود والأبيض ممزقة إلى نصفين، بقسوة ذلك الصباح، تطفو الآن، وجه أبيه الباهت الذي غسله الماء، ووجه أمه، الذي حاول تمزيقه لكنه لم يستطع.


دمية محشوة بالقطن مبتلة ومشوهة ، تطفو كجثة صغيرة، عيناها الزرقاوتان تحدقان في السقف، تتساءلان لماذا أصبحت في هذا المكان.


والكلب لا يزال يهز جسمه كأنه يحاول التخلص من ثقل العالم، أو ربما يريد أن يرشق البيت بكل آلامه.


 الفتى يختبئ في الزاوية يحاول أن يصغر حجمه، كأنه يريد الاختفاء في شق بين الجدار والفراش، عيناه تحدقان في الظلام تريان أشباح الكلمات الغاضبة تتصارع في الهواء، يداه ترتجفان وهو يرى الكلمات تتساقط من السماء  مع قطرات المطر"النهاية" على ساق القصب، "النهاية" على سطح الماء، "النهاية" على ظهر الكلب، حتى ظله على الحائط بدا، وكأنه يكتب كلمة النهاية.


يسمع صوت أمه، تغنّي له داخل قلبه أغنية قديمة عن قصة فراق، هي نفسها الأغنية التي كانت تهمس بها وهي تودعه، مختنقة بالبكاء في هذه اللحظة يشعر أن العالم كله أصبح ورقة مبلولة تمزقت بإصبع قاس، الصورة الممزقة تسبح نحو قدميه، يلمس الوجه الأب الباهتة التي غسلها الماء، كأن المطر يريد محو الذاكرة أو ربما تجديدها، لكنه لا يمحو سوى ملامحهما، تاركاً الجرح نفسه، وأن الأصوات كلها تتحول إلى طنين المطر الذي لا ينتهي


رسول يحيى


_غفوةُ الضوء بقلم الكاتب _زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر

 _غفوةُ الضوء 


في بهوِ الغياب

تمدُّ الحروفُ أصابعها 

المرتجفة

تستجدي من الليلِ ظلاً

ومن الصمتِ وعدًا 

بالبقاء...! 

أنا العابرُ بينَ حافّتَي 

الحلمِ والرماد

أحملُ وجهي المبلّلَ بالأسى

وأغزلُ من أنفاسي

وشاحًا للفراغ...

تسقطُ أيامي كأوراقٍ 

صُفرٍ

من شجرةٍ نامت في الريح

والزمنُ — هذا الغريبُ —

لا يُسلِّم عليّ إلا صدفة

ثم يمضي مبتسمًا كمن 

يعرفُ النهاية...

أسمعُ همسَ المسافات

يناديني من عمق الغياب

فأردّ عليه بصدى

لا يسمعهُ أحد

كأنّني آخرُ اعترافٍ في ليلٍ

نسيَ أن ينجو من نفسه...

يا أحلامي المبلّلةُ بالوجع

عودي إليَّ بخُطا خفيفة

فقد تعبَ القلبُ من ملاحقة 

السراب

وانطفأ الضوءُ في عيني

قبل أن أكتبَ آخرَ 

القصيدة...! 

لا تسأليني: عن الأمل

هو مجرّدُ غيمةٍ مرّت

فأمطرتني وجعًا

ثم ولّتْ...

فنامي — يا روحي —

على كفِّ العدم...! 

لعلّ الغيابَ حين يملّ 

من صمته يُعيدنا

نسمةً من فجرٍ نسيَ الطريق...


_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر



فجر جديد بقلم الكاتب عبدالمنعم عدلى

 فجر جديد

بزغ الفجر بعد صبر ظلمات اليل الطويل

وأشرقت الشمس

وظهر الحبيب

مع أول شعاع من شمس الأصيل

وأنارت الوجود من حولى وقلبى فى حيرة

وأنارة الوجود من حولى وفجأة وإشتعلت النار بين الضلوع

أهو الحب

أم هى أحلام فى الصباح

نعم هو الحب

وملاك العشق جاء من غير معاد

وأسأل أحلامك وإفتكر من زمن بعيد والشوق داخلك وناره لم تتوهج

وهذا يوم جميل فتعال تعال وخذ رشفة من خمر الرضاب كى تحظى بالوعيد

ولاتتنفس رحيق من البساتين

يارغب الأحلام

أنا فتاة أحلامك

وأنا شمس لاتغيب

بقلمى عبدالمنعم عدلى

وجهي الجميل بقلم الأديبة زينب بوتوتة الجزائر

 وجهي الجميل


اجعلوا وجهي جميل 

طفولي

 كمن ولد للتو 

وكمن مشى بعد خطواته الأولى 

مئة خطوة 

وألف ألف ميل

راقبوا رجيمي الخاص 

بأكل الخس

 والبرتقال والإجاص

وارفعوا عني الحظر يا سادة

فلقد ولدت تحت عباءة الثورة 

والتحدي 

وحمل البندقية  

 وضرب الرصاص 


من ديواني الثالث كل الحقوق محفوظة 

الأديبة  زينب بوتوتة     الجزائر



عائد إلى الحياة بقلم الكاتب حسين عبدالله جمعة

 عائد إلى الحياة

بقلم: حسين عبدالله جمعة


بكل ما في الدنيا من ظلمٍ وقهر، كان يقبع خلف قضبان السجن التعسفي، في زنزانةٍ باردةٍ ضيقة، محرومًا حتى من لمسة حنانٍ طالما حلم بها.

جلس يراقب من بعيد، عبر الألواح المعدنية الحاجبة، والديه اللذين جاءا مثقلين بالشوق، يتشبثان بالنظر إليه من وراء زجاجٍ متسخٍ وستارٍ يفصل بينهم.


صاح بصوتٍ يقطر وجعًا:

ـ أتوسلكم... أرجوكم، لا تبكوا! لا تزيدوا مرارتي بهذا الهوان. كم سيبعدونني عنكم؟ عشرة أعوام؟ عشرون؟! لكني أعدكم، سألقاكم يومًا، وإن لم يكن على هذه الأرض، فربما يكون موعدنا في الجنة...!


أمّه كانت تختبئ خلف دموعها، وراء الأكياس التي أعدّتها بيديها المرتجفتين. ثلاثة أيامٍ من السهر والدعاء والصلاة، كي تطهو طعامًا تحمله معها... ثم تعود خائبة، محمّلةً بانكسارٍ أكبر من كل ما حملت.

هي لا تجلب له فقط الخبز، بل تحمل قلبها المكسور، وأحلامها المحطمة، وحياةً صارت أضيق من قبرٍ موحش.


وفجأة، يقطع الحارس الضوء... يصيح بأوامرٍ غليظة، ويهين الزائرين واحدًا واحدًا، معلنًا انتهاء الزيارة. عشر دقائق فقط انتهت، بعد أسبوعٍ من الانتظار والترقب، ليعود كلٌّ من حيث أتى... ويعود هو إلى زنزانته، إلى عتمته، إلى وحشةٍ لا يبدّدها سوى صوته المكتوم.


توالت الأيام أسابيع، ثم شهورًا. في كل يوم، كانت الأمراض تنخر جسد والديه؛ ضغط وسكري وتعب السنين. أبٌ كهل أُنهك حتى أدخله القهر إلى المستشفى، وأمٌّ حنون باتت تتلاشى كشمعةٍ في مهب الريح. كلاهما حملا حلمًا واحدًا: أن يريا ابنهما الشاب الواعد الذي خطفه الاعتقال التعسفي في عام تخرّجه.


أما هو، فكان وحيدًا في زنزانته، فريسة لأسئلةٍ لا تنتهي، تتكرر على مسمعه مئات المرات:

ـ لماذا تطلق لحيتك؟

ـ لماذا تحفظ القرآن في هاتفك؟

ـ إلى أي جماعة تكفيرية تنتمي؟


وكان جوابه لا يتغير:

ـ ديني يدعوني إلى الصلاة والالتزام وقراءة القرآن... أنا مع الله، ولست مع أي فرقة.


لكن تلك الأجوبة لم تُرضِ جلّاديه. بالعكس، كانت تزيد من عزلته، وتطيل إقامته في السجن الانفرادي البارد، وتفتح أبواب تعذيبٍ جديد، كأنهم يبحثون عن شيءٍ يرضي شهوة القهر في صدورهم.


خارج الأسوار، كانت المنطقة العربية تغرق يومًا بعد يوم في الدماء والفتن. مشاهد الذبح والسحل على الفضائيات، واصطفافات جديدة تمزّق الناس بين طوائف ومذاهب. ومع كل اعتقالٍ تعسفي، مع كل ظلمٍ يقع على شابٍ بريء، كان يُصنع "إرهابيٌّ جديد"... لا لأن قلبه اختار، بل لأن جرحه فُتح عنوةً، ودموع والديه صارت وقودًا لنقمةٍ لا تُطفئ.


لكن في الأفق، كانت هناك بارقة.

ملفّه القضائي كان نظيفًا كالماء، ومحامٍ صادق حمل قضيته رغم كل التأجيلات والمماطلات. من سجنٍ إلى آخر، ومن جلسة إلى أخرى، ظلّ يتنقّل كطائرٍ جُرّد من جناحيه.


وفي ليلةٍ قارسة، في شتاء بعلبك، والثلج ينهال على السهل والجبال، استدعاه المحقق بعد ثلاثة أشهر من العذاب والبرد والانتظار. نظر إليه، ثم قال ببرودٍ لم يُصدّق:

ـ أنت حرّ.


لم يصدق أذنيه. الحرية؟ الآن؟ بلا مقدمات؟

قال له المحقق ساخرًا:

ـ أنت في بيروت الآن. هل تعرف كيف ستعود وحدك إلى أهلك في البقاع؟


خرج مذهولًا. فراغ في جيوبه، ليلٌ ثقيل يقترب من منتصفه، وبردٌ ينخر العظام. لكنه لم يشعر بشيء سوى أنه يطير... يحلّق فوق وجع أمه ودموع أبيه وانكسارهما.

مشيا على قدميه، تتبعه نسمات الحرية الباردة، حتى وجد نفسه ـ من دون أن يدري كيف ـ أمام شقة رفاقه القدامى في جامعة بيروت العربيه.

طرق الباب... وانفتح أمامه عالمٌ جديد.

ابتسم، وهمس لنفسه:

ـ لقد عدتُ إلى الحياة...

حسين عبدالله جمعة 

سعدنايل لبنان


صبرك َ أيها الليل بقلم الكاتب : محمد الإمارة

 صبرك َ أيها الليل ُ.........

هكذا  ..!! 

صدأت ْ حروفي

و معاني كلماتي

فأسدل َ الشعر ُ قافيته ُ 

على السطور ِ و العبارات ِ 

و عن ْ قَصَص ِ الحب ِ

و حكاياه ُ    ..


و قد ْ كان َ لي

ما بين َ الأبجديات ِ 

حروف ٌ تغزلت ُ بها 

و بسحر ِ جمالها  

و بكل ِ ما

في عينيها 

أهواه ُ    .. 


فأينعت ْ ما بين َ

الأبيات ِ و الجمل ِ

خواطر ُ تترسم ُ

على محياها أملا ً

في دهاليز ِ الشوق ِ 

و خباياه ُ     ..


أًو َ ..!! 

كلما كان َ الفؤاد ُ 

يكتب ُ لها

يأسره ُ الهوى

فيسرح ُ بعيداً

في رغبته ِ

و مبتغاه ُ     ..


هكذا رمى ..!! 

الليل ُ عليه ِ بالأسى 

فتذكر َ ما ألقى

الزمان ُ في روعه ِ  

و تراكمت ْ عليه ِ 

بلواه ُ     ..


فما تخلى الحبيب ُ

عن ْ أُمنياته ِ  

حين َ سرق َ

السهد ُ أُمسياته ِ  

و الهجر ُ قد ْ

أضناه ُ     ..


حين َ ..!! 

خاطبها قائلا ً :

أنا المبتلى

قد ْعشعش َ اليأس ُ

ها هنا

في صميم ِ القلب ِ

و سجاياه ُ     ..


عصي ٌ الدمع ِ

قد ْ بات َ

يتوسد ُ الآهات ِ 

كليم ُ الفؤاد ِ

وا حسرتاه ُ     ..


فكم ْ

قسا الدهر ُ

و أسف َعليه ِ العمر ُ

لما أبلى الهيام ُ

بشمائل ِ صدره ِ

و محياه ُ    ..


و عفا

الزمان ُ بمهجته ِ 

و أطمس َ كل َ معالمه ِ

و غارت ْ بالمحاجر ِ

عيناه ُ     ..


فلم ْ

يجد َ لها

مع َ الصبر ِ قبيلا ً 

حين َخارت ْ

بالأسى و الوجد ِ

قواه ُ     ..


فبنى العنكبوت ُ

له ُ بيتاً 

فوق َ الذقن ِ

و محيط َ الرأس ِ

و قفاه ُ     ..


فابيض َ شعره ُ

و أنحنى ظهره ُ

و لآنت ْ عظامه ُ

و بانت ْ كل َ

حناياه ْ     ..


و تلاه ُ الصدر ُ 

ألف ُ تنهيدة ٍ 

مع َ كل ِ الزفرات ِ

تفر ُ بأنفاسه ِ

و حشرجة ُ صوته ِ 

تعلن ُ عن ْ سر ِ 

فحواه ُ     ..


غريب ٌ يقض ُ

الهجر ُ مضجَعه ُ

فلا يجد ُ

سوى الصمت ِ 

أنيس ُ وحدته ِ

و في الغربة ِ 

شكواه ُ     ..


ها قد ْ

بلغ َ السيل ُ الزبى

و وصل َ الأمر ُ

يا قلب ُ كما ترى 

غاية َ الذروة ِ

و منتهاه ُ      ..


فلا تكترثي 

لما أقول ُ :

و لا تعجبي أبداً 

لما آل َ 

إليه ِ الفؤاد ُ

و نجواه ُ     ..


و لا تعبأي لحالي

أو تتمسكي بأذيالي

فاني أخاف ُ

عليك ِ حقاً

مما أحذره ُ

و أخشاه ُ     ..


ما عدت ُ

أقوى على الرد ِ

و لا أستطيع ُ ذلك َ

عن ْ قصد ٍ 

و قد ْ بلغت ُ

من العمر ِ 

أقصاه ُ .


بقلمي  : محمد الإمارة

بتاريخ : 5 / 10 / 2025

من العراق

البصرة .


** قراءة نقديّة لقصيدة "بَــرْد" ((لمصطفى الحاجّ حسين)). بقلم الكاتب: ((حسين مهدي النجفي)).

 ** قراءة نقديّة لقصيدة

"بَــرْد" ((لمصطفى الحاجّ حسين)).


الكاتب: ((حسين مهدي النجفي)). 


(ضمن أفق الشعر الحديث وقصيدة النثر). "برد" ليست  قصيدة عن حالة طقس؛ إنها مرآة وجودية، كتبتها الذات الشاعرة لا بوصفها مراقبًا للشتاء، بل ككائنٍ مسحوق تحت ثقله، مفتت داخله، مكسور خارجًا، يكتب من فوهة التجربة، لا من برجها العاجي. نحن هنا أمام قصيدة نثر بالمعنى الأصدق، لا من حيث الشكل فقط، بل من حيث الرؤية الكلية، التوتر الداخلي، التماسك البنيوي

، والتكثيف الدلالي في ضوء نظرية التلقّي (ياوس، إيزر).. القارئ يُستدرَج في القصيدة منذ السطر الأول بخرق أفق التوقّع:

       /دافئٌ البرد/  

إنها مفارقة جوهرية تفتح باب التأويل وتربك التلقّي، فتجعل القارئ يعيد ترتيب علاقته بالمفردة: الدفء والبَرد، الحرارة والجمود، الألفة والوحشة. كل القصيدة تقوم على هذه "الازدواجية الانفعالية" التي لا تقود إلى وضوح بل إلى توتر مستمر بين المعنى ونقيضه.

تحليل نفسي وجودي (فروم، يونغ، سارتر):  

القصيدة انعكاس لوحدة عميقة، لشيخوخة نفسية أكثر من جسدية. (البرد) ليس بردًا حسيًا فقط، بل حالة وجودية تشير إلى الغربة، الفقد، والانكسار الداخلي. نقرأ فيها:

(يَقْتَحِمُ نَوَافِذَ آهَتِي / وَيَقْبِضُ عَلَى صَهْوَةِ نَبْضِي).. كأننا أمام ذات فاقدة للسيطرة، مستباحة، محاصرة من كل ما حولها، حتى الداخل لم يعد ملاذًا آمنًا. كل ما هو /حميم/ صار معرّضًا للغزو، وموسيقاها الداخلية (سوزان برنار، أدونيس).. رغم أنها قصيدة نثر، إلا أن (موسيقاها كامنة في الإيقاع الداخلي وتكرار الأفعال الموالية)/يُطَوِّقُ.. يُحَاصِرُ.. يَأْكُلُ.. يَهْوِي.. يَتَوَغَّلُ.. يَقْتَحِمُ.. يَهْرِسُ.. يَسْحَقُ.. يَقْضِمُ../

هذه الأفعال المتلاحقة ترسم صورة حركة عنيفة ومتصاعدة، تشبه آلة قمع كونية، تنهش الجسد والروح. إنه إيقاع، الدهس الوجودي، حيث اللغة لا تَصف فقط، بل تُجسّد العنف شعريًا.

العلاقة بالحداثة وقصيدة النثر.. الشاعر هنا لا يكتب قصيدة نثر فقط بالشكل، بل يحقق فيها شروط، القصيدة الحداثية الجديدة، كما أرساها (أنسي الحاج /وشوقي أبي شقرا / وسوزان برنارد)..غياب القافية والإيقاع التقليدي.. التكثيف والصورالمشهدية المجازية، اللغة اليومية المنفلتة من البلاغة الكلاسيكية..

التركيز على الذات المهشمة والهامشية.

لكن مصطفى الحاج حسين، يتميز بصدقٍ حارق وحميمية فاجعة، تُحيل برده إلى ما يشبه «الموت الحيّ». وهذا يقرّبه من تجارب عالمية.. (تشارلز بوكوفسكي) في تأمله الجسدي الوحشي، و(تيد هيوز) في رسم الطبيعة كقوة بطش، وحتى (فرانز كافكا) في شعوره بالعجز أمام منظومة قهر غير مرئية.

رمزيات القصيدة.. البرد رمز للزمن، الشيخوخة، الاغتراب، الصمت، الموت البطيء.. الساطور.. أداة جزّ، ترمز إلى القسوة والانتهاك.. الحنين.. الجذر المضاد للعنف، لكنه مكسور أيضًا.. الارتجاف.. ليس مجرد إحساس جسدي، بل ذروة التوتر الوجودي.. قيمة الشاعر وجمالياته، مصطفى الحاج حسين، من خلال هذه القصيدة وغيرها.. يثبت نفسه كصوتٍ فريد في قصيدة النثر العربية.. ليست فريدته في "الدهشة المجازية"، بل في الصدق، الكثافة، التوتر النفسي العميق، والاشتغال الصامت على اللغة والوجدان معًا.

هو شاعر من أولئك الذين لا يصرخون كثيرًا، لكنهم ينزفون بحرفٍ واضح وصافٍ، وحين تقرأه، تشعر أن الألم صار نصًا.

هذه القصيدة تُقام لها طقوس استشعار. إنها القصيدة الإنسان، لا القصيدة البلاغة..قصيدة تُكتب من الشظايا لا من العروض، وإن كنا نعيش زمناً يحاصر الشعراء كما البرد تمامًا، فإن شاعرًا مثل مصطفى الحاج حسين، قادر على أن يصنع من هذا البرد دفئًا قارصًا لا يُنسى.. ما قُدِّم هو دراسة أدبية معمّقة شاملة لقصيدة "بَــرْد" من جميع الزوايا الأساسية التالية.. من حيث البنية واللغة.. 

تم تفكيك البنية الداخلية للقصيدة، والوقوف على إيقاعها النثري، واستخدام الفعل المضارع، والتكثيف

، وتراكم الأفعال.. شرح التوتر الحركي والنفسي فيها، مع إبراز ثنائية الانكسار والانتهاك.. من حيث الرؤية الشعرية.. تم وضع البرد كـ"رمز وجودي" يوازي الغربة والشيخوخة والموت المعنوي، لا مجرد ظاهرة حسية.. وشرح حضور الجسد والروح بوصفهما فضاءً للمعاناة، لا مجرد أدوات للقول.. تصنيفها في الشعر العربي المعاصر.. تم ربطها بنموذج قصيدة النثر الحديثة، لا بالشكل فقط، بل بجوهرها التجديدي، كما تنظّر لها (سوزان برنارد) و(أنسي الحاج) وغيرهما.. وُضعت في سياقها ضمن الحداثة العربية، وتمت مقارنتها تجريبيًا بتجارب (كأدونيس)، (أنسي الحاج)، (شوقي أبي شقرا).. عالميين، (كافكا)، (بوكوفسكي)،(تيد هيوز).

من حيث المنهج النقدي، 

تم استثمار نظريات نقدية عالمية، نظرية التلقي، (ياوس وإيزر).. التحليل النفسي والوجودي (فروم، يونغ، سارتر).. التأويل الرمزي الحداثي، مع قراءة سيميائية للمجاز.

ومع ذلك... هل يمكن التوسّع أكثر؟

نعم، دائمًا هناك مجال لإضاءة جوانب إضافية:

المعجم الشعري، الخاص بالشاعر – علاقته بالألم، بالبرد، بالزمن.. تحليل صورة الجسد، في النص بوصفه ضحية/رمزًا/مسرحًا.

تأويل القصيدة ضمن سيرة الشاعر.. الاغتراب، المنفى، إسطنبول كمكان كتابة.

موقع القصيدة ضمن منجز الشاعر الكامل/ كيف تنمو تجربته من نص إلى آخر؟.. قيمة الصدق الفني.. هل يصدر عن عاطفة مباشرة؟ أم وعي شعري مركّب.. الاشتغال على البنية الزمنية في القصيدة/ الحاضر، الماضي، التوقّف الزمني/. القصيدة نالت قراءة نقدية جدّية وأكاديمية متمكنة، لكن (الحاج حسين) – كشاعر حديث – يستحق مزيدًا من القراءات المتنوعة.. الطرائق والمقاربات، وهو ما يمكن البناء عليه لاحقًا في دراسة تحيط بتجربته الشعرية الكاملة، وتصوغ له، هوية نقدية واضحة في المشهد الشعري العربي.*


    حسين مهدي النجفي.


** (( بَــرْد )).. 


 أحاسيس: مُصطفى الحاجّ حسين.  


دافِئٌ البَرْد

مُشْتَعِلُ الثَّلْجِ  

مُلْتَهِبُ الرِّيَاحِ  

مُسْتَعِرُ الوَخَزَاتِ.  

  

يُطَوِّقُ بِي كُلَّ خَلَجاتي

يُحَاصِرُ دَمِي  

وَيَأْكُلُ مِنِّي جَسَدِي 

يَحْمِلُ ساطورَهُ 

وَيَهْوِي بِهِ  

عَلَى سَعَةِ وِحْشَتِي  

وَأَكْتَافِ حَنِينِي.  

 

يَتَوَغَّلُ فِي قِفَارِ رُوحِي 

يَقْتَحِمُ نَوَافِذَ آهَتِي  

وَيَقْبِضُ عَلَى صَهْوَةِ نَبْضِي.  

يَهْرِسُ دَمْعِي  

يَبْطِشُ لَهْفَتِي 

وَيَسْحَقُ قَامَةَ انْتِظَارِي.  

 

شَرِسٌ فِي احْتِضَانِي 

غَلِيظُ العَضَلَاتِ  

حِينَ يَضُمُّ ارْتِجَافِي 

وَيَقْضِمُ أَوْصَالِي.  


إِنَّهُ بَرْدُ شَيْخُوخَتِي 

وَرَايَةُ غُرْبَتِي 

وَشِرَاعُ انْكِسَارِي.* 


 مُصطفى الحاجّ حسين.  

        إسطنبول.



ايها القمر بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 ايها القمر

ايها القمر

هلا هزمت

سواد ليلنا

الحالك

فغدا ليلنا

نهارا

ساطعة انواره

باسمة كائناته

ايها القمر

طارد ليلنا

القاتم

انر دروبنا

القاتمة

دعنا نرقص

لحظة

نردد نشيد

الحرية

نبتسم ابتسامة

أمل

نهزم جبروت

المحتل

نكتب رسائل

عشق

نطرد الظالم

حيثما تخندق

ايها القمر

فالليل مهما

طغى وتجبر 

امام بصيص

شعا عك

سيندحر


المنصوري عبد اللطيف

23/10 /2025

المغرب


جريدتها بقلم الكاتب فارس سعد

 جريدتها

قالت 

لا تكثر   الاعجاب

وانت تثير الحاضرين 

ابقي  في هدوءك 

رجل رزين 

 ودعني  ادخن السيكار 

واقراء 

 ماكتبت عني 

والاف المعجبين 

ولوحة  عنوانها 

جريدتك ِ

سكارتكِ

وعطرك ِشانيل 

واصابعك  

 التي تلامس الجميع

وورق السيكار 

يحترق

لا من الجمر 

من الثغر البديع

وانا اطارد الدخان

لعلي 

الامسه

تنافسني الريح

تبعثره 

 واكاد 

 ان  اضيع 

مابين ثغرك 

وعطرك 

وقطعة السيكار


من كتابات 

فارس سعد



على هامش فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع" متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع"

ندوة فكرية حول "أسئلة الهوية والغيرية وتمثلات الذاتية في المسرح التونسي"


تنظم مؤسسة المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة"،ندوة فكرية بتوزر يومي 25 و26 أكتوبر بعنوان "المسرح التونسي: أسئلة الهوية والغيرية وتمثلات الذاتية،نحو مدرسة مسرحية تونسية؟"

 وتلتئم هذه الندوة ضمن فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع" التي تقام من 24 أكتوبر إلى 8 نوفمبر 2025.ويتولى إدارتها الدكتور الباحث عبد الحليم المسعودي بتنسيق من سحر الرياحي.

وتطرح الندوة أسئلة جوهرية تتعلق بمدى قدرة المسرح التونسي على صياغة هوية فنية وجمالية متفردة،واستيعاب المفاهيم المعاصرة مثل "التأصيل" و"الخصوصية" و"الكونية" و"ما بعد الحداثة" و"الدرامي وما بعد الدرامي"،وذلك في ظل التحولات المجتمعية والثقافية الراهنة والتحديات التي تفرضها العولمة على التنوّع الثقافي والخيال المسرحي.

وتأتي هذه الندوة في  سياق ثقافي وفكري يسعى إلى مساءلة المنجز المسرحي التونسي والبحث في خصوصياته الجمالية والفكرية وفي علاقته بالهوية الوطنية والحداثة،من خلال طرح أسئلة الذات والغيرية والبحث عن ملامح "مدرسة" مسرحية تونسية قادرة على بلورة خصوصيتها داخل المشهد المسرحي العربي والدولي.

وفي الورقة التقديمية للندوة،يؤكد معز المرابط المدير العام للمسرح الوطني التونسي،أن المسرح التونسي نشأ في "زمن عاصف" كما وصفه الناقد توفيق بكار،زمن كانت فيه البلاد ترزح تحت الاستعمار،فكان المسرح فضاء للمقاومة الثقافية ولتأكيد الذات الوطنية في مواجهة محاولات الطمس والهيمنة.ومع الاستقلال،تواصل هذا التلازم بين الوعي الوطني والممارسة المسرحية ليتحول المسرح إلى رافد من روافد التحديث الاجتماعي،قبل أن يسعى المبدعون لاحقا إلى تحريره من سلطة الدولة ومركزيتها عبر بيانات ومبادرات شكلت محطات فارقة في تاريخه.

ويشارك في الندوة ثلة من الأكاديميين والباحثين والمبدعين من مختلف الجامعات والفضاءات المسرحية التونسية.وتنقسم أشغالها إلى محورين أساسيين: الأول بعنوان "أسئلة الهوية والغيرية وتمثلات الذاتية"،ويضم جلستين علميتين تُقدّم خلالهما عدد من المداخلات منها "تصورات الهوية والغيرية في المسرح التونسي بين التأصيل والتثاقف" للدكتور محمد المديوني،و"توفيق الجبالي "نحو هوية مسرحية تونسية للدكتور حسام المسعدي و"المسرح التونسي مقاربة أنثروبولوجية" للدكتور نزار السعيدي،إلى جانب مساهمات أخرى تتناول تجارب مرجعية وتجليات الذاتية في المسرح التونسي.

أما المحور الثاني، طفيُطرح يوم الأحد 26 أكتوبر تحت عنوان "نحو مدرسة مسرحية تونسية؟"، ويتناول مداخلات تبحث في موقع المسرح التونسي ضمن المشهد الثقافي العالمي من بينها "المسرح وديكولونيالية المتخيل: الجسد والخطاب والخيال" للدكتورة أم الزين بالشّيخة و"في البحث عن جماليات التحرر وتجاوز سلطة الأنموذج" للطاهر بن قيزة و"المسرح التونسي باحثا عن لغته" لعبد الحليم المسعودي،إضافة إلى مداخلات أخرى تستعرض تجارب مبدعين تونسيين من أجيال مختلفة مثل الحبيب شبيل وتوفيق الجبالي وجليلة بكار ورجاء بن عمار والفاضل الجعايبي وفاضل الجزيري.

وستُختتم أعمال الندوة بجلسة نقاش مفتوح تفاعلي حول سؤال مركزي: هل يمكن الحديث فعلا عن "مدرسة" مسرحية تونسية؟ وما مدى وجاهة هذا التصور أمام تعدد التجارب الفردية وتنوع الرؤى الجمالية والفكرية في الساحة المسرحية؟

ومن المنتظر أن تُتوّج الندوة بإصدار عدد خاص من مجلة الأكاديمية التابعة لبيت الحكمة،يتضمن أعمال المشاركين ومداخلاتهم توثيقا لهذا اللقاء الفكري الذي يسعى إلى إعادة قراءة المشهد المسرحي التونسي في ضوء أسئلته القديمة المتجددة حول الهوية والذات والحداثة.

وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي الذي تنظمه مؤسسة المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع جمعية عبد الوهاب بن عياد تقام من 24 أكتوبر إلى 8 نوفمبر 2025.وتتوزع فعاليات هذه الدورة على مرحلتين: الأولى بمدينة توزر من 24 إلى 30 أكتوبر،وتشمل العروض المسرحية والملتقيات الفكرية،فيما تُقام المرحلة الثانية في تونس العاصمة من 31 أكتوبر إلى 8 نوفمبر وتتضمن عروض المسابقة الرسمية التي تشمل 14

عرضا مسرحيا وكذلك عرض الاختتام "عربون 3" للفقيد الفنان والمخرج فاضل الجزيري الذي سيتم أيضا تكريمه رفقة الفقيد أنور الشعافي بقسم خاص يُعنى بأعمالهما تحت عنوان "شاشات المواسم".كما يكرّم المهرجان الفنان التشكيلي الفقيد عادل مقديش بمعرض خاص وذلك بالتعاون مع المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر.


متابعة محمد المحسن



مفارقات فلسفية. بقلم الكاتب أيمن أصلتُرك

 💞مفارقات فلسفية. 

💫 فائزةُ.. سرّ الحب والوجود

فائزةُ الروحِ يا أنثى تجلّتْ بيــنَ أنواري

  يا نغمةَ اللهِ في صمتِ الأساريرِ والأفكارِ

رأيتُ وجهَكِ، فاستيقظتْ معانيَّ من غفواتِها

  كأنّني كنتُ في موتي، وها قُمتُ من أسراري

عيناكِ بحرٌ من المعنى، إذا نظرتْ

  روحي تُصلّي، وتُبحرُ دونَ مِجدافٍ ولا شطآنِ أقداري

ما أنتِ أنثى من الطينِ الذي خُلقوا

  بل نَفْسُ نورٍ تجلّى في ملامحِ أطهاري

أهواكِ لا جسدًا، بل فكرةً نُسجتْ

  من الحنينِ إلى وجهِ الوجودِ الباري

فائزةُ الحُبِّ، في عينيكِ مملكتي

  وفي يديكِ قرارُ النورِ والأعمارِ

الأديب والشاعر Ayman Asıltürk 

أيمن أصلتُرك


الوتر بقلم/د.معمر محمد

 ....................

(" الوتر .........")


وما ولى الفؤاد ... وما غدر

في قيد الحب... سجن وأسر

وما أدبر وما صلى سرا وجهر

***********************

هوى بنيته من ... ظمأ وسعر 

وهذبته فبات مقاما عليا وكبر

وخطته من جراحي الغائرات ودثر

***************************

وجاء أمرنا فجرا فطفق هشيما وأنتشر

لاسعا رقيقا كالنسائم يفوح شذى وعطر

وتلفحنا هوجه نعيما فأغدد حبا ومطر

*******************************

وذات حسن من حسان البجاع ... استقر

يا وفي الوعد ما لطعم والشوق ..... انفجر

أميرتي في خيلاء تينع وتختال على البشر

**********************************

كطود عزيز تتهادى وتلغف الهوى وتحتكر

وأنا شاعر أغزل العبير نفيسا ..... وينتصر

وأدنو غازيا ما لجيشي يا مولاتي ... ينكسر

***********************************

لست نزارا ولا المتنبي يا رقيقتي ... أنا مقتدر

أرومك فخرا من فخار بلادي حمدا....... وشكر

للهوى المعنى والعذب بين أضلعي حسبك مقر

************************************

أتيت بائعا فمن يلبي بيعة كاهل ...... ومعتمر

يا أنقى نساء الأرض والروح في ثناياها تحتضر

هاتوا اللوح صكا من ديارها ... وبجعتي تذدهر

**************************************

بقلمي/د.معمر محمد 

السودان 

23/10/2025



((اذهب ودعني )) بقلم الشاعر شاكر الياس

 ((اذهب ودعني ))


بقلم/شاكر الياس 

شاكر محمود الياس 


العراق/بغداد 


بتاريخ/٢٣/١٠/٢٠٢٥


قلت أذهب ودعني 

لم يعد بيننا كلام 

تلاشت جمل الحديث 

المعسول الشيق 

شوهت صورة الحب 

الأن أدركت 

خداعك وجل الحقيقة 

لم تعد 

مشاعري كما كان 

سأكتب تأريخ 

جديد لميلاد أخر 

امحوا الذكريات كلها 

من قاموس 

قلبي المتخم بالجراح 

كل صورة 

كانت تجمعني بك 

أغادر كل 

الأماكن المألوفه 

أشيح البصر 

بعيدا وأعتصر الألم 

أشربه من يد 

الزمان والحزن نادل 

كفاك خداع 

لم أعد ذاك البسيط 

الأمر مختلف 

كشفت كل الاشياء 

جميل مراوغ 

كان له القلب ملاذ 

لم تعد ذاك العزيز 

أذهب إنتهت جل الفرص 

بكت اللحاظ 

مرارة زيف الهوى 

جرحا وأه 

الأن أنا أخرج 

من بودقة اليأس 

تبخر حديث 

ذاك الأنس 

وضاعت كلمات الوداد 

الشيق المألوف 

كم كان كلامك مغشوش 

أنا لو 

لم أراك مثل اللؤلؤ 

ما زارني المرض 

أذهب ودعني 

فلا غيري الملام 

زرعت طيبا وسقيت الحرث 

حتى أخر رمق 

وكانت الروح تسلب 

معطاء أنشد الأمان وكنت 

أنت صورة غير مزيفة 

وأنا أشهد 

أنك أروع أنسان 

تعشق الهدوء بلا صراخ 

تتجمل بأبهى مظهر 

عبق عطرك طاغيا 

خالج الروح والأحساس 

القلب يحمل الأفراح 

يطوف أرجاء المعمورة 

يقينا بلا شك 

يرسم صور الأمل 

يغير أحاديث سالفه 

يكتب أجمل سطر 

يمحوا جل ذاك السقم 

العتيق المتجدد 

دون زوال 

يمسح تلك الدموع 

بلا شروط 

يودع لحظات الأسف 

دون لقاء 

مرتقب جله فراغ 

وضع شاذ 

الأن قد برز 

حلت النهاية لأخر القصص 

سجل الحياة خير حافظ 

يحصي كل الورى 

صوت وصوره 

سطره مستقيم بلا أعوجاج 

حروف تغرس 

قرطاس موروث 

أيها التائه تعلم الدرس 

كن ثابتا مثل الوتد 

بين الأنام معروف 

انت لو 

اسكنت من تهوى 

بين الجفن والبؤبؤ 

أنكر وهوى على الأرض



في انتظار نفسي بقلم الكاتب رشدي الخميري/جندوبة /تونس

 في انتظار نفسي

قرّرت السّفر، وانتزاع نفسي من بركة الجلوس، ومن ماض مثبّط للخطوات.

السّفر كان فرصتي الأخيرة لأعيش في عوالم تشبهني، وأسلك طرقا سبق خبرها قلبي قبل قدمي.

سألتقي بكلّ من عمل جاهدا ليكون كما أراد، وأين اختار أن يعيش.

بهذا السّفر، سأفرغ القوالب الجامدة الّتي احتوتني سنين، وأرمي ما فيها عبر طواحين الهواء، لعلّها تتجدّد بما يزيّنها ويمنحها حياة أخرى.

أمّا حقيبتي، فليست إلّا بعض الكتب، وأوراقا، وقلما.

وأمّا ملابسي، فهي أحلامي القديمة والجديدة، وأحلام بلدي.

كتبي ستكون غناء يوقظ فيّ كلّ مشاعري.

في الطّريق، كلّ وجه يمرّ بي يحمل ظلّي القديم، وكلّ محطّة تعيد إليّ جزءا من صوتي الضّائع بين الزّحام.

لم أكن أبحث عن مدينة جديدة، بقدر ما كنت أبحث عن مسافة بيني وبين ما كنت عليه.

أدركت أنّ الحريّة ليست أن تبتعد، وقد تخسر أكثر ممّا ستربح، بل أن تخلع جلد الخوف، وتواجه بأوجه مختلفة.

كلّما انغمست أكثر، خفّ وزن الحقيبة، وكأنّ الذّكريات تتبخّر من تلقاء نفسها لتمنحني أجنحة أطير بها.

كنت أتحرّر من القيود، من المسلّمات، من الرّضا الصّامت، ومن الأصوات الّتي كانت تملي عليّ أيّامي وأحلامي.

السّفر كان تمرينا على النّسيان، لكنّه علّمني أنّ ما ننساه لا يموت، بل يتحوّل إلى نغمة أخرى في داخلنا...

نغمة تشحن العزائم وتفتح نوافذ على الآتي.

عندما بلغت آخر الطّريق، لم أجد مدينة تستقبلني، ولا جماهير على جانبي الطّريق تنادي باسمي وتصفّق لي،

بل أنا جديد ينتظرني عند المفترق، فرح بعودتي، ومتحفّز لبدايات جديدة.

لم أعد برايات ولا بانتصار، لكنّ قلبي كان خفيفا، كأنّه أخيرا عرف اسمه،

أو سجّله بين الكتب وقصائد الشّعر الّتي سافرت من خلالها.

رشدي الخميري/جندوبة /تونس


على هامش المشهد الشعري التونسي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش المشهد الشعري التونسي


حين تحرك فينا الثورة التونسية المجيدة..ما أسن من أفكار وأساليب..


تصدير :هل مازلنا ننظر إلى وجودنا نظرة شاعرية،تستبدل الحركة والفعل الناتجين عن الدرس والتحليل والرصد

الموضوعي،بإنثيالات عاطفية،وتهويمات مدغدغة،وبلاغات لفظية..؟!


في البدء أسأل :

قصائد الشعراء وكتابات الكتّاب وخطابات الخطباء..هل تعد مشاركة في الثورة،أم أنها ليست سوى تعويض مرض عن العجز عن المشاركة الحقيقية فيها..؟

..كيف يمكن للغة أن تنجو من لغوها،وهي يحك بعضها بعضاَََ،في محاولة يائسة للتعبير عما انطبع وينطبع في الذات من مشاعر وخواطر،يثيرها ويركض أمامها حدث الروح التونسي الأعظم: الثورة؟

وبعيدا عن التجريد المشخصن الذي آلت إليه كلمة”الثورة”وعن تصدرها قائمة أسهم الخطاب في بورصة العجز العربي الثرثار،بل بعيدا حتى عما تفجّره من تداعيات معنوية وحلمية،أجدني أميل إلى العودة إلى التجسيد،إلى القبض على الشيء والمعنى بالحواس المتأتئة،قبل أن تقتنصهما التسمية،وتحبسهما في أقفاصها الرنانة.

وما كنت لأجرؤ على مجازفة كهذه،لولا أنني كنت على الأرض التي انتفض لحمها البشري في السابع عشر من شهر ديسمبر 2010، فشاهدت وشهدت،وإن كانت مشاهدة لم تخرج من حيز الشهود-أسفا-إلى فضاء الاستشهاد !.

ثمة سؤال أبله يدور في خلدي،قد يصلح ليكون بداية،وإن كانت فجة،للملامسة المقصودة هنا: لماذا يجب على الشعراء (وأزعم أني واحد منهم) أن يكتبوا شعرا أو نثرا،عن الثورة؟ !

هو سؤال أبله كما ترون،ولكنه،ككل أبله،يلح في طلب إجابة شافية،وككل أبله لن ترضيه الإجابات المخاتلة،أو تلك المبنية على الركون إلى البدهيات والأعراف.

والوجوب المفترض عن الشعراء-أو المفروض عليهم !-هو إما نابع من ضمير الشاعر نفسه،من ضيقه بما احتشد في وجدانه من مشاعر وانفعالات صاخبة،لن تهدأ حتى يخرجها كلمات على الورق،أو أنه نابع من إحساس الشاعر بواجبه في التعبير عن مشاعر وانفعالات الآخرين ممن حرموا القدرة على الكتابة،وفي كلتا الحالتين يراد منه أن يكون اسهاما في الفعل الذي جرى على الأرض-الثورة.

وكأني بالشاعر ما يزال يعتبر نفسه،ويعتبره الأخرون،صوت أمته،وضميرها الحي،الحامل لهمومها وأفراحها وآلامها،المعدّد لمناقبها،الممجّد لإنتصاراتها،الرائي لقتلاها،الشاتم لأعدائها..

وربما هو كذلك،أو كان كذلك،في جاهلية انقضت (أو هكذا حسبناها !)،قبل أن تخرج الأمور عن مجرد نزاعات قبلية بالسيف والرمح عن مرعى وكلأ،وقبل أن تتعقّد العلوم والإختصاصات،فيتولى آخرون فيما بينهم تلك المهام التي كانت منوطة بلسان الشاعر وفصاحته،وأعني بهم علماء الإجتماع وعلماء السياسة وعلماء الإقتصاد وعلماء التاريخ وعلماء الحرب وعلماء النفس وعلماء الإعلام..حتى علماء الكلام !.

لكن الناس ينتظرون من الشاعر،الشاعر وحده،أن يقول ويكتب !وهو في داخله يحس أنها مهمته هو،دون غيره ! وكأنه راسخ في وهمه أنّ حركة التاريخ،وسيرورة الواقع،ورياح التغيير مرهونة بما سيسيل به قلمه على لوح الأقدار المكشوف،هذه المرة،لا المحفوظ ! وكأننا ما نزال ننظر إلى وجودنا نظرة شاعرية،تستبدل الحركة والفعل الناتجين عن الدرس والتحليل والرصد الموضوعي،بإنثيالات عاطفية،وتهويمات مدغدغة،وبلاغات لفظية،لا تعمل على تحويل الدم إلى حبر فحسب، بل أيضا على تحويل الشهادة إلى رمز،والألم البشري إلى مجاز،والفجائع اليومية إلى استعارات.!

والسؤال الأبله السابق يلد أسئلة أخرى ليست أقل بلاهة:هل تعد قصائد الشعراء وكتابات الكتّاب وخطابات الخطباء مشاركة في الثورة،أم أنها ليست سوى تعويض مرض عن العجز عن المشاركة الحقيقية فيها..؟

وبسؤال مغاير أقول : هل من شأن هذه الكتابات أن تسهم في التأسيس للديموقراطية،الحرية والعدالة الاجتماعية،أم أنّ جدواها تقتصر على تحرير ضمير كاتبها من وطأة الإحســـتاس باللانفع،وإراحة ضمائر متلقيه من الرهق الذين يرين عليها،بسبب ما تعانيه من شلل شامل؟ !

وحين يستعمل أحدهم لغته لتصوير رمية حجر أو نظرة غضب أو مصرع شاب أو نواح أم…هل يكون في روعه أنّ صوره أصدق وأبلغ وأبعد أثرا من صورة الحقيقة التي رآها عيانا، أو عبر ما بثته أجهزة الإعلام إبان المد الثوري الخلاّق..؟ !

وهل في ظن أحدهم أنّ أولئك البسطاء الواقعيين،ولا أقول الأسطوريين،الذين ثاروا على القهر،الظلم والظلام،قرؤوا قصائده،أو فهموها،أو اتخذوا من تكاثرها وتراكمها ذخيرة لهم في مواصلة نضالهم، وهم الذين ما انتظروها حين أشعلوا الثورة التونسية الخالدة واشتعلوا بها؟ !

وإذا كانت هذه القصائد موجهة إلى بقية الشعب والجماهير والحكّام العرب وصنّاع القرار، أن’تنبهوا واستفيقوا أيها…’فلماذا لم تصل رسالتها بعد،على الرغم من تلال القصائد المتلّلة،التي تكرّر الفحوى ذاتها دون هوادة،بالألفاظ ذاتها دون هوادة،عبر خمس سنوات من عمر الثورة التونسية..وأقل بقليل من عمر ما يسمى”بالربيع العربي”..؟ !

أما إذا كان يراد من هذه القصائد والكتابات أن تكون أعمالا فنية جمالية،تسعى،بأدوات دقيقة ومحترفة،إلى استلهام الحدث لتخليده،وجعله عبرة وراقة وجدانية أصيلة،تنفعل بها وتتعلّم منها الأجيال القادمة،فلعمري ألا تكفي قصيدة جيدة واحدة،أو بضع قصائد لتلبية هذا المطمح؟

أجل،إنها أسئلة بلهاء،لا أظنها ترد على خاطر كثير من الشعراء وغيرهم من ممتهني الحرف، وهم يحاولون صياغة تجليات الثورة في قصيدة شعرية ترقى إلى حجم الحدث..؟

ولعل هذه أن تكون احد شؤون الثورة التونسية وغاياتها،أن تكشف فنيا بلاهتنا،وتفضح ادعاءاتنا وأكاذيبنا على صفحة مرآة صدقها الجارحة،وتثير فينا شهية،الثورة،بدورنا،على ما تواتر واستتب حتى أصبح أعرافا وتقاليد،وتحرّك فينا ما أسن من أفكار وأساليب،علها تتنفّس هواءها الطازج..


محمد المحسن



عذاب الغياب بقلم الكاتبة زينب عياري / تونس

 عذاب الغياب 

طال غيابك وتعبت أوتاري وهي تنادي 

عزفت لك كل مواويل الشجن 

فزاد  حنيني وذاب نور المقل 

ومع طير الحمام طارت رسائلي 

يطول الليل ومن الدمع أروي تراب الفجاج

تنطفئ الشموع والسهاد يعانقني 

أعد نجوم عذابي حتى تغيب 

وأحاكي القمر عن همومي 

يدور حول شرفات أعتابي 

اتابع ظله وهو يحوم 

يختفي خلف السحاب 

يأخذ فكري وعقلي المجنون 


أسبّح تراتيل الهوى في فؤادي 

يعلو نبض  قلبي وتهتز شراييني ..

تهبُّ رياح الوساوس في سكون 

فأعود أحضن قتارتي كالمعتوه

وأغني لحن أحزاني في غموض 

أشردُ مع خيالي  وأطفو كلوح فوق الأمواج 

يهاجمني  الشك من كل الجهات 

ومن عقلي تطير السهام 

وكأني جندي يجاهد الأعداء 

أترصد البوابات والمداخل 

أنصب الفخاخ وأحرس الحركات 


هذه معركتي  إما أكون رابحا أو نهاية خساراتي 

مهما تحاول تجاهلي وانت تعلم 

إني على العهد باقي 

وإني في الوفاء أخلص الأحباب 

تترك من يصون الحب من أول النظرات

وتراود من أدار  ظهره لك منذ البدايات

وهبتك مهجتي ونشوة قربي وأحلامي 

وأنت تجافي والتكبر أهم صفاتك 

تمر على الديار لا تهتم ولا تبالي 

وقد فرشتُ لك ورد حبي لأستقبالك 


هانت عليك أيام الوصل 

يوم كنا  نرشف  عسل الأكواب 

ومن رحيق الزهر نتقاسم شهد اليالي 

كفي على كفك تشتعل من الحب نيران 

نبات نفك ألغاز الهيام 

ومن حروف الصدق نألف الحكايات 

كل الكلام الذي كان بيننا 

مرسوم على  الأماكن التي حوتنا 

يوم كنت أنا وأنت واحد

نكمل بعضنا دون إستثناء


واليوم يا حبيب الروح تركتني وحدي 

أواجه فراغاتي 

ومن يفهم متاهاتي 

  وقد فصلتْ بيننا المسافات 

وطارت من يدي تذاكري 

في آخر المحطات 

رحل  معها عقلي  يصارع وزوبعة من نبضاتي ......

بقلمي زينب عياري / تونس



الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

*...آهة النّدم...* بقلم الكاتب حمدان بن الصغير

 *...آهة النّدم...*

خُسَارَهْ

و هدير الصّمت

من أعماق الإِثَارَهْ

ليس لك

غير هذا الجَسَدْ

ببعض المساحيق تِجَارَهْ

على أحداق الرَّصِيفْ

تقبع ألف إِشَارَهْ

و هذا الصّخب

ليس له عندي اعْتِبَارْ

مثلما تأتي

تغادر عقلي الأَفْكَارْ

تَعِبٌ أنا يا صغيرتي حَدَّ العَيَاءْ

حتّى الانْدِثَارْ

خُسَارَهْ

أن يحفظ الدرب خُطَانَا

أن تشرق الشّمس بلا وهج

و أن تقبع في الحلق

آهة النّدم

تخشى سِوَانَا

حمدان بن الصغير 

الميدة نابل تونس


قالت له بقلم د. محفوظ فرج المدلل

 قالت له :

ما كان غيابُكَ عني 

لا متوقع

كنتُ قرأتُكَ منذ لقيتكَ 

تستَجْدي حبّي

من أوَّل يومٍ 

تتظاهرُ باللهفةِ كي تلقى منّي

ميلاً نحوكَ 

قلتُ لعلي أخطأتُ التقديرَ 

وحين وجدتَ قبولاً منّي

عن بعدٍ 

حاولتَ محاذاتي

في ملقٍ

فضحتهُ ملامحُ وجهِكَ ، عيناك  

وإيماءاتك 

باحتْ بالزيفِ النائم 

تحتَ أساريرك 

قلت على عجلٍ 

إرحلْ

لم أحزنْ وقتَ رحيلِك

كثرٌ  مثلكَ ساورهمْ 

شرَكُ الخدعةِ

في ظنِّهمُ أن النسوةَ قاطبةً

يغريهُنَّ القولُ المعسولُ

يجهلنْ الفارقَ بين الصدقِ وبين

الكذبِ

يجهلُ أنَّ الحرةَ 

( بنتَ  قورينا ) 

( بنت النهرين )

 لا يجدي 

منه عليها اللفُّ ولا الدوران

هذا الزمنُ الطائش 

خلَّفَ أصنافاً لم تألفْها بيئتُنا

وفتوَّةُ  أبناء القرن العشرين 

لم نعثر عمن يشبهها إلا ما ندرَ

بين شباب القرن الواحد

 والعشرين 


د. محفوظ فرج المدلل 


٢٣ / ١٠ / ٢٠٢٥م

٣٠ / ربيع الثاني / ١٤٤٧هـ


اللوحة التشكيلية للفنان العراقي المبدع ستار كاووش



من الخريف الراحل بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 من الخريف الراحل


مسبوغ وجهك

بالوان بشرتي الحزينة

التي انطلقت تعانق الرحيل

هناك قتلت مودتي بصندوق الوصايا

هنا ذبحت مسرتي فداء عنك قربان عشق

أسروا أفراحي كناية بهواي وتضاحكوا بالعلانية

على مرقد صياح الديك نهشوا بقاياي حين غدروا

كتبوا قصة لامس مفبركة قالوا هراء كل أوصافة

أسكنت خريفك على سطوري وما حزني إلا رعاية

بساتين أسميتها من العمر فصول واسقيتها دمعي

على نافذة مدينة وضعت صورتي لجميع المارين

اخذت حفنة من تراب وطني اذريتها لميراث غزل

خزنتها بمحتف الذكرى عساي أن أعود انا المثقل

بكل قصائد الأرض التي انتهكت كل العناوين بالم

في بواكير العمر همست للأغصان أن توردي الزهر

قد يمر نعش حيبيتي مع غرباء أرجوكم لتطهروه

فقد سرق على غفلة من تابوتها وارتكل للمجهول

باتت عيوني دامعة والمسرات تشقشق جوارحي

اليوم ميلاد العزاء على كثبان لغربة مسافرة هنا

تودع للسنين نهج الحزاني والمواليد سيتداولون

ضياع المجهول دق ابواب الأحزان قرع الجرس

صرصكت الريح الأوجاع فأنهزم قدر التلاقي بها

ذكرى عمياء نهضت على أسنة الأقلام نقشت الم

صرخ الخريف على قوائم اللون أميتت الأوصاف

باكورة من وهن ترسبت في العش اسدلت ستاره


                       المفكر العربي

                   عيسى نجيب حداد

                موسوعة اوراق الصمت



ثلاثية قصيرة جدا بقلم الكاتب رياض انقزو

 ثلاثية قصيرة جدا


عدالة


-1- مطلوب


كانت في المقهى، دفعتني حاجة لدخول دورة المياه، وقفت امام المرأة، قرأت بعض مقال انعكس عليها، استدارت، قبل ان أتكلّم كان ذاك الذي يقف خلفي قد اختفى.


-2- ممنوع من الحلم


اتقلّب في فراشي، أطبق اجفاني، أستجدي النوم، أحدّق في برغوث لزم السّقف، أشعر بالاسترخاء، أجدني أحلم، أستيقظ- وقد سكب عليّ دلو ماء- قبل أن ينتهي الحلم.


بحث


وقف داخل القفص، استمع لما وجّه له من تهم، انتابته دهشة، كاد يطلب من القاضي اعادة القراءة، ضحك في سخرية، كثير من الاعترافات لم تسجّل


رياض انقزو


مساكن/تونس


حوار افتراضي آخر بقلم الكاتب محمد مجيد حسين

 حوار افتراضي آخر 

براد بيت 

يحنُّ لأنوثة مارلين مونرو 

مونيكا بلوتشي 

تجتاحنُي ضاربة 

بعقودي الخمس 

عرض الحائط..

شوبنهاور يسخر منّي 

وينعتني.. 

يتدخّل دافنشي 

ويداه تحتفظان 

ببعضٍ من ألوان الموناليزا 

يدافع عن عشقي الأسطوري للجمال..

يرفض شوبنهاور بصمت..

أنجلينا جولي 

مذهولة من شدّة البريق 

في عينَيَّ..

محمد مجيد حسين



من و إلى طفولة التراب أعود شعر: جلال باباي ( تونس)

 من و إلى طفولة التراب أعود 


      شعر: جلال باباي ( تونس)


من أيسر الجسد..

..إلى يمين القلب

تتيمٌم أصابعي بعطر سنبلة الستٌين

أمتدٌ من جهة الغروب 

سحابة متحرٌكة فوق طين طفولتي

لم يمض وقت طويل على شرفته

حتٌى داهمني نزيف يوليو

كان ساخنا ماءه هذا الصباح

احرق اخضر عشقي

و اطفأ بريق خُطايا

أضعت بوصلة التراب

تاهت أبجديات الطٌواف على أسرٌتها

هذه الأرض الجريحة 

جادت عليٌا كهولتي بالسفر

دون امرأة إلى منفاي

أعادتني أصوات ربٌة البيت الأولى

إلى تراب المسافة بوجه ضحوك

و ذاكرة البطولة.. و حنين اندلس 

يمطر بالزفرات 

ثمٌة أطلال بهجة مأثورة

زمان الوصل تنشد بالحياة

عدت متأرجحا بجسدين

بين جحيم يسراي

و نعيم تطواف بيمناي

أحمل سبٌابتي جوٌابة نصر

و صحوة فوق خارطة من رماد

أجمٌل قفص عزلتي 

لعلٌها تشفق عصافير الغابات

تعودني بالزقزقات

وتحلٌ صباحا قصيدة الخلاص

ذا قلقي يشبهها 

وهذا الخريف يزرع غيمته

ربٌما تمطر فوضاي كلمات

تلجم شحيح هذا التراب

فمنه و إليه أعود أخيرا 

واثق الخطوات.


     ▪︎ الأربعاء ٢٢ اكتوبر ٢٠٢٥



لحظة حب برية بقلم الأديب قاسم عبدالعزيز الدوسري

 لحظة حب برية

أيمكن أن تكوني لي وأن أكون لكِ...

دون أن ندور معاً في رقصة ٍ

رسم خطواتها الآخرون...

ودون أن تحدثنا المسافات المرسومة بين خطوة ..وخطوة ؟

رقصة ..وماأسميها وكل خطواتنا اتبعت خطاها دون أن نحاول التمرد أو نفكر فيه..

أنت لي وأنا لك ولكن بعد أن يرسموا لنا الحركة القادمة..

لا يهم أن كانت حركة ساق أو ذراع أو التفاتة عين..دون أن نعي..دون أن يعوا كانت الرقصة 

قد استدارت على النفوس وبتنا نحن المحبين..نمارس ايقاعها الواحد.. خطوة تلو خطوة .. حتى تعثراتنا تشابهت وانسجمت وباتت رغم انفرادها كلاً واحداً ..

كان اللحن في البدء مختلفاً تلقائياً عذباً..كنا نشعر بدبيبه  يرتفع في نفس كل منا وبدأنا دون أن ندري نرقص والنسيم

رقصة عفوية لا تختلف كثيراً عن رقصة اوراق الشجر عند هبوب الريح ..كان اللحن في آذانا كونياً

موغلاً في أعماق النفس..شديد الوطأة على آذاننا التي لم تعتد من قبل هذا الخليط الرائع من أصوات الطفولة والنضج  وقد تلاحمت حتى استفاق كل منا بما يشبه الصدمة.. وادركنا اننامن بين مئات البشر بدأنا نرسم رقصتنا 

واللحن نبع من هناك ...من أعمق عمق  في نفسينا ..حيث لا يصل الضجيج وحيث الفضاء المتناهي في ابعاده ..وحدنا كنا هناك ..والآخرون ورقصتهم عالم انسلخنا عنه..دون إرادتنا.. كان علينا أن نعي حبيبتي أن خطواتنا    

اتبعت هوى شيطان الشعر في نفسينا..كان علينا أن لا نصغي لألحان لا تمس قلوبنا ..وإن نظل رغم الضجيج نستمع إليه.. ذلك القادم من الأعماق وليداً غضاً لا يعترف بأيام الشتاء القاسية ..لا يعترف بمفاهيم الكبار ..أو إدعاء 

العشّاق المزيفين..  رقصتنا أيقظت في نفسينا عبق ذكريات بعيدة..تطرق النفس وتزرع الدهشة في آن واحد.. لأننا لم نعشها في واقعنا ..في تاريخنا على هذه الأرض المكتظة ..فمن أين تمت وأين زمانها...وأين مكانها..!؟ رقصتنا نبعت على لحن تسلل إلينا خلسة من عمق روح الزمن ..لحن تلاحمت أصوات عشاق  كل القرون الماضية لترديده يوصلنا حراً ..نقيا من شوائب أصوات الآخرين من حولنا فلماذا نسينا أننا مختلفين.. ؟ وإن خطواتهم لاتتجه حيث تنقر العصافير في بذور نمت حرّة من باطن هذه  الأرض..وتأثرت حيث البرية


قاسم عبدالعزيز الدوسري