الأربعاء، 3 ديسمبر 2025

نسيت دمعي عالقا بقلم الشاعرة الفنانة ليلى_السليطي

 نسيت دمعي عالقا

في مقلة الفجر..

نسيت دعاء الصباح

وبقيت في حضن الوتر

نسيت كف الندى بيد الأحلام

ينعش ذات الرؤى في المغتسل...

أقمت نهجا في محاكم الترحال

فضاق المدى بي و ما احتمل...

أقمت ركنا على كثيب وحدتي

زرعت في ذهني نخيلا من الشوق 

و وردات عشقي

وحزمة من نجوم ليلي المكفهر

فزاد اشتياقي لذاك المكان...

 والليل حافي القدمين يكابر

ويشرب گأس النبيذ من فم الشطآن..

حملت بعضي وعدت إلى الوسادة

اعانقها لأنام

و العرق حبر أسود

 يقطر دما على سرير الذكريات

لا شيء يشغلني عن الماضي

لا شيء سيعيد النبض للحياة...

لا أشعر بوجود حدس يوقظ مني الإحساس

كأني نسيت الحرف مسجونا 

علقته في ثقوب الزمن الذي مضى

ليهوي تحت وطاة الكرى 

تزاور عنه الشمس وهو غائب في الزحام...

كيف بهذا الوهم ألتهم الثواني

و كيف لهذا الطيف أن لا يعود...

كيف ستعبق روحي بعطر القصائد 

و كيف أهرب من دغدغة الأناشيد...؟

كيف سأطعم براعم الورد بين يدي

 و من رحم الشوق الوليد..؟

لا ماء من زمن في غدير البستان 

ولا عطر يبعث من فوهة الأحزان..

فكيف سأراوغ تلك الرؤى 

و ليل الشتاء طويل طويل...

كيف أعتصر من كبدي دم النسيان 

لا أنشد غير المحال...!

تعب السرير من حملي الثقيل

نار المدفئة تخترق جسدي المتهاوي

كجذع نخل ممدود على ركب الماء

ينتظر مركبه القادم من الأنفاق

ولكن هذا الطريق

لن يأتي بسر ما مضى من عهود

 ولن يخبرني كيف الثواني إلى الوراء تعود..؟

كذلك البحر ظل مشتعلا غضبا

 ولكنه لا يثور 

على كريات الهواء

تلك الوجوه تمضي هادئة أمام نافذة الانتظار 

لست أعرفها ...

 فهم ليسوا مثلي بهذا الجنون...!

يسألني البحر من أنا

ومن أكون..؟

قل للسماء التي سترجعك الصدى 

وحده الصمت يعرف من كان مقبلا 

على عجل..

و من كان منها بعيدا ...يحضن أملا ..

أنا الغريب بينهما

أقبع بين سجدتين 

ألقي للورى صوتاً شجيا و أغنيتين

أغنية الحياة التي لم أعشها

والموت المقنع ذو الوجهين ...

وجه له موكب حضن أسود 

ووجه أبيض ذو فكين ...

لكني ما زلت أغني...

 و أجنحتي تحلق كالعصفور

ومازلت أكبو و ألوي عصا الطين 

وما زلت ألقي للمدى بذور تكويني ...

حبات حب و حنين...

حفنة حفنة ...تذروها الرياح

على قارعة النسيان....!!

أنا لست هنا لكن صوتي

 في كل مكان....!!


ليلى_السليطي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق