عذاب الغياب
طال غيابك وتعبت أوتاري وهي تنادي
عزفت لك كل مواويل الشجن
فزاد حنيني وذاب نور المقل
ومع طير الحمام طارت رسائلي
يطول الليل ومن الدمع أروي تراب الفجاج
تنطفئ الشموع والسهاد يعانقني
أعد نجوم عذابي حتى تغيب
وأحاكي القمر عن همومي
يدور حول شرفات أعتابي
اتابع ظله وهو يحوم
يختفي خلف السحاب
يأخذ فكري وعقلي المجنون
أسبّح تراتيل الهوى في فؤادي
يعلو نبض قلبي وتهتز شراييني ..
تهبُّ رياح الوساوس في سكون
فأعود أحضن قتارتي كالمعتوه
وأغني لحن أحزاني في غموض
أشردُ مع خيالي وأطفو كلوح فوق الأمواج
يهاجمني الشك من كل الجهات
ومن عقلي تطير السهام
وكأني جندي يجاهد الأعداء
أترصد البوابات والمداخل
أنصب الفخاخ وأحرس الحركات
هذه معركتي إما أكون رابحا أو نهاية خساراتي
مهما تحاول تجاهلي وانت تعلم
إني على العهد باقي
وإني في الوفاء أخلص الأحباب
تترك من يصون الحب من أول النظرات
وتراود من أدار ظهره لك منذ البدايات
وهبتك مهجتي ونشوة قربي وأحلامي
وأنت تجافي والتكبر أهم صفاتك
تمر على الديار لا تهتم ولا تبالي
وقد فرشتُ لك ورد حبي لأستقبالك
هانت عليك أيام الوصل
يوم كنا نرشف عسل الأكواب
ومن رحيق الزهر نتقاسم شهد اليالي
كفي على كفك تشتعل من الحب نيران
نبات نفك ألغاز الهيام
ومن حروف الصدق نألف الحكايات
كل الكلام الذي كان بيننا
مرسوم على الأماكن التي حوتنا
يوم كنت أنا وأنت واحد
نكمل بعضنا دون إستثناء
واليوم يا حبيب الروح تركتني وحدي
أواجه فراغاتي
ومن يفهم متاهاتي
وقد فصلتْ بيننا المسافات
وطارت من يدي تذاكري
في آخر المحطات
رحل معها عقلي يصارع وزوبعة من نبضاتي ......
بقلمي زينب عياري / تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق