لستُ بلقيسَ
ولا عبدتُ الشمسَ دونَ اللهِ
قبلَ أن يفرَّ عرشي إليك،
لكن هدهدًا محنّطًا
نقَرَ خطوي
حين كنتَ من الغائبين...
خلعتُ بابَ النملِ
دون أن أستشعرَ موكبَك المهيب.
ما حاجتي إلى فتاتِ نبوءاتٍ
والأرضُ تمِيدُ تحتَ قدميَّ صلاةً؟!
غيابكَ محراثٌ أنبتَ الزرعَ
في جسدي.
يُقالُ دابّةٌ أكلت عصاك،
وأنتَ تتكئُ على كتفِ عشقي
باحثًا عن الله...
دفنتُ النبأَ في جرحي
قبل أن يرتدَّ إلى قلبي طرفٌ،
وأَسْلَمتُ لك مع العالمين...
لستُ ملكَةَ سبأٍ،
لا مملكةَ لي غيرَ حبِّك.
لكنني
أعرفُ كلَّ حبيباتِ سليمانَ؛
كنتُ أراقبُهنّ
وأنا أُعاودُ ترتيبَ حشودِ الآلهةِ
المنتصِباتِ في بهوِّ الربِّ...
كلُّهنَّ أنيقاتٌ
بكعبٍ عالٍ من العبوديةِ،
قلوبُهنَّ بين يديك كالعجينِ
سبعُ مئة امرأةٍ شهيةٍ
تكفي لمؤونةِ ألفِ عامٍ من النبوءةِ...
كلُّهنَّ
جميلاتٌ،
ناعماتٌ،
باستثناءِ واحدةٍ
غيرت صورتَها الأولى...
تَسوءُ سُمعتُها
كلما التهمتْ حكمتَك نيّئَة...
كَجنيةٍ صعلوكةٍ،
تتَّسعُ في خاتمِكَ المفقودِ
تنصهرُ في سبابَتِكَ المُنتفخةِ
ببَراهين المعجزاتِ،
كحجارة غيرِ كريمٍة...
تحتكِرُ النبيذَ والريحَ،
ثم تُختمُ بلسانٍ قذرٍ
مكاتيبَكَ السِّرّيةَ...
"علتْ عليكَ
وما كانتْ من المسلمينَ"
لكنَّ النارَ تشابكت بألسنةِ الماءِ،
فسقطتِ الملائكةُ بِمَمْلَكتِها الضحيّةِ...
لستُ بلقيسَ،
لكنني
أحبُّك حدَّ الفسقِ وحدَّ التُّقى،
في انتظارِك
لم انتظر معجزةٍ جديدةٍ،
أنْتَظرتُ عودةَ طائرِ الغيبِ
حُرًّا من النبوءةِ
أحبُّك حدَّ الكفرِ بكَ، وحدَّ الإيمانِ
..........................
بحبيباتِكَ....
دنياس عليلة
25 أكتوبر 2025

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق