الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025

أنوثة على قيد الموت.. بقلم الأديبة فاطمة محمود سعدالله

 أنوثة على قيد الموت..


قد يكون القمر عِشْقَها..

هي أنثى

 تترشف الفجر

بين إغفاءتين...وابتهال

قد تمتطي متن صوت فيروز

أو تتعلق بذؤابات الآذان

أو تقلب صفحات الغيب كي تصْحُوَ

أو تمْحُوَ خربشات آخر الليل...


أنثى تعشق البحر

ولا تحسن السباحة عكس التيار

تخاتل الريح بإهاب شفاف

تسقي  أعشابا متوحشة

بالدمع

بالدم

بالحرف النازف شوقا

أنثى تتدلى بين جذع العمر والأعذاق

تنظر إلى الأعلى ولا تمسك بأطراف الأصابع...

ولكنها..تصدق الوعود.


تبحث ذاتها عن الذات

يبكي جزءها عن الكل

تحصي الدقائق

ولا تحتمي من تسرب السنوات  كالماء بين أنامل الليل...

تصغي إلى أحاديث الشجر

ولا تفقه صرير النوافذ

تقف أمام المرآة

تقلب السؤال وجها وقفا

تقدُّ الحيرة من قُبُلٍ

وتتكوّم عند رفوف الذكريات

ولكنها تضحك في اللحظة الخاطئة...


تعشق رائحة المطر

عند الأصيل 

تتدفّأ بوهج الوعود

رغم صخب الرياح

تعجن خبز القصائد للعصافير 

وتنثر الحب في درب الشمس...

وعلى شفاه الأراجيح 

ترسم طفولة  تبكي ضاحكة...

وتضحك باكية.

وتعزف للموت أغنية اللقاء المنتظر.


 كانت تزرد للغد

صدارا من أمنيات تبلسم

وجع السنين

ترتق صدوعا بين القلب

والوتين

و تبني أعشاشا لن تسكنها الطيور

لن تعود إليها أسراب الأحلام المهاجرة...

وبين وجود وماهية ستظل نبتةً...

نبتةً شاقها الحنين أو...

تظل أنثى على قيد الموت

على قيد وهم...


في مدائن نَسِيَت أن تضيء الشموع.

في دروب تاهت عنها الإشارات

في تقاطع نَصبت فيه الرياح خيام النفخ

تقف أنثى من وجع وتيه

تتقفى صوتا ينادي...

تسكت صدى يلبي

و تستسلم للريح


قال ذات بوح:

" استندي على كتفي"

والكتف من كلمات...

قال:"تمسكي بأطراف أصابعي" والأصابع من شمع...

وهاتف يقول لا تخافي...

والخوف ملء الصدر وملء العيون

والخوف نهر جار بين الكفوف..يتلوى

ويصفق مع الريح.. 


فاطمة محمود سعدالله/تونس/5\8\2025


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق