السبت، 6 ديسمبر 2025

صقيعُ النَّوَى. بقلم الكاتبة عائشة ساكري تونس

 صقيعُ النَّوَى.

بقلمي عائشة ساكري تونس 


ظلّلْ فؤادي

من صقيعِ النّوى..

واطلُقْ جناحيْكَ للرِّيحِ كيْ ننْجُوَ.

هذا "ديسمبر" الأصمْ

قد حلّ بأرضِنا..

و دِيارُنا عُرَات

ولا سقفَ يأوينا....

من يمّ الشتاء

قلوبُنا يا إلهي أَصْحتْ ثالجهْ

ونحنُ والبردُ سَوا

على طولِ المدى


ومع البردِ، تمتدُّ في صدورِنا

ندوبُ غيابٍ ما التئمت،

ونوافذٌ أُغلِقَتْ دهورًا

فما عاد ضوؤها يعرفُ إلينا طريقًا.


كأنَّ العمرَ يمرُّ على أطرافِنا

ثلجًا ثقيلًا،

وكأنَّ الريحَ تسحبُ ما تبقّى

من دفءِ الأمسِ الذي كنّا نعرفه.


ومع ذلك…

في العتمةِ جمرةٌ صغيرة

تتنفّسُ سرًا،

تحرسُ فينا ما نجا 

من الانطفاءِ، وتهمسُ:

إن يدًا تُمسكُ يدًا

قد تهزمُ ليلَ ديسمبر،

ولو كان أصمًّا لا يسمع نداء.


فإن طال الطريقُ بنا،

وبقيتِ الدنيا ثلجًا في ثلج،

سنمشي…

حتى يذوبَ الصقيعُ عن أرواحِنا،

وتعودَ لنا نافذةٌ واحدة

تضيءُ ما تبقّى من هذا المدى.


تونس 5_12_2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق