من الخريف الراحل
مسبوغ وجهك
بالوان بشرتي الحزينة
التي انطلقت تعانق الرحيل
هناك قتلت مودتي بصندوق الوصايا
هنا ذبحت مسرتي فداء عنك قربان عشق
أسروا أفراحي كناية بهواي وتضاحكوا بالعلانية
على مرقد صياح الديك نهشوا بقاياي حين غدروا
كتبوا قصة لامس مفبركة قالوا هراء كل أوصافة
أسكنت خريفك على سطوري وما حزني إلا رعاية
بساتين أسميتها من العمر فصول واسقيتها دمعي
على نافذة مدينة وضعت صورتي لجميع المارين
اخذت حفنة من تراب وطني اذريتها لميراث غزل
خزنتها بمحتف الذكرى عساي أن أعود انا المثقل
بكل قصائد الأرض التي انتهكت كل العناوين بالم
في بواكير العمر همست للأغصان أن توردي الزهر
قد يمر نعش حيبيتي مع غرباء أرجوكم لتطهروه
فقد سرق على غفلة من تابوتها وارتكل للمجهول
باتت عيوني دامعة والمسرات تشقشق جوارحي
اليوم ميلاد العزاء على كثبان لغربة مسافرة هنا
تودع للسنين نهج الحزاني والمواليد سيتداولون
ضياع المجهول دق ابواب الأحزان قرع الجرس
صرصكت الريح الأوجاع فأنهزم قدر التلاقي بها
ذكرى عمياء نهضت على أسنة الأقلام نقشت الم
صرخ الخريف على قوائم اللون أميتت الأوصاف
باكورة من وهن ترسبت في العش اسدلت ستاره
المفكر العربي
عيسى نجيب حداد
موسوعة اوراق الصمت

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق