الاثنين، 1 ديسمبر 2025

الطيب و الحياة الفصل السادس و العشرون بقلم رمضان عبد الباري عبد الكريم شاعر وكاتب روائي

 الطيب و الحياة 

الفصل السادس و العشرون 

**********************

    بعد أن أنتهت ليلي ووالدتها من الحديث دون أن يصلوا إلى حل ، خرجت أم ليلي وجلست فى الصاله و ابنتها وابنها يستذكرون دروسهم ، ثم خرجت ليلى وجلست بجوارها ، وإذ بالام تتوجه نحو ليلي بالحديث .

الأم  : وبعدين يا بنتى هتعملى إيه فى هذه المشكله .

ليلي : والله يا ماما ما عرفه أعمل إيه ، الإختبارات صعبه ، ماما بقولك إيه إحنا نقوم ناكل الأول وبعض كده نفكر على مهلنا، وحقيقة انا معرفش أفكر وبطنى خاويه من الأكل .

الأم : نظرت إليها ثم ضحكت وقالت انتى تفضلي طول عمرك تمزحين  , طب قومى جهزى الأكل علشان  ناكل كلنا .

     وبالفعل قامت ليلى تجهز العشاء وكان عبارة عن ملوخيه 

بالارانب ومعاها ارز ، وانتهت ليلى من تجهيز السفرة وجلست الام ومعها ليلي و أخواتها ، و بدأوا الأكل فجأه جرس الباب ضرب وهنا نظر الكل إلى بعضهم لأنهم ليسوا معتادين أن يزورهم أحد فى هذا التوقيت ، وقامت ليلي تفتح الباب ، وعندما فتحت الباب أخذتها الدهشة .

الأم : مين يا ليلي اللى على الباب ؟

ليلي: تتهته ده ده يا ماما .

الأم : مين يا بنتى على الباب ؟

ليلي: ده الأستاذ وليد يا ماما .

الأم : الأستاذ وليد مين يا بنتى ؟

ليلى : الأستاذ وليد يا ماما.

الأم : تذكرت الموضوع آه  الأستاذ وليد إتفضل يا ابنى. 

دخل وليد وليلي إلى الداخل و سلم على الجميع .

وليد : أنا آسف يا ماما أنى جيت من غير معياد سابق .

الأم : ابدا يا ابنى إتفضل دا البيت بيتك تيجى فى أى وقت .

وليد : متشكر جدا يا ماما .

الأم : اتفغضل معانا يا ابنى بسم الله ، إحنا كنا لسه هنتعشي .

وليد : متشكر جدا يا ماما ولكن رائحة الملوخيه مع الأرانب تجنن يا ماما .

الأم : إتفضل يا ابنى بالهنا والشفا .

ليلى : جلست وهى مذهوله من المفاجآة .

    انتهى الجميع من تناول العشاء ، وجلسوا فى الصالة ، وقام وليد بتقديم الهدايا التى أتى  بها إليهم 

وليد : اتفضلي يا ماما .

الأم : ما هذا يا ابنى مكلف نفسك ليه .

وليد : لا تكلفة ولا حاجه يا ماما , حاجات بسيطة لكم وإخوتي  الصغيرين .

ليلي: قامت جمعت الهدايا مره أخرى و أعطتهم إلى وليد  وقالت

متشكرين أستاذ وليد .

وليد : ليه كده يا ليلي ، أنا عملت شيء غلط ، ما تكلمى يا ماما.

الأم : لا يصح يا ليلي اللى بتعمليه ده .

ليلي : تقدر تقولى أستاذ  وليد كيف  عرفت العنوان ؟

وليد : أبدا يا ليلي بعد ما وصلتك مشيت وراءك لحد ما وصلتي  البيت .

ليلي : انا قولت لك أعطني يومين أفكر وأرد عليك ، ولا جاى من أجل أن تضعنى أمام الأمر الواقع .

وليد : أبدا يا ليلى الموضوع وما فيه قلت أني أتعرف على أسرتك 

الأم : يا ليلى  لا تصعبي  الأمور كده يا ابنتى ، وليد جاء من أجل  يتعرف علينا. 

وليد : هو كده بالضبط يا ماما ، وهنا عرف وليد كيف يستميل قلب الأم فى صفه ، وقام بإعطاء الهدايا إلى الأم مرة  أخرى ، ثم نادى على أخوات ليلى الصغيرين و أعطاهم هدايتهم، ثم توجه نحو ليلي وأعطاها  هديتها و كانت عبارة عن  سلسله ذهب عيار 24 فى علبه شمواه حمراء ، أما هدية الغام كانت عبارة عن معطف شتوى ثقيل غالى   الثمن ، ولكن ترددت ليلي فى أخذ الهدية ورأت صورة  حسان أمامها ، ولكن مع إلحاح الام أخذت الهديه .

وليد : يا رب يا ماما تكون الهدايا عجبتكم .

الأم : متشكرين أوى يا ابنى ربنا يخليك ويسعدك .

وليد : متشكر جدا يا ماما ، ولكن أنا كنت كلمت ليلي وطلبت  يدها الزواج و حضرتك البركة  يا ماما.

الأم : والله يا ابنى كل شيء قسمه ونصيب وربنا يقدم إللي فيه الخير 

وليد : متشكر جدا يا ماما ، بعد إذنك انا امشي و منتظر  الرد .

الأم : مع ألف سلامه يا ابنى .

ليلي : قامت توصل وليد للباب 

وليد : إيه يا  ليلي مش شايفك مبسوطه .

ليلي : وليد أنا مبحبش طريقة فرض الأمر الواقع .

وليد : ما شي يا ليلي أنا آسف سامحيني، لن تتكرر مرة أخري .

ليلي :تمام يا وليد مع ألف سلامه .

وليد : مد يده من أجل السلام على ليلي ، مما اضطررت ليلى أن تمد يدها للسلام عليه ، وعندها ضغط وليد ضغطا خفيفا بحكم خبرته مع النساء ، وهنا شعرت ليلي بدفء يد وليد ، ولكن ازعجتها ضغط يده على يدها .

  وأغلقت ليلي خلف وليد الباب ، ورجعت الى امها .

الأم : وليد مشي يا ليلي .

ليلي : اه يا ماما مشي ولكن عجبك اللى عملوا وليد ده .

الأم : والله يا بنتى مش عارفه أقولك إيه ، وليد ابن حلال ، و غنى و لكن الأمر يرجع اليك  ، أنتى إللي هتجوزيه و تعيشى معاه.

ليلى : ماما أن دماغى فيها صداع ، هاخد اسبرينه و أدخل أنام ، تصبحى على خير. 

الأم : وانتى من أهله يا ابنتى , ربنا بهديكى يا ليلى ، و يجعله  من نصيبك يا قادر يا كريم يارب .

ليلى : اخدت الأسبرين و وضعت رأسها على الوساده و أجبرت  نفسها على النوم ولكن صورة حسان لم تفارق عينها .


    ركب زكى السيارة بجوار ماجى ، ولاحظت ماجى أن زكي يبلع ريقه بصعوبه بالغة  ، هنا أدركت ماجى أن زكى استوى على الآخر و مستعد لأى شيء تقول له عليه .

ماجى : أنا غاضبة  منك يا زكى يا ختخوت اللى فى الخديد  يفوت .

زكى : لماذا أنتي غاضبة يا مدام ماجى .

ماجى : أول خاجة بلاش مدام ديه أنا  ماجى وبس يا بيبي .

زكى : ماشي يا ماجى ،  و إيه هى الحاجة التانيه ؟

ماجى : الخاجة التانية يا بيبي ، عدم الإتصال بي عندما تركت العمل بالمجمع  ، كنت إتصلت بي مباشرة أو تأتى إلي النادى الصخى .

زكى  : هذا الذي حدث  يا ماجى. 

ماجي : أنا لا أريد منك أن  تحمل أى هم ، إنت مع ماجى خبيبتك فقط لا غير  .

زكى : تمام ،  الي أين نذهب الآن  ؟

ماجى : اريد منك أن تترك لى نفسك نهائي.

زكى :  الأمر إليك افعلي ما تريدين.

ماجى : ايوه كده يا بيبي .

    

     ثم ذهبت ماجى هى وزكى إلى أرقى محلات الملابس الجاهزة واختارت لزكى كل ملابسه الداخليه و الخارجيه ، و أفخم أنواع الساعات السويسرية ، ثم ذهبوا إلى مطعم فخم جدا لا يدخله إلا الطبقة الاستقراطيه من المجتمع المصرى ، وجلسوا على المائدة وطلبت عشاءا فاخرا .

   

   وتم إحضار العشاء وعند تناول زكى العشاء شعر بالحرج

لأنه لا يعرف الأكل بالشوكة والسكينه ، وما كان علي ماجى إلا أنها شعرت أن زكى لا يعرف أن يأكل بالشوكة والسكينه  .

ماجى : مالك يا بيبي مش عارف تاكل بالشوكة والسكينه  ولا يهمك يا بيبي وما كان عليها إلا أنها وضع الشوكة و السكين جانبا , ثم شمرت عن يدها وقال زكي خليك ابن بلد وكل بيدك .

زكى :رأى ذلك وقال الله عليكى يا ماجى بصراحة إنتي ليس لكى حل و شمر أيضا عن يده واقبل يأكل  بنهم شديد لأنه لم يأكل طعام مثل ذلك أبدا .

ماجى : الله عليك يا بيبي كل أنا أريد منك أن تخلص علي الأكل  كله ، وأكل زكى و شبع .

ماجى :  بيبي انا عندى لك مفاجأة  و لكن لا تعرفها إلا  بكره الصبح. 

زكى  : مفاجأة و هعرفها بكره الصبح ، مش بقول إنتي ماجي لا يوجد لكي حل .

   

    وبعد أن انتهوا من عشاءهم أخدت ماجى زكى وذهبوا إلى شقتها بالمهندسين ، وقضوا ليلتهم  في سعاده لم يشعر بها زكى من قبل .


    والى اللقاء في الجزء التالي باذن الله


القاهرة 

30/11/2025

رمضان عبد الباري عبد الكريم 

شاعر وكاتب روائي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق