لحظة حب برية
أيمكن أن تكوني لي وأن أكون لكِ...
دون أن ندور معاً في رقصة ٍ
رسم خطواتها الآخرون...
ودون أن تحدثنا المسافات المرسومة بين خطوة ..وخطوة ؟
رقصة ..وماأسميها وكل خطواتنا اتبعت خطاها دون أن نحاول التمرد أو نفكر فيه..
أنت لي وأنا لك ولكن بعد أن يرسموا لنا الحركة القادمة..
لا يهم أن كانت حركة ساق أو ذراع أو التفاتة عين..دون أن نعي..دون أن يعوا كانت الرقصة
قد استدارت على النفوس وبتنا نحن المحبين..نمارس ايقاعها الواحد.. خطوة تلو خطوة .. حتى تعثراتنا تشابهت وانسجمت وباتت رغم انفرادها كلاً واحداً ..
كان اللحن في البدء مختلفاً تلقائياً عذباً..كنا نشعر بدبيبه يرتفع في نفس كل منا وبدأنا دون أن ندري نرقص والنسيم
رقصة عفوية لا تختلف كثيراً عن رقصة اوراق الشجر عند هبوب الريح ..كان اللحن في آذانا كونياً
موغلاً في أعماق النفس..شديد الوطأة على آذاننا التي لم تعتد من قبل هذا الخليط الرائع من أصوات الطفولة والنضج وقد تلاحمت حتى استفاق كل منا بما يشبه الصدمة.. وادركنا اننامن بين مئات البشر بدأنا نرسم رقصتنا
واللحن نبع من هناك ...من أعمق عمق في نفسينا ..حيث لا يصل الضجيج وحيث الفضاء المتناهي في ابعاده ..وحدنا كنا هناك ..والآخرون ورقصتهم عالم انسلخنا عنه..دون إرادتنا.. كان علينا أن نعي حبيبتي أن خطواتنا
اتبعت هوى شيطان الشعر في نفسينا..كان علينا أن لا نصغي لألحان لا تمس قلوبنا ..وإن نظل رغم الضجيج نستمع إليه.. ذلك القادم من الأعماق وليداً غضاً لا يعترف بأيام الشتاء القاسية ..لا يعترف بمفاهيم الكبار ..أو إدعاء
العشّاق المزيفين.. رقصتنا أيقظت في نفسينا عبق ذكريات بعيدة..تطرق النفس وتزرع الدهشة في آن واحد.. لأننا لم نعشها في واقعنا ..في تاريخنا على هذه الأرض المكتظة ..فمن أين تمت وأين زمانها...وأين مكانها..!؟ رقصتنا نبعت على لحن تسلل إلينا خلسة من عمق روح الزمن ..لحن تلاحمت أصوات عشاق كل القرون الماضية لترديده يوصلنا حراً ..نقيا من شوائب أصوات الآخرين من حولنا فلماذا نسينا أننا مختلفين.. ؟ وإن خطواتهم لاتتجه حيث تنقر العصافير في بذور نمت حرّة من باطن هذه الأرض..وتأثرت حيث البرية
قاسم عبدالعزيز الدوسري

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق