الاثنين، 28 أغسطس 2023

وِجدَانِيّات بقلم الكاتبة إيمَانْ دَاوِد

 وِجدَانِيّات


ذات فجر من أيّام ربيعي الفريدة

كنت أمرّ عبر طرقات الحياة العديدة 

توقفت برهة حين سمعتُ أنشودة البحر 

 كنتُ أسير ، أعانق شرودي 

أتأمّل ، أتجوّل، أتأنّى ،أحلّق و أسافر 

عبر فضاءات من الفكر و الوجدان 

داخل أروقة فصول حياتي

فاجأتني ترانيم الربيع ، أطربت قلبي 

حين أزهر العمر مِن روحي

لمحته يسبح في بحر الزمن الذي يمضي 

أراه يتباطأ تارة ثم يسارع الخطى تارة أخرى 

سمعته يشدو ويترنّم ثم يغدو متعبا

تردَّدَتْ إلى مسامعي أهازيج الموج الحالمة

تتبّعتُ عمق مداها وسمِعَت معي الشطآنُ صداها

فرقَصَت على أنغام رمالها

شدا الطير في عليائه معي فَرِحًا

و علا النخل في شموخه وَجِلًا 

وصل شَدْوِها الى امتداد الفيافي

 حتى لامس عبيرها موسيقى القوافي 

 وصار لحنا فريدا لكنه لم ينفرد في ركن الذِكرَى 

ولم ينزوِ في رفوف الشجن و الحيرة 

بل ابتهجت مواكب الرّبى و غنت طرَبا

 أطلّت ورود عمري نشوى

 من بين أغصان الأشجار المتشعبة 

غمرت بساتين الورد بحسنها 

و فساتين صبايا بزهوها 

لا تزال ألوان الحياة مزهوّة بالحب  

رغم قتامة سحب الخريف 

و ليل الشتاء البارد المخيف 

و رياح القدر المفاجئ العنيد 

لا تزال السماء تشدو مطرا 

 تنصت الطيور إلى زخّاتها 

عبر نوافذ السنوات التي تمرّ مسرعة

 على أطراف الأماكن و تشع خيوط الشمس 

على ضفاف البحار الهادئة

تحلّق النوارس حولي مبتهجة  

أتابعها بنظراتي فتزداد ابتهاجا 

و كأنها تراني نورسا ينتظر لحظة الانطلاق 

أواصل البحث عني في ظلّ تجلياتي

 أنتشي بنسيم الفجر الذي يداعب وجنتيّ

 أرى النور يلمع في سماء حياتي

 كنجمة متلألئة في مرآة عيوني

 عادت إليّ نغمة الحياة بعد صمتها 

إنها ترافقني وتغمر صباحي و مسائي 

منذ أمسي و حتى الزمن الآتي 

تناجي الروح في لحظات تفرّدي 

وسكوني و هدوئي وغفوتي و صمتي 

و صحوتي و توهاني وجنوني و صمودي 

تراني كطفلة بريئة تواجه بعض الأمواج

 ترقّ و تحنو عليها يد الزمان بكل أمان

 تأخذ بيدها الصغيرة الرقيقة 

 كي تعبر بها شتّى الدروب الطويلة

 ثم ترسو بها في ميناء العمر  

المفعم بالمشاعر و الأماني الجميلة.


         إيمَانْ دَاوِد 

                      تونس  



شهْرزَاد الحكايَا بقلم (فارس العصر ) فارس محمد

 شهْرزَاد الحكايَا

ــــــــــ

كَيْف أَتَفادَى

رُمْح نَظرَة مِنهَا

وَهِي تَرمُقني

حُلْمًا بريئًا

على ضِفَاف الصَّمْتِ

اِمرأَة مُعَلقَة

على جِدَار

فُؤَادِي شغفًا

على شِفَاه الرِّيح

ــــــــــ

اِمرأَة لَيسَت

كَكُل النِّسَاء

وَأنَا رَاهِب

أَتمَسك بِمعابد

عِشْقهَا ...

أَطرَق أَبوَاب

إِحْساسهَا همْسًا

على مَوائِد الهوى

فارسًا اِسْتقْبل

طَيفُها يَقِينَا

وأنْتظرهَا ...

بِكلِّ لَهفَة

وَبكُل شغف

لِتمْلأ رُوحي حُبًّا

فلك كُلِّ اَلحُروف

تَنطِق عَشقَا

يَا مَهرَتِي السَّمْراء

ـــــــــ

اِمرأَة اِغْتسَلتْ

بِالْياسمين

تَجرُفني بِجريَان اَلحُلم

بِترْتيلة عِشْق

ومَا عُدْت

أرى فِي اَلوُجود غَيرُها

هِي اللُّؤْلؤ والْمرْجان

هِي حُرُوف زُمرُّدِيَّة

هِي شهْرزَاد الحكايَا

عَاصِمة الفتْنة

ــــــــــ

اِمرأَة فَاقَت

الأبْجديَّات

على جَنَاح طَائِر

تُضْرِم نِيران

أشْواقي

فِي نَبْض القلْب

فتزْدَاد نُورًا

فِي واحاتي

فرس جَمُوح

بَيْن قُوتَي وكبْريائي

ــــــــــ

اِمرأَة جِئْتهَا

لِأحقِّق مَعهَا

كُلَّ أحْلامي

بعْدمَا تَسللَت

بِمَكر سَطوتِها

لِمسامَّاتي

لِتتساقط

قَطَرات مِدادي

كلمات غَزْل

تَروِي سُطُور

قَصائِدي

بِلمساتهَا النَّاعمة

ــــــــــ

اِمرأَة تُدَاعِب

أَنسَام اَلْهَواء

تَفرِش دُرُوب اَلغَد

بِالنُّجوم لِتبْقى

اَلحُب المسْتحيل

لِفارس مِغوَار

فالْعمْر بَيْن يديْهَا

تَغارَه كُلَّ النِّسَاء وتتمنَّاه

بقلمي (فارس العصر )

فارس محمد 



ضياع. بقلم الأدبية آمنه المحب. من ديوان راقصيني يا دنيا.

 ضياع. 

لا شئ يا قلب

لا كره لاحب،

ضياع في ضياع

ودرب إثره درب

لاشئ يا قلبُ. 

أسفار وبحار

وليل مثل النهار،

لا البعد لا القرب

يشفيك يا قلب. 

لا وحدة ترضيك

ولا يرضيك صحب،

دنيا وما فيها

يملؤها العجب

هل أعتب عليك

أم على الدهر العتب. 

أتعبتني يا قلب

وأضناني التعب

حتى غدت حياتي

لا مرها حلو

 ولا حلوها عذب. 

حيرتني يا قلب

فلا السكون تعرف

ولا يفارقك الصخب،

فماذا أفعل بك

وأمرك عجيبٌ

ولغزك صعبُ. 

آمنه المحب. من ديوان راقصيني يا دنيا.


صباحٌ لا غيثَ فيهِ بقلم الشاعر محمود بشير

 صباحٌ لا غيثَ فيهِ


يا صباحاً كمْ صباحٍ قد غشانَا

          كم أخٍ في القُرْبِ ما لبَّىٰ نِدانَا


قد نطَرْنَا الغيْثَ ما هبَّتْ رِياحٌ

            فرِياحُ الغيْثِ قد عافَتْ رُبانَا


فانطَلَقْنَا نستغيثُ(القُرْبَ) نصْبُو

     صَوْبَ (قُدْسٍ)قد عشِقْنَاهَا زمانَا


لا مُغيثاً قد بدَا قد بانَ غَدْرٌ

         قدْ رمَتْهُ(العُرْبُ) تطبيعاً وكانَا


محمود بشير

2023/8/28 



الأحد، 27 أغسطس 2023

ترنح ـــــــــــ زينه شريف


 ترنح

.
.
بين أوردتي
كما تشاء
يا نقطة ضعفي
يا حكمة رب السماء
أقسم عليك
أن تترفق بي
يا لهب النار
ولذيذ الثلج
وسر البقاء
أخبرني
يامن بدلت
نبضي بإسمك
ماذا افعل؟!
بإحتراق شوقي
وثرثرة لهفتي
فلم أصمت
عن مناداتك
هل تسمع
صدى صوتي
ياناى الشوق
وكمان الهوى
معرفتك انتحار
وبعدك جوى
ووجودك مطر
في صيف مجنون
وما أنا سوى
زمزمية القلب
بخيال منهزم
أصبو نحو سراب
اسكن دارا بها
الأمان منعدم
بين مفاتنها وخيباتها
العقل منقسم
وما أملك سوى ضعفي
والأوراق والقلم
ومازلت حائرة
بين الفرح والألم
على حافة اللهفة
انتظر حتى
يحن الوقت
فيجن شوقي
وتتسارع نبضاتي
فلتجد اللقاء
بقلمي
(ِقطر الندى)
زينه شريف

أشتاق لدمع الأرض ـــــــــــ الأستاذ عبد الستار الخديمي


 **أشتاق لدمع الأرض**

غيمة بيضاء حبلى محمّلة بدموع الأرض
جابت دروب القحط لترويها
وغابت الحقول العطشى لطول انتظار
ونامت الغيمة كالطفل عند قدميّ
وشاهدتها تحلم
وتزرع الحلم في الزوايا المعتّمة
وتقضم المسافات لتضع حملها
أرهقها الحمل
وأضناها الحلم
وأنا بوداعتي المعهودة
أربّت على عينيها النائمين
ألتمس دفء قلبها الخافق فيّ
وكأنه مني
وانا منها
أدغدع دموعها لتنسكب في حديقتي الخلفية
أنا أيضا حقولي قاحلة
ونباتي شاخ قبل الأوان
وزهراتي ذبلن وتدلّت أهدابهنّ غنجا
وشرقن بعبرات الشوق للندى
استيقظي فقد حان وقت الوضع
سأرافقك بحثا عن الحقول العطشى
لاشك أنها سكنت أهداب من تاهوا مثلي في الزحام
لامستُ جدائلها
وشممتُ رائحة العنبر في خصلات شعرها
كحبيبتي تتزيّن لكل موعد عشق
أذوب عشقا كلما ذرفت دمعا
هي غيمتي الممطرة بلا منازع
حنينها راودني حين توسّدت الغيمة التائهة قدميّ
هزّتني رعشة من ناصيتي إلى أخمص قدميّ
يا غيمة الدموع
اقرضيني جناحك الممتد لاسافر في المدى
وأحطّ الرحال على الضفاف المنسية
وأشد أوتاد خيمتي برموش عينيك
وأذوي عشقا مع قطرات الدمع
تروي الحقول العطشى ليكتمل الربيع
بقلم: الأستاذ عبد الستار الخديمي - تونس

بين جنبي امرأة ــــــــــ سعيد الشابي


 بين جنبي امرأة ،

نسيجها كل النـــساء .
.ان ضحكت ،
نسيت هموم الدنيا كــلها...
وان حزنت
فقدت وجودي ،
وسكت النبض بين ضلوعي
مختنقا... محتضرا
فيا كل امرأة
لك مني
أنقى المحبة
وأغلا امنيات البقاء،
صديقة وأما
وأختا كنت ،..
.أو زوجة
تقاسم الزوج العناء
سعيد الشابي

ماهيش فارقة ــــــــــــــ عبدالحميد وهبه


 (ماهيش فارقة)

وجودي جانبُه أو بُعدي
مادام قرّر وقال لأّه
وحياتُه عايشها من بعدي
خلاص الصفحة هَقلبها
وهكتب تاني سطر جديد
وقصة حُبُه هشطُبها
مافيش ليها قرار تجديد
دي غلطة مش هتتكرر
مجرد قصة مش أكتر
لا بُعدُه فيا هيأثّر
دي فتره وبكره هتعدي
مادام فعلاً ماهيش فارقة
وجودي جانبُه أو بُعدي
مادام بالنسبة لُه عادي
ومش فارقة الحكاية كتير
أنا بردوا هأعيش راضي
ولازم أحّس بالتغيير
خلاص تجربة وعدت
لا دنيا بعدها أتهدِت
ولا يعني هأموت بَعدُه
دي قصة عادي وإتقفلت
مسير بكره الحياة تحلى
أكيد يعني اللي جاي أحلى
وبكره هبتدي رحلة
وهأوصل حتى لو وحدي
مادام فعلاً ماهيش فارقة
وجودي جانبُه أو بُعدي
بقلمي عبدالحميد وهبه

لم يعد للحب طعم ــــــ رفيقة بن زينب


 لم يعد للحب طعم

الحب لا يعترف بمظاهر ذات بال
و مواريث و أموال
بالحرام أو الحلال
و لو كان ثمنها نقدا بوزن الجبال
لا يبحث الحب في القيل والقال
و لا أمنيات صعبة المنال
من عاشقات كالدمى ذوات ارتجال
لمسرحيات لا تعرف معنى القيم و الكمال
و لهن انتظارات و آمال تفوق الرجال
في القدر والقيمة مهما صار
وأنفق على ذات الدلال
و لو أشعل أصابعه كالشموع كما يقال
المحب الصادق في إقبال
متواصل لا يعرف الإقفال
لقلب صادق ولو غاب المال
عن صاحبه أياما وليال
و لو طمس سحر الجمال
مهما طال الغياب
و إن حدث سوء تفاهم و صدام
لا يمثل دور الضحية لاحتيال
أو من أضاع الهاتف الجوال
و أدوارا أخرى يندى لها الجبين عند الاتصال
بمن يتعلل من الطرفين متباكيا بأعذار
أقبح من الذنوب و محال
أن يلجأ عاقل إلى تمثيل أدوار
لذلك لا أرى قيمة للهدية
مع فساد العلاقة والطوية
و الحسابات الضيقة وسوء النية
مهما كانت الرغبة في تواصل العلاقات جلية
إذ من الألفة عدم الكلفة في شريعتنا السماوية
و ما عيد الحب إلا تقليد لشعوب متفككة أخلاقيا
أما أعياد المسلمين فهي يومية
اللهم أرنا الحق حقا سرمديا
و ألف بين قلوبنا و قلوب أحبتنا
و اجعل لنا من لدنك سلطانا و نصيرا
آمين يا رب البشرية
رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

وقفت ـــــــــــ عبدالرزاق الجملي


 وقفت ووقفت ووقفت

وقفت ووقفت ووقفت ثم وقفت
وبعدما وقفت وقفت ووقفت
كما كان الجدار واقفا خلفي وقفت
وقفت طويلا ثم وقفت برهة أخرى
وبعد دلك وقفت كما وقفت
مند الساعة التاسعة تحت الجدار
انتظر دوري
ووقفت إثر دلك ثم وقفت ووقفت ووقفت
كما وقف بجانبي رجل وطفل وامرأة عجوز
قد وجدت كرسيا شاغرا فجلست
في حين ظللت انا واقفا كما كنت
ووقفت ووقفت ووقفت
وعندما جاء دوري
نودي علي فدخلت
وجلست امام الطبيب فقاس ضغط دمي
فوجده ستة عشر ونصف.
فنظر الي وقال عليك ان تقيس الضغط مرارا...
-كان طبيبا ولكنه لم يكن يعلم انني قد...
وقفت ووقفت ووقفت
عبدالرزاق الجملي

انا السجين ـــــــــ عبد اللطيف المنصوري


 *******انا السجين*****

انا السجين
اتأمل من كوة زنزانتي
بطء الزمان
ورعونة السجان
الذي افقدني هويتي
حولني الى رقم
بلا اسم
اعد الدقائق
الساعات
الايام
الشهور
السنوات
اتوسل القمر
أرسم حروف اسمي
على جدار زنزانتي
اكسر قيودي
بقوة إرادتي
أدون قصائد غزل
أعزف سمفونية
التحدي
ارفع شارة نصر
فترتعش فرائس
معتقلي
صليل سلاسلي
يرعب السجان
وتردد جدران زنزانتي
نشيد حريتي
عبد اللطيف المنصوري
اصيلة 27/7/2023
المغرب

للصبر ثمارا ـــــــــــــــــ علي مباركي


 للصبر ثمارا *** بقلم علي مباركي

يا حبيبا قد أطلت الإستخار 

                                  ظلل قلبي ضاعنا للإعتذار 

ما سعى في ربط ود المنكرات

                              حين رامت الغواني الإنحدار 

كان عقلي في صميم الإحتقار 

                                 لا يلوذ   بالنعيم   والضرار

عاقدا عزما على  طمس الشجارا 

                           ماسكا بالأمر في ضمم الصغار

ما بدى من صبرنا قط افتقارا

                             حين ساخت أعينن لنا الغبار

وارتمت في حضن جائر غيور

                             عاقر الإجرام  كاسح  العيار

مثقلا بالغدر غاو في اقتدار

                               لاذت السافلات والمهاري

كيدها كان بالرضيع التبارا

                            صار رمزا باطلا غاش الثمار 

علي مباركي

تونس في 27 أوت 2023

حبيبتي من تكون ؟؟ ـــــــــــ د. محمد جقاوة


 حبيبتي من تكون ؟؟

.
وفي خطفة صوفية رأى المجنون في ليلى الملاك الجميل، و رأى فيها
الجحيم الحارق.. على لسانه أقول:
.
لأني أحبكِ ليلى
سأشرق شمسا ..
تزيح عن الطيّبين سدوف الظلامْ
وتبعد عن ناظريكِ القتام ..
وأشعل في أمنياتي الحيارى
بليل الحنين المعتّق نار الغرامْ
لأني أحبّكِ يا أنتِ حدّ الجنون ..
وحدّ الهيامْ ..
سأرسمكِ امرأة تعشق الرقص عارية
فوق نار اشتياقي ..
وتهزأ ضاحكة من جوى المستهامْ
أراك أيا انتِ جنة خلد
يرفّ بها الظل في كلّ حين
وتعبق أنفاسها الدافئات عطورا
فتسكر صبّا يضوّره البعد
ينعم بالوصل حين ينامْ ..
وكيف أيا انتِ هذا المعنى ينام ؟؟
أراك أيا أنتِ لفح جحيم
أحبّ لظاه ..
كطائفة من فراش
تموتُ لتحيا ..
و تنعم ـ بعدُ ـ رمادا بقلب الضّرامْ
أيا امرأة ألبستني رقوع التّصوف ..
ماذا أقول ؟؟
أيرضيك أن أقتفي أثرا للخيامْ؟؟
ألا تعلمين بأني أصلّي النوافل ليلا ..
وأنصبك كعبة إذْ أصلي
وفي مقلتيك يطيب القيامْ ؟؟
ترى من تكون حبيبة قلبي ..
أ أنتِ كما الناس من دفق ماء وطين
ونفخة روح كطيف الغمامْ ؟؟
أأنتِ من النار ماردة قد بعثتِ
بأحلى قوامْ ..
ليفتن هذا الغرام المروّع قلب التقيّ الهمامْ
أ أنت ملاك تجسّد في فاتن
صرتُ بين يديه أرى كالحلال الحرام
أحبّك ليلى ..
وأشدو هواك مواويل شوق ..
يردّدها بعدنا العاشقون ..
وإمّا ذكرتِ بذكرك ليلى يطيب الكلام ..
لقد صرتُ في رقعة العشق صبّا يعاف الكلام
و حين ألبّي
أرى الكون مختزلا بين كاف ولام ..
فأنت الحرائر .. أنت الإماء ..
وأنت المجرّات .. أنت السماءْ
وأنت النجوم و أنت الشموس ..
و أنت النّماءْ ..
أيا آية نسخت كل عشق بقلبي
ولم تبق فيه مكانا لجور النساء
أحبك ليلى ..
وأعلن للكون مولد عشق
سيسمق نثرا وشعرا ..
تهيم به أمسيات الشتاء
وأعلن أنك حسنا ودلّا سلبت على قَدَرِِ كل ذاتي
فأصبحتُ بعضكِ يا مرأة
هي عندي اختزال لكل الأنامْ
.
د. محمد جقاوة
في: 26/08/2023

حين يجئ المساء ـــــــــــــ زيان معيلبي


 (حين يجئ المساء)

تتغرب روحي بين حاضر
وذكرى إليك...
فنجان قهوتي
هذا المساء يداعب شفتي
وعينيك تتغزل بي تبعث
سهامها نحوي تلامس يدي
تشعل في قلبي نار و احساس
يامن في حبها يزيد
حبي أكثر و أكثر
يامن تأتي وتنثر
المكان عبق وعنبر
رفقاااا بروحي
التي خارت
وشمسي بعد رحيلك توارت
فأنت أنشودة الوجد
الراحل المغنى...
رفقا فقلبي للأصداء يحن
لذكرى لحلم بلأمس كان
فى كلماتي يتجلى.......
يُعارك ليبقى طول مدى
يسمو إلى العلى
على صفحات العمر
يرسم الفرح والبسمة....
يا نبع الصبا والضياء
تعالي ننشد لحن الغناء
بالقبل والحنين نروي
رياض العاشقين
ونقطف زهور السوسن
والياسمين وننثر على
الربى أناشيد المنى
ولحن يتغنى به كل العاشقين.
_زيان معيلبي (ابا أيوب الزياني)

وكان اللّقاء الحلفة السّادسة في الحديقة العموميّة ـــــــ رشدي الخميري


 وكان اللّقاء

الحلفة السّادسة
في الحديقة العموميّة
بعد فترة من العلاج والمتابعة امتثل الشّابان للشّفاء وخرجا من المصحّة يعلوهما الأمل والرّغبة في حياة كريمة شريطة أن يعودا للمراقبة والمتابعة في مواعيد حدّدت لهما، واستقبلتهما جمعيّة مدنيّة لتشغّلهما مقابل أجر زهيد تضيف إليه الدّولة منحة بسيطة في انتظار الحصول على شغل قارّ..
كانت مواعيد المراقبة في المصحّة فرصة لمزيد تقارب الشّابين إذ هما أصبحا يتقابلان تقريبا دائما إمّا في المصحّة وإمّا قبل ذلك وبعدها يترافقان إلى موعد الطّبيب. كانت أكثر لقاءتهما بعد الخروج من عند الطّبيب فهما ينتظران بعضهما ثمّ يتصاحبان إلى مكان هادئ وهو حديقة عموميّة كأنّها صمّمت لتحتضن محبّي الحياة. في هذه الحديقة، يمضيان وقتا ممتعا بين الجدّ والهزل وبدأت العلاقة بذلك تأخذ منعرجا جديّا. سمحت لهما هذه اللّقاءات بتجاوز محنتهما الصحيّة بسرعة فكأنّ جلوس أحدها إلى الآجر هو جلوس إلى طبيب خبير في المسائل النّفسيّة و العصبيّة. بعد كلّ موعد يتّفق الصّديقان على اللّقاء القادم ثمّ يفترقان ببسمة تعلو وجهيهما وبمصافحة تكاد فيها اليدان لا تفترقان أو كأنّهما تشدّان الشّابين لمزيد المكوث فربّما اليدان هما رسولا القلبين أو هما الوسيطان بينهما فقد حصل أن تراجع الشّابين عن مغادرة الحديقة ورجعا إلى مزيد القرب والوئام.
أثناء لقائاتهما يتحدّث الرّفيقان بهدوء واختيار العبارات والألفاظ وأسلوب تمرير العبارات بينهما وكأنّ كلّ واحد منهما في جلسة علاج نفسيّة مع الآخر فيحّدّثه بما يجعله يبتسم أو يضحك ولا يثيره ولا يغضبه. ولعلّ أيضا كلّ واحد منهما صبر أغوار الثّاني فراح يمارس عليه ما تعلّمه في الجامعة من أساليب مجالسة المرضى النّفسانيّين دون أن يشعره بذلك أو ربّما هو القدر وضع كلّ من الشّابين في طريق الآخر ليتداويا من حيث لا يشعران أو دون إراداتهما.. ما كان عليهما الأمر هو أنّ كلاّ منهما يعيش بمفرده فتراه ينتظر قدوم موعد المراقبة بفارغ الصّبر للتّواصل والتّقارب والتّداوي...
رشدي الخميري/جندوبة/تونس

الغَيْثُ ــــــــــــ محمد التوني


 الغَيْثُ لا أجِدُهُ بدُونِك

والرُّوحُ لا تَدُورُ إلَّا في فَلَكِك
والقَلْبُ لا يَتَوَقَّفُ عن النَبْضِ بك
والعَيْنُ لا تَنْظُرُ سَمَاءً غَيْرَ سَمَائك
ولا أَرْكُبُ البَحرَ في فُلْكٍ غَيْرَ فُلْكِك
وكفى
محمد التوني

نذير ريح! ـــــــــــ دجلة العسكري


 نذير ريح!

أيُّ ريح نزير
تفترش السماء مرتحلة
بالغيوم،
شبيهة بلاشئ
تعبر العتمة القاتمة دون دليل
تغتاظ
من رسائلي المتهالكة
وتسافر حينها بازدراء وصوت رهيب
على منأي من ذاتي
يلازمني الأحباط
الأشياء الحية تائهة بين ذراعي
زهوري وكتابي
مرآتي.. فرشاة شعري
تتقلص حاجتي حينئذ
فاتقاسم معها الصمت والرغبة
في الهروب
الغياب يطوقني بسلاسل النداء
ألف حلم يحترق وئيداً بداخلي
فأجهل المصير
حينها يغرق كل شئ حولي
كالاشرعة المتهورة في عرض البحر
بلا قمر،،،، بلا وجهة للوصول
دجلة العسكري
العراق