**أشتاق لدمع الأرض**
غيمة بيضاء حبلى محمّلة بدموع الأرض
جابت دروب القحط لترويها
وغابت الحقول العطشى لطول انتظار
وشاهدتها تحلم
وتزرع الحلم في الزوايا المعتّمة
وتقضم المسافات لتضع حملها
أرهقها الحمل
وأضناها الحلم
وأنا بوداعتي المعهودة
أربّت على عينيها النائمين
ألتمس دفء قلبها الخافق فيّ
وكأنه مني
وانا منها
أدغدع دموعها لتنسكب في حديقتي الخلفية
أنا أيضا حقولي قاحلة
ونباتي شاخ قبل الأوان
وزهراتي ذبلن وتدلّت أهدابهنّ غنجا
وشرقن بعبرات الشوق للندى
استيقظي فقد حان وقت الوضع
سأرافقك بحثا عن الحقول العطشى
لاشك أنها سكنت أهداب من تاهوا مثلي في الزحام
لامستُ جدائلها
وشممتُ رائحة العنبر في خصلات شعرها
كحبيبتي تتزيّن لكل موعد عشق
أذوب عشقا كلما ذرفت دمعا
هي غيمتي الممطرة بلا منازع
حنينها راودني حين توسّدت الغيمة التائهة قدميّ
هزّتني رعشة من ناصيتي إلى أخمص قدميّ
يا غيمة الدموع
اقرضيني جناحك الممتد لاسافر في المدى
وأحطّ الرحال على الضفاف المنسية
وأشد أوتاد خيمتي برموش عينيك
وأذوي عشقا مع قطرات الدمع
تروي الحقول العطشى ليكتمل الربيع
بقلم: الأستاذ عبد الستار الخديمي - تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق