حين نبتعد.....لا نبتعد حبا بالبعد ولا رغبة في العزلة ...نحن نبتعد لأننا اكتفينا ألما .....ارتوينا وجعا ونحن نحاول أن لا نكون على حدود أرواحهم مجرد لاجئيين دون وطن ...
نبتعد لأن الوقت قد حان كي نعيد ترميم ما تبقى من أرواحنا الثكلى ....... نتفقد حجم الدمار الذي أحدثه غباؤنا وحجم النزيف الذي تسرب بين حنايانا لا لشيء بل لأننا أدركنا أننا كنا أوفياء أكثر مما يجب ..
لا أظن أن أحدا في هذا الزمان يريد أن ينأى بروحه كل هذه المسافات بملء إرادته إلا وقد تيقن أن اليد التي كان يقبلها بالأمس هي نفس اليد التي غرزت في ظهره خنجرها دون رحمة
لا أظن أن أحدا مكلوما إلى هذا الحد يصارع من أجل أن يضمد كل هذه الجراحات التي استوطنت أفياء قلبه ولا يكون قد تأكد أن العين التي كان يخشى عليها البكاء هي العين نفسها التي أبكته
صحيح أننا لم نمنحهم كل ما يريدون لكننا كنا على يقين أننا أعطيناهم كل ما نملك ورغم هذا فقد أفلتوا أيادينا في منتصف الطريق ...أفلتوها في الوقت الذي كنا فيه بأمس الحاجة إليهم ليمنحونا لمسة من دفء كفوفهم وحضنا من حنان ودهم.... لعلنا ...لعلنا ننسى ولو لمرة أننا ما كنا يوما لاجئيين على أعتاب قلوبهم .....
بقلمي / خالد جويد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق