فلاشْ باكْ
ما زِلتُ إلى الآن أراني
هُناك
هناك عند مِنْضدَةٍ في حانةٍ مُراهِقةٍ لعوبْ
أحتسي - بنهمِ الجنديِّ العائدِ من الحربِ -
كاسات الفرحْ
قوامٌ رشيق وشَعْرٌ - بسواد اللّيل - أجعدْ
هكذا كنتُ في سنّ التّاسعة عشر
لي تسعةٌ
وعشرٌ لجنوني
وأملِكُ ما يكفي لارتكاب شتّى الحماقات
فلا شيء يحول أبدا
بيني وبين الإدمانِ على الضّحِكْ
*
عند ضِفافها تتساوى الأعناقُ والأعراقُ
فلا تُصدّقْ كلّ ما يُقال عن سِحرها
إنّها أكثر من ذلك وأكبرْ
إنها - دانهاخْ -
مدينةُ الماء والصّخبْ
*
لماذا
كُلّما عنها ابتعدنا
تكْبُر الأماكن التي
كُنَّا فيها قد زهدنا
لتُصبِحَ فجأة
بحجمِ هذا الحبّ
محمد الناصر شيخاوي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق