الجمعة، 22 نوفمبر 2024

مشهد بقلم الكاتب عبد الكريم يوسفي

 مشهد 

كل يوم كأي مشهد من مشاهد الأفلام 

هناك كثير من مشاهد الحرب 

و الباكين خلف الشاشات كثر 

قتلى كثير و دمار 

قصف و نار 

أشلاء في كل مكان 

و جري في كل اتجاه 

جوع وعطش 

أطفال فقدوا امهاتهم 

و في آخر النهار 

حين تقفل الشاشات تقوم كثير من الجثث لتمسح الغبار 

و تنظف الدماء 

يعودون إلى الديار 

تأكل وتشرب و تنام على السرير

إلا أنّ بعضنا هناك 

بقى في ساحة الحرب 

 تقمص دوره إلى الأبد ..

ويبقى مشهد الغيب الذي لا نراه 

بقى المشهد لا يدرك جوعه أحد 

وتفقد لآخر مرة معنى كلمة ( جوع ) و كلمة ( عطش ) 

و ( دم ) كل هذه الكلمات ارتحلت كعصافير ، بمعانيها المقدسة 

هناك فقط في ذلك المشهد 

عاشت كلمة ( صبر ) وابتسم لها 

الفقد و صاحبها طفل يشيع عرشا بأكمله سقط أمامه شهيدا 

هكذا تهاجر كل كلمة حرة لتعيش في كف مجاهد 

أو تكون دمعة على خد أرملة 

أو غبارا على كتف ناهض لم يقعد 

عبد الكريم يوسفي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق