نفثة مفؤود
ليتَ شعري هذهِ الدنيا لِمَنْ
في لظاها يكتوي الحرُّ الفَطِنْ ؟!!!
كم حصيفِ الذهنِ يحياها سدىً
صاحياً والناسُ غطّوا في الوسنْ !!!
أنفقَ العمرَ على أوجاعهِا
منهُ لم يبقَ سوى عظمٍ وهنْ
ظنَّ بالشعرِ دواءً ناجعاً
لرهيفِ الحسِّ من داء الشجنْ !!!
وإذا بالهمِّ أضحى سحباً
فوقهُ انصبَّ كما الغيثِ الهتنْ
ما جنى في وعيه إلّا الضنى
وجعُ الروحِ يقاسيهِ البدنْ
ورأى الأحلامَ أفيوناً لهُ
حين يصحو كأسيرٍ مرتهنْ !!!
نحنُ والآمالُ أوهامٌ بها
بعد حينٍ وكأنّا لم نكنْ
ثم نغدو قصصاً بعد الردى
وغذاء للثرى بعد العفنْ
لم يكُ الإنسانُ إلا لعبةً
كاد ذو العقلِ بما يجري يجنْ !!!
وذوو الالبابِ ضجّوا كمداً
وطغامٌ في حبورٍ ومِنَنْ !!!
دون جدوى حينما نشكو بها
مَكْرُها فينا خفيٌّ بلْ وفنْ
قد شكاها قبلنا خيرُ الورى
وتمنّى الموتَ من وقع الحَزَنْ؟!!!
خبط عشواءٍ لما لا أشتهي
جمحتْ في عدوها خيلُ الزمنْ !!!
لجَّ في عدوانهِ لي ظالماً
وبإيلامي وإكراهي افْتَتَنْ !!!
قيلَ عقبى الصبرِ تجني ثمراً
غير شوكٍ في حصادي لم يكُنْ
فلِمَنْ أوجدها خالقُها
لطغاةٍ أم لخضراءِ الدِّمَنْ ؟!!!
حينما يطغى بها أوباشُها
نحنٌ مَنْ يشقى بويلاتِ المحنْ !!!
وإذا يلهونَ في لذّاتها
نحنُ من يدفعُ أضعافَ الثمنْ !!!
بتُّ لا أرجو من اللهِ سوى
عدلهِ اليوم ولا أرجو عَدَنْ !!!
أمقتُ الشكوى وأشكو مكرهاً
لم أجدْ في هذهِ الدنيا حَسَنْ
أنا لا أخفي سوى سرِّ الهوى
قد تساوى السِّرُّ عندي والعلنْ
لا تلمني حين أشكو صارخاً
في فؤادي كلُّ أنواع الشجنْ
وأرى الدنيا كبحرٍ هائجٍ
تتعالى فيه أمواجُ الفتنْ
في همومي لم أعدْ مكترثاً
لم يؤرقْني سوى همِّ الوطنْْ !!!
أنا لم اشتقْ لهُ في غربتي
وطني ما بينَ أضلاعي سكنْ
رزاق عزيز عزام الحسيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق