الأحد، 24 نوفمبر 2024

قمر و شمسان بقلم الكاتبة نهلة دحمان الرقيق

 قمر و شمسان


شمس المغيب

شمس المغيب 

سألتك بالله عني لا تغيبي

ارحمي قلبا من الأشواق تلظى

و ارأفي بقلبي الغريب


شمس المغيب ظَلّي

و كونى لي الظِّلُ

حلّي في سمائي حلّي

و كوني كوكبي الذي لا يفلُّ

كوني روحا ساكنة جسدي

أنهل منها و لا أملُّ

كوني حرفا في قصيدي

يلهمها

يلهبها

يشعلها فتشتعلُ

و لا تخمد و لا تفلُّ


شمس المغيب

سألتك بالله عني لا تغيبي

عانقي قمركِ

و كوني شعلته و قبسه الوهاجْ

فقمركِ مهما علا و حلّق و سما

يظلّ دوما إليك في احتياجْ

فأنتِ له النور و النار

و الحقل و الغيم و الأزهار

و التربة و الهواء و الأزهار 

و ماؤه الأجاج 

و كوكبه

و كوثره

و كل ما تحتاجْ


شمس الشروقْ 

شمس الشروقِ

أخمدي نيران شوقي

و ضمدي لي كل الحروقْ


شمس الشروقْ

شمس الشروقِ رِقّي

سألتك بالله رِقّي

و كُفّي عن الفراقْ

رقي بقلب أعياه الوجدُ

و أضناه السهدَ

و مات من كمد الاشتياق

و أدماه الشوق إلى لحظة عناق


شمس الشروق

شمس الشروق 

اقتربي من قمركِ أكثر فأكثر

انصهري فيه أكثر

انثري نورك الرباني فيه

و ضمخي رحيقك الزهري فيه

و اجري في شريانه مجرى الدم في العروقْ


شمس الشروق ِ

كفاكِ بُعدا و غيابا و بينا

فكل الطيور عادت إلى الأوكارْ

و كذا الغريب عاد إلى أرض الوطن

و الجندي آلى ساحة الوغى

إلّاكِ أنتِ

إلاك أنت

نأيْتِ و ما أبْتِ

غبت و ما عدت

هجرت الأرض و الواحة و الوطن و الديارْ

و ماهجرت الروح و لا الفؤاد و لا الحضن

فكفاكِ بعدا 

كفاك بعدا و غيابا و بينا

فقمرك أرقه الشوقُ

و أضناه التوقُ

و حروفه تسمرت في الحلق

و قلبه ماعاد يخفق


و بين شمس المغيب و شمس الشروق 

ظل القمر الغريب معلّقْ

و انطفأ فيه التوقُ

و أنهكه النزقُ

و تاه في الأفقْ


نهلة دحمان الرقيق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق