الخريف
أمشي في هذا الخريف
فوق عشب ذابل كأن الأرض قد كفت عن احتضان الحياة.
و أوراق صفراء تتراقص کفراشات منطفئة
يعبث بها الريح في رقصة وداع لا نهاية لها.
هناك عند الزاوية يجلس فنان عجوز تحت شجرة تنتحب بصمت يضع منصته على تراب بارد ويرسم مشهد الفناء لا يرسم وجوها. بل خطوطا تتلاشى كلما وضع ريشته
سافر درب
و كلما لمس لونا نهض طائر يخفق بجناحيه
وترك اللوحة كالأم
وكأن اللوحة نفسها تستسلم للعدم.
تسقط الأشياء
كل الأشياء،
بهجة الأيام تتهاوى
كصرح ممرد من الزجاج كسر
وغربان سود تنعق المشهد
كأنه ملك تهاوى من بساط
. الظلال الوافرة تنكمش تنحسر كأمواج خائفة،
والشجرة الكبيرة في صمت مطبق
تسافر من جديد في الخشية
و خشوع للهيبة
ليس على كتفيها سوى
شالا أسودا
كالليل الذي لا ينطفئ.
يا لهذا الصمت
مشهد صلاة
والخشوع حكاية لأرض تنتظر الولادة من جديد.
عبد الكريم يوسفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق