الذاكرة
هكذا فجأة يبدو كل شيء قاتم
ليس هناك سوى
مخيلة طفولة كيف كانت تمرر أصابعها الناعمة على حقل القمح
كيف كان البيت الصغير سياجا القلب
كيف كانت تمشي تلك الخطوات الآمنة خلف أب يجني لها ثمار الكمأة
كم كانت مدهشة
وكأن الرب بيديه وجلالته كان يأخذها و يضعها في فمنا
و لروعة العشب في صحبته
و الأغنام المتدفقة كأنها النهر
ولرؤوسها الطائعة كأن صوت نبي ما زال يحدو بها
تتحرك منظومة كأني بها في مسبحة
يا لمزمار كسر كان يشدو الطير للحنه
و يا نملة في فراقها تبكي بسمة
و هدهد على زيف ملك فقد سيده
لم يبرح رسالته التي لا تزال مغلقة
و يا لحمامة تحمل غصن زيتون من أرض جريحة
لا تجد لها كتفا تقف عليها
هكذا يجول بي الحرف كأنه يمتطي صهوة جواد أصيل يبحث عن معركة
عبد الكريم يوسفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق