وداعا ً الشاعر الجميل فقيد شباب القصيدة / عمر فرحات ( ١٩٩٤ - ٢٠٢٤ م )
و أرى أنه قد أفلح في أن يختصر معادلة الحب و الحياة في كلمة ( بتكتبيني ٠٠!! ) ٠
أخذوك من قلبي وقلبي لم يزل
فيك بن عشق في الهوى لم يفطمِ.
قالوا سلوت فقلت سلواي البكا
قسمتني و الحزن أصبح معظمي.
٠٠٠٠٠
رحل الشاعر الشاب عمر فرحات اليوم الخميس الموافق ٢١ / ١١ / ٢٠٢٤ م ، و ذلك في سن شرخ الشباب و ريعانه ، و الذي ناهز الثلاثة عقود ٣٠ عاما ٠
أجل مازال مسلسل رحيل الشعراء مستمراً كل يوم نودع شاعراً مبدعا غنى للحياة و رسم فرحة و زرف دمعة في قصائده ذات النفس القصير مقطوعات أشبه بالفن القصصي الشعري ، و لكنه عاش على أمل ثم فجأة ارتحل كي يبقى بعبقريته من خلال قصيدته التي نتوارثها جميعا ٠
و اليوم يغيب الموت شاعرنا المصري ( عمر فرحات ) بعد مسيرة حافلة تشهد له في ديوان العرب الخالد هكذا ٠٠
= أليس هو القائل :
تبتسم لي بسمة الفصحى بها
اللغات الفن والشعر البهارا.
إن تغب عني فكوني غائب
كلهم في العين و الرؤيا بخارا.
كفها في البعد صوفي الرؤى
وحده صلى ومثل الورد دارا.
٠٠٠٠٠٠٠
و قد لازم لغة سهلة في مراحل إبداعه بالعامية التي تميل إلى الفصحى بين بين فلها صدى عند المتلقي المتذوق ٠٠
من خلال تدفق رومانسي يعكس حجم روحه المسكونة بالحب و الجمال و السلام ٠٠
فيقول عمر فرحات :
عيناكَ أرضٌ لا تخونُ" وخانتا !
أرحلتَ عن قلبي وعن روحي متى؟
قلبي الذي كالناي أصبحَ صامتاً
قل للجروحِ بنايهِ أن تصمتا.
قل للقصائدِ نازفاتٌ أدمعي
أن يختصرنَ الدمع أو أن تسكتا.
محبوبةُ الألامِ صرتُ كأنني
ألمٌ من الدنيا وللدنيا أتى.
عمياءُ في عشقي وقد أعلنتُها
وفتنتُ أحلامي بشاطرها الفتى.
ومريضةٌ لما شفيتُ وجدتُني
موثوقة الكفين في موجٍ عتى.
عصفورةٌ إن تَبتَني عشاً لها
ظلماً تبعثرُ عشها كفُ الشتا.
ما كنتُ أعرفُ للعيونِ خيانةَ
وعيونُ قلبكَ لا تخون وخانتا.
* نشأته :
======
ولد الشاعر المصري عمر فرحات ، عام ١٩٩٤ م بدمياط ودرس في مدرس خالد بن الوليد الثانوية ٠
ثم تخرج في كلية الآداب جامعة المنصورة ٠
* مختارات من شعره :
-------------------------------
و يقول شاعرنا عمر فرحات في قصيدة عامية تجسد لنا مدى الحنين من خلال الربقة الصوفية التي تحمل لنا دلالات الإيمان بلهجة بسيطة و تصوير بديع :
ده أنا مش مخلوق غير علشانك
ومكانك فيا بيستنى.
والجنة لقلبي في أحضانك
وماليش غير حضنك يوم جنه.
والقلب العايش ده عايش
علشان مستني يكون قلبك.
مستني رجوعك وبيوعد
هيصونك وهيحفظ حبك.
يا أرق من الورد في همسه
وأحن من الليل في سكوته.
قلبي إللي معاكي ماضيه وأمسه
وياكي لحد سكوت صوته.
أيوه إتجنيت وأنا مستني
زي المحكوم ببحور ثايره
يا يكمل للشط ويوصل
يا يطب غريق بُعدُه وموته.
***
و يقول شاعرنا الراحل عمر فرحات في مقطوعة الشعرية أُخرى و يوظف أسطورة عنتر و الرمز بين السيف و الخنجر في تحدي بقراءة التاريخ و السيرة فيها مصورا لنا البطولات التي تتصارع في القوى و يستلهم دور المتنبي الغائب الحاضر :
يخذلوه ويشيل هزيمتهم
لم يزل مخذول ولم ينصر.
سطره زي السيف يخوفهم
هل يخاف السيف من الخنجر.
ورثه من أبيات أبو الطيب
من بكا حداد على عنتر.
هل سئلتي الجوعَ يا عبله
و الزباله عن اللي واكلينها.
لا ديارَ ولا خِيَم حتى
و الشوارع ليها سكانها.
مش سجون الظلم لا أكتر
كل نفس وليها سجانها.
***
و نختم له بهذه القصيدة التي يصور فيها محبوبته بروايات و قصص الحب بمثابة مرآة يرى فيها نفسة حالة وجدانية تسيطر على مشاعره المرهفة بين القمر و الليل في حوار عشق ، و التي يقول فيها شاعرنا الراحل عمر فرحات :
يا أم العيون روايات
قلبي إن عشقها في يوم
معذور قرأها و شاف
جوه السطور نفسه.
كان القمر مذهول
وقت أما قال له الليل
نورت ليه و ازاي
ندهت عليه شمسه.
و قالت له خدني النور
خلي الليالي تطول
والدمع و همومنا.
نقسمها بيننا تزول
ولا مره تقسمنا.
خلي البعاد بيقيس
والشوق دوا روحنا.
خليكي ليا اللين
و الظله و الضحكه.
و ماتسمحيش للعين
تبكي في غياب ظلك.
٠٠٠٠٠٠٠
و أخيرا ً رحم الله شاعرنا الجميل عمر فرحات الذي رحل فجأة في صمت في ريعان شبابه بعد أن ودع عالمه بكافة ظلاله و ترك لنا في الحياة بصماته مع منطوق الشعر بروح العامية التي تخاطب سواد الساحة الشعبية بين أمل و ألم في استحضار لواقعنا المشحون بالصراعات و التصادم لكنه مكث يغني وحيدا في محرابه ليبق َ أثره الطيب قدس ثراه في سجل الخالدين دائما ٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق