أنا وحزني كبرنا معا ..
عندما كان صغيرا ،
كان يلهو كثيرا معي
كان يحلو له غرس الشوك بدقة على بساط عيني
ثم يفتح صنبور الدموع على آخره
ويختبئ وراء نظارتي ..
كان ينثر مسامير الوجع تحت عجلة كتماني ويهرب ..
كان يتقن تسديد كرات الغصة في مدخل قلبي ليكتم صراخ نبضي المتقلب على جمر الحنين ، ويختفي ..
كان يراقبني من خلف ستائر الليل المصاب بفرط الذاكرة ،
ويرميني بابتسامة مكر عريضة ..
واليوم أصبح كبيرا ،
أكبر من مدائن كفي
أكبر من اندلاق ظلي عند دحرجة الشمس في آخر الطريق ..
أصبحنا نشرب القهوة معا كل مساء عندما تستحيل العتمة إلى كوابيس
ويتحلق الغائبون على مائدة الذاكرة ...
أنا وحزني كبرنا معا ،
وحده ينقذني من المواقف الصعبة ،
كأن أحتمي به مثلا ،
كلما صادفتني
ابتسامة طارئة ...
د. زهيرة بن عيشاوية
Zouhaira Ben Aichaouia
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق