الاثنين، 18 نوفمبر 2024

عازف ُ الليل .. بقلم : محمد الأمارة

 عازف ُ الليل .........


ما بالك َ

أيها الليل ُ

لا تأبه ُ لحالي

و أنت َ الذي ْ

يعصف ُ ببالي و خيالي

دون َ رحمة ٍ

أو إشفاق ِ   ..


و كأنك َ تعلم ُ

أن لا لقاء َ بيننا

و لا موعد َ يجمعنا

بعهد ٍ أو وثاق ِ   ..


 أو كأنك َ 

تركن ُ لعزلتي

و تأنس ُ لوحدتي

مع َ خيبة ِ أملي

و اطراقي   ..


فمالها

لا تصدح ُ حبال َ صوتي

و مالها

الأقدام ُ لا تحملُني

على المضي

و اللحاق ِ   ..


و أنا الذي ْ

لا يفهم ُ ما جرى

و ألف ُ آه ٍ

بصدري أزفُرها

من أليم ِ البعد ِ

و الفراق ِ   ..


حطت ْ

علي ّ الهموم ُ كأنها

الرواسي َ ما أثقلَها

و ليس َ الزمان ُ

بالحُصن ِ المنيع ِ

الواقي   ..


أفتقدها 

و ليت َ عيوني

بالوجد ِ ما سَهُدت ْ

و ليت َ صبابتي

على الخدود ِ تناثرت ْ

بفيض ِ الدموع ِ

في المآقي   ..


لعنت ُ

كُل َ المسافات ِ

بالبعد ِ عنها

و شكوت ُ بالصمت ِ

مرارة َ الفقد ِ

من ْ هزيع ِ الليل ِ

و حتى الصباح ِ

و الإشراق ِ   ..


ضممتُها

إلى صدري و خبأتها

في سُرات ِ

العين ِ و القلب ِ

و تحت َ الجفون ِ

الطباق ِ   ..


و ليس َ

سوى خافقي

سكن ٌ لها

و ليس َ سوى

خيالُها الجامح ُ

بشفيف ِ البوح ِ

في الأحداق ِ   ..


و يفضحُني الهوى

بطول ِ السهر ِ و النوى

برعشة ِ أناملي

و شحوب ِ وجهي

و كثرة ِ تلعثُمي

و إخفاقي   ..


أترى 

يهجع ُ القلب ُ

أو يستكين ُ ..!؟

مع َ كل ِ هذا

الوَلَه ِ و الحنين ِ

دون َ لثم ٍ

أو عناق ِ   ..


و طيفُها الذي ْ

يُراودُني بيقظتي و أحلامي

يغمُرني عبقا ً

بشذا ِ الورد ِ

في ليالي السُهد ِ

و الارهاق ِ   ..


و لك ِ

في القلب ِ معزة ٌ

و عظيم ُ منزلة ٍ

أسمو لك ِ بمودتي

و ألجم ُ فيك ِ أعنتي

مع َ كل ِ لهفة ٍ

و اشتياق ِ   ..


فكيف َ

لا أكون ُ شغوفا ً 

أم كيف َ

لا تُطيعني النفس ُ إذا ً

على البذل ِ

و الاغداق ِ   ..


و قد ْ مُلئت ُ

حبا ً بها

و أوغل َ الهيام ُ

بجنون ِ هَوسي

و اتلاقي   ..


عارية ٌ حروفي

إلا منها

تشدني بانوثتها

و ما يزال ُ همس ُ كلماتها

في الأذهان ِ

باقي   ..


لذا تركت ُ

بمحراب ِ الحروف ِ أوجاعي

و أودعت ُ

ما بين َ السطور ِ

جل ّ أذواقي 

و كوامن َ ألقي 

و أشواقي   ..


فترى الحروف ُ

تقصدني و تتبعني 

وتقرع ُ باب َ أبجديتي

فتنطُق ُ مخيلتي

بأرق ِ المشاعر ِ 

و أجمل ِ الخواطر  ِ 

على الاطلاق ِ   ..


لترقى

بغزل ِ الندى أبياتي

أو لتأسر َ الخيال َ

بدرر ِ الكلمات ِ

و الخواطر ِ و الهمسات ِ

بكمال ِ المعنى

و رفعة ِ الاذواق ِ   ..


و ما حروفي

إلا أشرعة ٌ

و ما كلماتي سوى قوارب َ

أُبحر ُ بها

في لُجة ِ أهوائي

و أعماقي   ..


لذا ..!! 

أطعمتُها الشهد َ

من رضاب ِ قصائدي

وألفيت ُ شعر َ الغزل ِ

على الأفواه ِ

حلو َ المذاق ِ   ..


مُحياها كالقمر ِ

يسطع ُ ضؤه ُ

بين َ أحداقي

كنوبات ِ عشق ِ

من هيام ِ

العُشاق ِ   ..


و لِصمتها

الغيث ُ إذا همى

و القوس ُ مُنحنى حاجبيها

والسهام ُ مقاتل َ

بلحاظ ِ عينيها

حين َ التلاقي   ..


و الثغر ُ.. 

يعاضد ُ مبسمُها

و الشفاه ُ.. 

بريق ُ السيوف ِ

بإختلاف ِ النصول ِ

و إلتحام ِ الخيول ِ

العِتاق ِ   ..


و ليس َ

التغاضي من طبعي

و لا من خصالي

و لكن َ الهوى

أوقد َ بالحشا

لهيب َ الإحتراق ِ   ..


يا من ْ تغنت ْ 

بهواها مخيلتي

وجنت ْ بها أوصالي

تعالي نجدد ُ

اللقاء َ آسرتي

بالوصل ِ و الأشواق ِ   .. 


سلاما ً لها

لرافديها اللذان ِ

يفوحان ِ بالجنان ِ

و يغدقان ِ بالعطف ِ والحنان ِ

و يقطران ِ بالشهد ِ

ما بين َ اللمى

و الأشداق ِ   ..


و سلاما ً

لروحها التي ْ

تملكت ْ روحي

و لقلبها النابض ُ بالحب ِ

ما بين َ الضلوع ِ

خفاق ِ  .. 


بقلمي  : محمد الأمارة

بتأريخ : 18  / 11  /  2024

من العراق

البصرة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق