مرافئ /
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
----------------------
( مع نعمة الستر ٠٠!! )
لولا ستر الله لما أَحبّـك أحد ٠٠!! ٠
عزيزي القارىء الكريم ٠٠
إن نعمة ( الستر ) نعمة عظيمة منذ الصغر نعلم أن الستار اسم من أسماء الله الحسنى وصفة من صفاته العُلا ، بل و إخبار عن الله عز وجل الإخبار أوسع من باب الأسماء هكذا ٠٠٠
و الكلام عن مادة ( الستر ) يطول ذكره ٠٠
و الناس دائما تردد كل لحظة :
يا رب يا ستار و يا رب سترك و يا رب استرنا و لا تفضحنا ٠٠
حتى المحسن و المسيء يطلب ( الستر ) العفو من الله عز وجل فقيمة الستر لها منزلة عند الجميع بلا شك ٠
و من ثم نتأمل سويا
معنى الفعل ( سَتَر َ ) :
سَتَرَ الشيءَ يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْراً وسَتَراً : أَخفاه و غطاه ٠
منه السِّتَارَةُ: ما يستتر به.
أَنشد ابن الأَعرابي : ويَسْتُرُونَ الناسَ مِن غيرِ سَتَرْ
والستَر بالفتح :
مصدر سَتَرْت الشيء أَسْتُرُه إِذا غَطَّيْته فاسْتَتَر هو ، وتَسَتَّرَ أَي تَغَطَّى .
و قيل لم يرد الستار من أسماء الله عز وجل بل قيل من صفته ٠
و من أسماء الله : "الستير" ، كما جاء في الحديث :
( إن الله حيي ستير ) ٠
و الستار إنما هو من باب الخبر ، أُخْبِرَ عن الله أنه ستار ، وباب الخبر أوسع من باب الأسماء ٠
فقد روى أبو داود :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ)
صحيح الجامع .
و قيل في باب المعاني الفرق بين "الستير" و "الستار" فكلاهما يدل على المبالغة في الستر ، فالله تعالى يستر على عباده كثيراً .
ستير على وزن فعيّل ، و ستار اسم فاعل ٠
و جاء الستير كما في الحديث النبوي الشريف : إن ربكم حيي ستير، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا.
قال ابن الأثير:
«ستير: فعيل بمعنى فاعل، أي: من شأنه وإرادته حبُّ السَّتر والصون » ٠
و قال أبو بكر البيهقي : ستير: يعني أنه ساتِرٌ يستر على عباده كثيرًا، ولا يفضحهم في المشاهد.
كذلك يحبُّ من عباده السَّتر على أنفسهم، واجتناب ما يَشينهم ٠
وهو الستر أي الستار لذنوب من أراد من عباده المؤمنين، فلا يظهرها بالعقاب ٠
و الإخبار عن الله عز وجل أوسع من الأسماء و من ثم نقول جميعا عنه تعالى :
يا ستار و يا ساتر ٠٠
فعن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:
من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة.
( حديث صحيح رواه مسلم )
= و في النهاية نقول في ابتهالاتنا :
" يامن إذا قلت يا مولاي لباني يا واحدا في ملكه ماله ثاني أعصيك تسترني أنساك تذكرني فكيف أنساك يامن لست تنساني " ٠
فيا رب استرنا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض .
آمين ٠
و على الله قصد السبيل ٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق