مؤسسة الوجدان الثقافية الرائدة تحتفي بالديوان الإلكتروني للشاعر الفلسطيني القدير أ-محمود بشير
تبدو لي السمة الغالبة على قصائد المولود الإبداعي الجديد ( ديوان شعري إلكتروني من هدية الوجدان الثقافية) للشاعر الفلسطيني أ-محمود بشير تتمثل في أنها تنطلق من أحاسيس شاعر شديد التفاعل مع واقع أمته العربية،وبالأساس القضية الفلسطينية،فقصائده ومن خلال التقديم المقتضب للشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي تبدو للوهلة الأولى أنها وليدة تجارب شعورية ذاتية،ذلك أن الهم العربي قد ألقى بظلاله القاتمة عليها،وحتما سيجد القارىء نفسه بصدد مزاوجة مؤثرة بين الاتجاه الوجداني الذاتي والاتجاه الواقعي العام ذي الطابع العربي-الفلسطيني،وهذا ملمح سنعرض له بشيء من التفصيل في حينه.
ومن المؤكد أن موضوعات القصائد تتنوع في نطاق المحور الرئيسي للديوان وهو التفاعل مع واقع الأمة العربية ومعايشة قضاياها،هذا بالإضافة إلى ملامسة الجرح الفلسطيني،ليجد القارىء شعر الشاعر أ-محمود بشير مرآة لواقع أمته نابضًا بنبضها معبرًا عن آلامها وآمالها..
هذا،وننوه إلى أن مؤسسة الوجدان الثقافية برئاسة مديرها العام الشاعر التونسي الكبير د-طاهرمشي ما فتئت تؤسس لمشهد شعري متميز في سعي طموح إلى تعزيز دور القصيدة في الثقافة المعاصرة،وتوثيق أنواع الإبداع الشعري العربي،وتقييم حركة الشعر والسعي للنهوض به،إضافةً إلى تشجيع الشعراء وتحفيزهم للاستمرار والتطور،وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي في دعم انتشار ثقافة الشعر.
وحتى تتاح لنا فرصة الإطلاع على قصائد هذا الديوان الإلكتروني الواعد للشاعر الفلسطيني القدير أ-محمود بشير نهدي القراء الكرام هذه القصيدة راجين منهم التفاعل،سيما أن صاحبها ( الأستاذ محمود بشير) متيم بعشق فلسطين في نخاع العظم..ويناضل من موقعه بحبر الروح ودم القصيدة نصرة للقدس ولشعبه الفلسطيني الجاسر والجسور.
ختاما لا أقول إنّ الرأس تطأطأ أمام الموت من أجل الوطن،بل أنّ الرأس لتظل مرفوعة فخرا بشعب أعزل يؤمن بأنّ الشجرة إذا ما اقتلعت تفجرّت جذورها حياة جديدة،وتلك هي ملحمة الإنبعاث من رماد القهر وهي بإنتظار من يدخلها ذاكرة التاريخ عملا عظيما يشع منارة في المسيرة الظالمة التي تنشر ظلمتها قوى الشر في هذا العالم.
سلام هي فلسطين..إذ تقول وجودنا تقول وجودها الخاص حصرا..فلا هويّة لنا خارج فضائها..وهي مقامنا أنّى حللنا..وهي السّفر..
سلام هي فلسطين.
ومبدع أنت يا شاعرنا الفذ أ-محمود بشير.
فِلسْطِينِي
فِلِسْطيني فِلسطيني فِلِسطيني
نسيمُ القدسِ والأقصَىٰ يُداوِينِي
أنا المُقْصَىٰ أنا المحرومُ من وطنِي
وما في الأرضِ من أرضٍ تُعافِينِي
أنا شعبٌ أدامَ الظُّلْمُ ثَوْرَتَهُ
أُديمُ الكَرَّ من حينٍ إلىٰ حينِ
سأُبْقِي النّارَ في الأعداءِ لاهِبَةً
سأُرْدِي من أتَىٰ بالبطْشِ يُرْدِينِي
يمينُ الله ِعهدٌ لا نُخِلُّ بِهِ
ترابُ الأرضِ نَحْمِي بالسَّكاكين ِ
نُقاسِي البُعْدَ من بَعْدِ الفِراقِ لَظًىٰ
كأنَّ البُعْدَ إقصاءٌ إلىٰ الصِّينِ
جَهِدْنَا ما عَيِينَا (غزّةُ) انْتَفَضَتْ
أغارَتْ حقَّقَتْ نصرَ الملايينِ
(جنينٌ) آزَرَتْ أبدَىٰ مخيّمُهَا
صُنُوفَ الصَّدِّ من قَذْفٍ بنيرانِ
(وحيْفَا)إذْ أبانَتْ في طرائقِهَا
عُيُوبَ ال(نَّتْنِ) إذ يحتالُ بالدِّينِ
أُسُودُ النَّصْرِ بالأغْلَىٰ نُزَيِّنُهُمُ
وقوْسُ النصرِ يبهُو بالميادين ِ
محمود بشير
2024/2/6
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق