كذبت قارئة الرصاص
هيــفاء يا منيتي ، وحلم حـياتي
هـلا سألت الكواكب والنجوم عنّي
هـلا سألت الأهـلّة في العتــمات
كم ترصّدتك عنــد المنعــــطفات
كم تـوقّفت على أرصــة الطرقات
كي أراك ، وتقرأ عيــنيّ عينــاك
كي تهمس اليـــك ابنـــساماتي
صباح الورد والنور ، يا أمل الحـياة
علّك تسمعين صمتي ، ولحن آهاتي
تمرين أرشق قامة ، من الباسقات
ذهبية الشــعر ، غربية الســـمات
شرقيــة الكفل ، موقعة الخطوات
سـاحرة الأعين ، في غـير مبالاة
كم تمائم كتبت ، وعلى الأشجار علّقت
كم آيات قـرأت ، وكتبا صفراء قلّبت
لاستدراجك ، من حيث لا تعلمــــين
لكـــنني تعبت ، وما أفلحــــت
كم نصبت لك في الــنوم حـــبائل
فشق علي ، حتى في المنام صيدك
ولا حتى ، من شـــباكي اقتــــربت
حتى قـــارئة الرصاص ، قد كذبت
وحاد الرصاص ، حين قاسمتني ، وقالت
حبيبتك يا ولدي ، هذه ، والله لن تكـــون
غير الهيفاء الرشيقة ذات النطاق الأسود
هذه القادمة تتـــهادى من وراء الأفق
وبقـــيت على الشـــواطئ ....منتظرا
على الهضاب أنتظر.. في الغابات أنتظـر
غند الدكاكين ، وفي الأسواق أنتظر
وكلما رأيت امرأة هيــــفاء ، ترتدي
نطاقا أسود ، قلت : حبيبتي هذه
وتمر أمامي مر السحاب ولا تلتفت
ومضت عليّ عقود ، ولم تظـــهري
وأنا حتى رحـيل العمــر ،في العنمات
أطـــارد ، ضـــوء صـــور أطـــيافك وما
تمكّنت من الامـــساك ، بما أرى
ولا أنت بـــرزت حقيقة في حياتي
ولا القدر استـــجاب الى رغباتي
سعيد الشابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق