الاثنين، 25 نوفمبر 2024

كذبت قارئة الرصاص بقلم الأديب سعيد الشابي

 كذبت قارئة الرصاص


هيــفاء يا منيتي ، وحلم حـياتي

هـلا سألت الكواكب والنجوم عنّي

هـلا سألت الأهـلّة في العتــمات

كم ترصّدتك عنــد المنعــــطفات

كم تـوقّفت على أرصــة الطرقات

كي أراك ، وتقرأ عيــنيّ عينــاك

كي تهمس اليـــك ابنـــساماتي

صباح الورد والنور ، يا أمل الحـياة

علّك تسمعين صمتي ، ولحن آهاتي

تمرين أرشق قامة ، من الباسقات

ذهبية الشــعر ، غربية الســـمات

شرقيــة الكفل ، موقعة الخطوات

سـاحرة الأعين ، في غـير مبالاة

كم تمائم كتبت ، وعلى الأشجار علّقت

كم آيات قـرأت ، وكتبا صفراء قلّبت

لاستدراجك ، من حيث لا تعلمــــين

لكـــنني تعبت ، وما أفلحــــت

كم نصبت لك في الــنوم حـــبائل

فشق علي ، حتى في المنام صيدك

ولا حتى ، من شـــباكي اقتــــربت

حتى قـــارئة الرصاص ، قد كذبت

وحاد الرصاص ، حين قاسمتني ، وقالت

حبيبتك يا ولدي ، هذه ،  والله لن تكـــون

غير الهيفاء الرشيقة ذات النطاق الأسود

هذه القادمة تتـــهادى من وراء الأفق

وبقـــيت على الشـــواطئ ....منتظرا

على الهضاب أنتظر.. في الغابات أنتظـر

غند الدكاكين ، وفي الأسواق أنتظر

وكلما رأيت امرأة هيــــفاء ، ترتدي

نطاقا أسود ، قلت : حبيبتي هذه

وتمر أمامي مر السحاب ولا تلتفت

ومضت عليّ عقود ، ولم تظـــهري

وأنا حتى رحـيل العمــر ،في العنمات

أطـــارد ، ضـــوء صـــور أطـــيافك وما

تمكّنت من الامـــساك ، بما أرى

ولا أنت بـــرزت حقيقة في حياتي

ولا القدر استـــجاب الى رغباتي


سعيد الشابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق