الأربعاء، 20 نوفمبر 2024

ثلاثية الإنسان بقلم الكاتب محمد حسان

 ثلاثية الإنسان

أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتفكر وخاصة التفكر بأنفسنا، ولقد تاه عقلي وأنا أفكر في خلق الإنسان حتى كاد ألا يعود لمكانه كلما تفكرت في ذلك المخلوق العجيب، وتساءلت: هل السر في  صعوبة فهم خلق هذا الإنسان أن الله ميزه عن بقية المخلوقات بالتكريم، لذلك فالإنسان سر من سر الخالق سبحانه وتعالى، لن نستطيع فهم هذا المركب المتكون من  مزيج متعدد يظهر في صورة إنسان،  فيكون الخفاء لنزداد تفكيرا، وإذا نظرنا له مما أطلعنا الله عليه وجدنا أقصى ما نقف عليه تلك الثلاثية التي يتكون الإنسان منها ألا وهي الجسد والروح والنفس ذلك الإنسان الذي يحتوي على هذا التركيب الثلاثي الروح والنفس والجسد، خاصة هذا الثنائي منه وهو الروح والنفس فعندما يفكر الإنسان في نفسه كما أمره الله يجد أنه لا يملك نفسه فهو جسد تقوده نفس، جسد ظاهر نراه ونفس خفية لا نبصر بها ولكن ندرك تأثيرها، وبين روح تمده بالحياة، فالأعجب أن الروح هي سبب وجود النفس والجسد، كأنها من يشعل فتيل الحياة، ثم تسلم الأمر للنفس لتقود الجسد، فالإنسان لا يكون إنسانا إلا بعد مده بالروح فيتكون بعد ذلك النفس والجسد، تركيب عجيب مهما فكرنا فيه وحاولنا تفسيره نجد أننا نتوه في متاهات تركيبه فما هذا السر الغامض وما هذا الارتباط الذي لا ندركه.

هل سألت نفسك يوما مما تتكون، هل وقفت على الفرق بين الروح والنفس، هل سألت نفسك عندما يموت الإنسان الجسد للتراب والروح لخالقها والنفس إلى أين، وأين في حياتك تكون النفس وأين تكون الروح، إن القران الكريم قد فرق  بين الجسد وبين الروح وبين النفس فقد ذكر الروح ونسبه لنفسه، لعلو منزلتها، حين ذكر النفس وعزا لها الأعمال صالحة وفاسدة،  وذكر الجسد فما هذا الثلاثية العجيبة، وإذا نظرت  وجدت  أن الجسد هو أسهل تلك التركيبة، لأنه هو الظاهر لنا أما النفس والروح لا نراها، أما الجسد هو من يتحمل تصرفات النفس  فإذا كانت النفس ألهمها ربها تقواها فهذا الجسد مصيره النعيم، وأما إذا ألهمها فجورها كان العذاب على الجسد.

وهنا يحضرني سؤال: اذا كانت النفس وهي التي تكون سببا في نعيم الجسد أو شقائه فما ذنب الجسد فما هو إلا دابة  تأخذها النفس ولا حول له ولا قوة،  تركيبة عجيبة حيرة ودهشة.

فما الإجابة لهذه الأسئلة المحيرة؟ نجد  الإجابة تكمن في التسليم بأمر وحده ألا والإيمان بأحقية الله وحده بالعبودية، وهذا من إعجاز خلقه ليتضح لنا أنه إله قادر صانع لا نملك أمام هذا الفكر إلا  التسليم لعبودية الله لأننا  مهما حاولنا أن نصل الى تفسير خلق الله للإنسان نقف على ما أطلعنا الله عليه ونسلم  بما غاب عنا،  وما أخبرنا به الله في القرآن الكريم وهو من كمال الإيمان وهو الإيمان بالغيب ، فنحن مطالبون ان نفكر لكن تفكير إيجابي يزيد من إيماننا بالله، ونردد  قوله تعالى (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) صدق الله العظيم.

بقلمي/ محمد حسان 

ابن النيل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق