خطأ عابرٌ
ظلّ القلب يقتطفه
زهرةَ ندمٍ.
"وما الخطيئة إلا ذلك النصل الخفي الذي يغرسه الإنسان في قلب نفسه، حين تخونه قوته أو تغويه شهوته. هي لحظة ضعف، بلحظة غفلة، لكنّها أيضًا مرآة نرى فيها هشاشتنا وقدرتنا على النهوض من جديد.
ليس العيب أن نسقط، بل العيب أن نرضى بالسقوط وطنًا. أن نألف الظلام حتى نظنه نورًا، ونقيم للمعصية عرشًا في حياتنا، نزينه بالتبريرات والأعذار.
لكن بين كل سقوط وقيام، هناك شيء واحد يميز الإنسان المؤمن: ندمه الصادق، ورغبته التي لا تخمد في العودة. كالفلاح الذي لا يكلّ عن اقتلاع الدنيبة من حقله، يسعى المؤمن لتطهير قلبه، ولو بقي طول عمره في هذا الجهاد.
إن الله لا يبحث عن معصومين، بل عن قلوب تخشع، وعن إرادات تعود إليه مهما ابتعدت. هو رب يغفر لمن دعا، ويفتح أبوابه لمن رجاه. أما من اعتاد أن يعلن العصيان كفضيلة، ويجعل من تمرده راية، فهو الذي أغلق الباب على نفسه، لا عليه السلام، ولا عليه غفران.
تذكروا دومًا: الخضوع لله حياة، والتمرد عليه موت، والإنسان الذي يرى الخطيئة معركة داخلية بين ضعفه وإيمانه، هو الذي لا يزال قلبه حيًا."
أحمد الكاتب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق