الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024

وصاياها شعر : يونس عيسىٰ منصور ...

 ✳️ وصاياها ... ✳️

إلىٰ زوجتي الحبيبة أم علي رحمها الله :

لِفِكْرٍ في الخيالِ رؤىً تَميدُ

تَهُزُّ مشاعريْ ولها رُدودُ 

تَجَلّتْ في الفؤادِ سماءَ وَحْيٍ

لها سبعونَ عاماً أو يزيدُ

أُناغيْ عُمْرَها المحفورَ قبراً

وَلِحْداً إذْ تُناغيها اللحودُ

تَكاثَرَتِ القبورُ بكلِّ أرضٍ

كأنَّ مقابرَ الموتىٰ وَلودُ !

تُفَجِّرُ لوعتي في كلِّ صُبْحٍ 

فأغدوْ لاأجودُ ولاأُجيدُ !

 تَداعَتْ في فَمي لُغتي اضْطراباً

فضاعَ الحرفُ .. واضْطَرَبَ القصيدُ !

وتاهَ النحْوُ ؛ فالرفْعُ انْخِفاضٌ

كأنَّ النحْوَ إذْ نُعِيَتْ شَرودُ !

فياخيرَ الرشيدةِ في الرزايا

إذا ماقيسَ في الرِّزْءِ الرشيدُ

ويا خيرَ السنينَ وخيرَ عَهْدٍ 

به الأيامُ ضاحكةً تعودُ

تُعانقُني بهِ الأعيادُ سَعْداً 

فكلُّ زمانِها عيدٌ سعيدُ :

بُعَيْدَكِ لاتُفارِقُني القيودُ

فهٰذا الدهرُ جبّارٌ عنيدُ

بُعَيْدَكِ أمستِ الدنيا انْقلاباً

كأنَّ مدارَها فوضىٰ عَنودُ !

إذا ماهزَّها عَصْفٌ عقيمٌ

تراءىٰ قربَها عَصْفٌ ولودُ

وَسُدَّتْ جَنةُ الدنيا عِقاباً

فيا للهِ ماتَلِدُ السدودُ !

وقالتْ : سوفَ تلحَقُنيْ قريباً

لَعَمْرُ أبيكِ ذا قُرْبٌ بعيدُ ...

حنانَكِ : هل عَلِمْتِ بما دهاني

عشيةَ نَعْيِكِ الصعْقُ المُبيدُ

لقد كنتِ السعادةَ في فؤادي

فما قلبيْ إذا فُقِدَ السُّعودُ !؟

شهيدٌ في الحياةِ غدا كياني

فبعدَكِ ( يونُسُ ) الحيُّ الشهيدُ ...

حديدٌ في رثائِكِ والمنايا

فبحرُ الوافرِ البحرُ الحديدُ ...

كأنَّ مشانقيْ في كلِّ حَجٍّ

علىٰ ( عَرَفاتَ ) تَنصبُها ( ثمودُ )

كأنَّ ( صليبَ عيسىٰ ) يشتهيني

ومَنْ غيري تُراوِدُهُ اليهودُ !؟

مَشَيْتُ كأننيْ أمشيْ لِخَلْفيْ

فماضيها هو الآتي الجديدُ

فُيوضٌ عُمْرُها سُنَنٌ تُقاها

جنونٌ موتُها عَسِرٌ كؤودُ !

وقالتْ : سوفَ أخلَصُ من قيودٍ

وحسبيْ أنَّ عالَمَنا قيودُ !

فحاذرْ أنْ تُطَلِّقَكَ المعاليْ

وكنْ أسداً إذا فُقِدَ الأسودُ

فإني قد عهدتُكَ يابْنَ عَمِّيْ

تجودُ كحاتِمٍ إذْما تجودُ

ولاتنسَ العيالَ وكنْ رحيماً

ولا تهتزُّ من حَمَقٍ يَميدُ ...

فأنتَ سيادةٌ في كلِّ ظَرْفٍ

تسودُ .. وهل تَرىٰ حَمْقَىٰ تسودُ !؟

وَدَعْ جيلاً يمرُّ بلا خلودٍ

فجيلُ اليومِ طَلَّقَهُ الخلودُ

وأنتَ الساجدُ المملوءُ خُلْداً 

وهل من خالدٍ إلّا السَّجُودُ !؟

وداعاً للقيامةِ حيثُ فيها

نعيمُ الله .. والعيشُ الرغيدُ ...

وصاياها الحكيمةُ عاوَدَتْنيْ

كإيحاءٍ .. إذا أمضيْ تَعودُ ...

وصاياها تَطوفُ علىٰ فؤادي

كزائدةِ السماءِ .. ولا أَزيدُ ...

ويافِكْرُ التي رَحَلَتْ رَشاداً

بمَحْياها .. وقد فازَ الرشيدُ

سأرقدُ مَعْ خيالِكِ ألْفَ عامٍ

ولم أمْلُلْ .. وإن طالَ الرقودُ ...

خُذيْ عَهْدَ الرجالِ وأنتِ أدرىٰ

بعهديْ إنْ تَخاذَلَتِ العهودُ

بأنيْ لاأرىٰ ظِلّاً لأُنثىٰ

سوىٰ ظِلٍّ لِفِكْرٍ لايعودُ ...

عَلَيْكِ المجدُ من ربٍّ مجيدٍ

ولا من ماجدٍ إلّا المَجيدُ ...

✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️

شعر : يونس عيسىٰ منصور ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق