الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022

غياب بقلم الشاعر الحبيب المبروك الزيطاري

 غياب

ليلٌ تَهاوَى و سهدٌ باتَ يَرتقِبُ
ما راق لي فيه لا جِدٌّ و لا لعبُ
أضنى فؤادي بذكرى مَنْ هنا سكَنتْ
فاليوم من دونها الأفراح تنسحِبُ
يا ماسِكا بالعود هل قوَّمْتَ ريشتَهُ
أم هل خدشتَ بها الأوتار تَنتحِبُ
يا عازف الناي هل هذَّبْتَ أثقُبَهُ
مِنْ شدْوه هاجَ بالأشجانِ مُكتئِبُ
فاين مَنْ كانت الألحان تُطربُهَا
و الوصل أُنْسٌ به الإحساس مُلتهِبُ
و الكأس مِن ذهب تسقيكَ خمرتهُ
و الثغرُ يُهْدِي رِضابا مِنه تَنْسَكبُ
و الجيد كالسِّحْرِ تُغرِي الصدرَ ضَمَّتُهُ
و القدًُ في الحسنِ أُعطي كل ما يجِبُ
و الصوت قد خفَتتْ بالحب نَبْرتُهُ
والكف بالكف رحَّال و مُغْتَرِبُ
و العين في العين بحار بزورقِهِ
و النبض بالقلب حيران و مضطَرِبُ
نَحْياهُ عشقا فلا الحرمانُ يُفسدُهُ
ماطال ليل ولا الأشجانُ تقترِبُ
و اليومُ أَضْحَى هَوَانَا باكِيًا طَلَلا
ماضٍ كتاريخٍ على الأحجار ينكتِبُ
ذكرى هواكم تُعيدُ النبضَ سيرته
ولكنَّنِي صابر لِلّهِ مُحتسبُ
الشاعر الحبيب المبروك الزيطاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق