أفي الخمسينَ يا قلبي ..
أفي الخمسينَ .. يا أنّاتَ أوجاعي
تَودُّ العِشقَ ..
تخطو نحوَ أوهامٍ ..
لتُحيي الوجدَ في صحراءِ همساتي
تزيدُ الحطبَ في نارٍ تُعذبُكَ
ونهراً فيهِ قد ظمئت عباراتي
ودرباً .. خُطى الأشواقِ تملؤهُ
وفيهِ الريحُ والأمواجُ تسكنهُ
وحرُّ الجمرِ في صمتي وكلماتي
أفي الخمسينَ ..
تستهويكَ عاداتٌ
ونارَ الشوقِ كم أسهدتها خجلاً
وكم كُنتَ تقضُّ النّومَ من وجعٍ
وكم أعييتَ أنفاسي ..
وكم بعثرتَ إحساسي ..
وتاهَ خلفكَ عمري ..
فلا أحلامكَ بقيتْ .. ولا همساتُكَ نطقتْ
سوى الآمال قد حملتها صفحاتٌ ..
أفي الخمسينَ ..
يا شيخاً بدا شيبا ..
وعضّتهُ دروبَ العمرِ .. رجّتهُ
وخاضَ .. في ثنا الأعوامِ جَولتهُ
وسارَ بين أمواجٍ وعَثراتِ ..
فصدّ البابَ دونَ العشقِ .. أقفلهُ
تعودُ اليومَ .. تخطو في مسافاتي
لتحملُني على أنغامِ أُغنيةٍ ..
وترميني على شطٍ يُحيّرني..
وتَسقيني من العشقِ .. كما تَبغي
وتعدو خلفَ آمالٍ نحيلاتِ ..
أفي الخمسينَ ..
يا جُرحاً يُرافقُني ..
على يدّيهِ قد بدأت مَراراتي
تُداعبُني .. إلى حتفي لتأخذُني
وتحملُني على ريشٍ .. بوخزاتٍ
فيصحُو الليلُ .. بعد أنْ تقبّلَني
يُطيلُ السّهدَ في أعماقِ آهاتي
يُقلّبُني على جمرِ الهوى .. غدراً
وعِند الصّبحِ يقتاتُ بِدمعاتِ
فلا أعذارَ .. تُلقيها لأسمعُها
ولن أقبل لكي تَعبث بخَلجاتي
فيكفي الرّوح أوجَاعاً .. ويَكفيني
فلن تحيا بدربِ الوهمِ نبضاتي
ولن أمضي لحُزنِ .. كُنت أعرفهُ
ولن أقفَ على جِسرِ النّداءاتِ
ويكفي القلبَ .. في الخمسينِ يَرتجفُ
وهل في الصّبرِ ما يُشفي جِراحاتي ..؟
أفي الخمسينَ ..
يا وجعاً على وجعٍ ..
تصبُّ الزيتَ ..
ترجو ضَوءَ مشكاةِ
وما العُمرُ سِوى طيفٍ يُراودني
وقد ضاقتْ مِن الأشواقِ .. ساحاتي
أفي الخمسينَ ..
بسهمٍ تبتَغي قتلي
فتسحبُني ..
لما كُنّا نسيناهُ
تُقٌيّدُني بأشجانٍ فتعصِفُنِ
وتحذفُني بأحضانِ المتاهاتِ ..
تُعيدُ الأمسَ .. لا تفتأ تُناديهِ
كأنّكَ لم تُجربهُ ..
وقد كُنّا عَبرناهُ
لتتخذَ الهوى عُذراً تُزيّنهُ
تُنادي الماضي .. بعد أنْ دفنّاه ..
وتخترقَ جراحي
بعد أنْ هدأت
تهُد الحِصنَ .. بعد أنْ رمَمناهُ
فكم كُنتَ تُشاكيني ..
وكم كُنتَ تُعاتبُني
ففي أيامِنا تُهنا ..
وفي أوجاعِنا عِشنا
شرِبنا العلقمَ .. عسلاً
فيكفي .. ما شرِبناهُ
فقد نحُلت على كفّيكَ أورِدتي
وعَانَتْ من لهيبِ الشوقِ .. طُرقاتي
وخَفَتَ العشقُ في عينيّ .. فارقَها
فهل في العمرِ زمنٌ .. للبِداياتِ .....؟. عياد امبارك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق