الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022

أنا بخير يا أمي. بقلم الكاتبة هدى الولهازي

 لم أعد ألاحظ إشراقة صباحي،و لا صوت فيروز المنبعث من الراديو، حتى فنجان قهوتي لم أعد ألاحظ مرارته، كل الأشكال، و الألوان متشابهة، الحزن يكسو الأغصان، الجدران، الأبواب و مصابيح الغرف، الكل بائس أراه، لا أدري ما الذي يحصل لي، أ هي حاستي السادسة تنبئني بوقوع الأسوء أم أن هذا الطقس الشتوي الذي يبسط جناحيه من حولي يجعلني منقبضة القلب؟؟؟ وقفت بالنافذة اراقب حركة السير بالشارع، إني أراهم مجرد نقاط سوداء تتحرك هنا و هناك، بينما الرياح الهوجاء تعصف بأفكاري التي شوشت فكري، قد حملتني العاصفة دون مقاومة إلى زمن عقارب ساعته مفككة كأنني مجرد ذرة تراب، كنت بالهواء أقف لوحدي، لا سماء مرفوعة و لا أرض مبسوطة، كنت كقطعة مثلجة لا أشعر بدفء دمي، كل الطرقات متشابكة، رحت أمشي و أمشي و أنا لا أعي بنفسي، إلى أن أحسست بدوار، ثم أغمي علي، فتحت عيني، كان جسمي ثقيلا، حاولت لملمة نفسي، بينما كانت كل الملامح من حولي مشفرة، الضباب يكسو المكان، لا شيء مألوف في نظري، اتجهت نحو النافذة لأستطلع الأمر، رأيته يلهو مع اترابه بكرات الثلج، فجأة انزلقت ساقه و سقط، و دون أن أشعر ناديته: بني، يا بني هل انت بخير؟ كنت هناك بنافذة غرفتي، ثم لوح لي بيديه مبتسما : أنا بخير يا أمي.

الكاتبة هدى الولهازي
Peut être une image de 1 personne et position assise

حنين وخريف بقلم الكاتبة ربى محمود بدر /سورية

 حنين وخريف

ضباب ورزارز ومطر
صوت خافت وهمس بلا حوار
ظلام ينزف من كثرة الأعذار
حنين يرسم حولي صور
دموع تزرف عبر
غيوم على متن الأنتظار
تترقب صعود البخار
تتلعثم بين آهات الشوق العابر
تبحث عن مأوى للحنين التائه بالبحار
لتلملم ماتبقى من وجع الذكريات والأسرار
وترحل به بلا عودة مع خريف عار
حائرة تلك الغيوم تكتم دموعها وتسير
بقلمي ربى محمود بدر /سورية
Peut être une image de 1 personne

........ خايف من الحب ........كلمات الشاعر حسن الشوان

 ........ خايف من الحب ........

الحب جوايا من زمان
وقلبي خايف من الحب
من كتر قصص الحرمان
والأوجاع وأنين الغلب
و لأمتى يعيش حيران
ويعيش حياته بلا نبض
الحب واحة من الأمان
ومستحيل يعرف بغض
دي العصافير ع الأغصان
حياتها كلها ود في ود
وإذاي أكوون انا إنسان
لا ليا إحساس ولا قلب
ولا يكون ليا من زمان
حبيب يراعينى واراعيه
ويخاف عليا من الأحزان
والقا القمر يسأل عليه
ويسقينى من نبع الحنان
وأشرب الشهد من إيديه
وكفاية عمري اللي ضاع
والعمر كمان مبقاش فيه
مش ح قضيه ف الأوجاع
لاء ح روووح أدور عليه
وقلبي معايا في أي مكان
وهو اللي ح يعرف أراضيه
الحب إزهاره فى البستان
وكل ثانيه ح قعد أناديه
ومن عطره ح يظهر ويبان
وح يلقانى قدامه مستنيه
وح قابله بالورد والأحضان
......................................
........ حسن الشوان ......
Peut être une image de 1 personne et position debout

سأستقبلُ الصّباحات بقلم الشاعرة "هندة السايح"

 سأستقبلُ الصّباحات

سأرتدي قميصي الأخضر المُلوّن
سأضع وردة على أذني
سأحضُنُنِي......
لستُ وحدي
فأنا دوما معي....ممتلئةً.....بي
سأُكرّرُ أغاني مولدي
بقلبٍ طائرٍ نابض مُجنّح
"عدْتَ يا يوم مولدي"
كلّ السعادة .....والفرح لي...
"هندة السايح"

قالت لهُ... بقلم الشاعرة هندة السايح

 قالت لهُ...

أبدا....
ما عادتْ تُؤلمني التباريحُ
ولا شهقةِ الدمِّ
على الغصن الذبيح.....
في زحمة الموتِ
وتبعثر الأرواح في البرزخ
تولد القصائد ثائرة
من رحم الغيم الشّحيح
(هندة السايح)
Peut être une image de 1 personne et ciel

العائد الى المنفى "عالم النيرفانا" بقلم الشاعرة هندة السايح

 العائد الى المنفى

"عالم النيرفانا"
هناك وحده.....
مثل جذع حنين
يعاقر كأس غربته
لاشيء يؤنس ظلّه
غير مطر "السيّاب"
ينخّ في دمه
ويجذبه
نحو التراب
سابق خطوه
وشقّ الثّرى....
قام رغم تعثّره
على امتداد عكّازه
يجهّز حقائب السّفر
الأماكن باردة
القصائد.....
حشود غائمة
النوافذ.....
أفكار مغلقة
المرايا.....
بوّابات باهتة
هناك وحده
جسد يتمدّد
تطرق صدره العنقاء
لتوقّع ميثاق الرّحيل
حسب الموعد المكتوب
عائد الى المنفى
يزيّن شيخوخة السّماء....
(هندة السايح)
Peut être une image de nature

ها أنا أنبش في ألق الدجى..ما تبقى من الذكريات بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 ها أنا أنبش في ألق الدجى..ما تبقى من الذكريات

الإهداء: إلى وجه تسلّل من فجوة للقلب..لا تحرسها الصلوات
على ضفاف نهر ضرير..
ارتديت ثوب الصمـــت
ودفنت الحزنَ..في الحزن
وارتجلت بعض الكلمات..
***
الآن بقيت وحيدا..رحل الأحبّة
رحلوا جميعا..
وبقى القلب يبكي وحدته في صمت البراري
امتشقت صهوة الرّيح العقيمة
وغدوت أركض..خلف السراب..!
***
من هنا مرّوا..
دون وداع يترك القلبَ أعمى
فمن ذا الذي يمنح العمرَ عمرا..؟
ويؤثث مدنا يسكنها الوجع
وينأى عنها صهيل الزمان..
لا عمر لي الآن..ولا وطن
وكل المدائن من حولي ترتحل..صوب الآقاصي
ونوارس الكون ترسم على الجرح
تخوم الفجيعة
وأنا: أنا بين المدى والمدى
أشتاق لوجه ارتحل عبر مخمل الرّيح
تاركا خلفه مرّ المذاق
وأبحث بين ركام الذكريات
وبين الخمائل التي عانقتها الظلال
عن زهرة لوز..
تناستها الفصـــول..
عساها تعود بالرّوح..إلى الدفء القديم
إلى وجه تسلّل من فجوة للقلب لا تحرسها
الصلوات
لعلّي ألامس طيفَ وجد..توارى خلف الدروب
لعلّي أكتب للقادمين..بعض الوصايا
تنبجس من شهقات المرايا
وأنبش في ألق الدجى ما تبقى..من الذكريات
عساني أستردّ من مهجة اللّيل
تلك الوجوه القصيّة
وأغسل بماء الصّبح..بقايا الأمنيات العتيقة
ليحتفلَ الدّمع في مقلتَيَّ
بأطياف أحبّة مضَوا..دون وداع
وأحمل بين ضلوعي..
ما تبقى من الوَجد
جرحا عتيقا
وأقتفي أثرَ القوافل التي مضَت في سكون
صوب الزمان
وألج ثوبَ الشهقات في وحدتي
وأشهق وحيدا..بين الثنـــــــايا
عسى تلك النجوم البهيّة
تحملني على ظهورها
فيحطّ البدر على راحتيَّ
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

في مِحْرَابِ الهَوَى... (من ذكريات الشّباب) بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف. .. تونس.

 في مِحْرَابِ الهَوَى... (من ذكريات الشّباب)

عُلِـقْــتُـكِ حَتَّى قِـيلَ: إِنِّـي مُـدْنِـفُ
وَقِــيلَ: بِـهَـا هَـذَا الفَـتَى مُتَـصَوِّفُ.
ومَـجَّدْتُ فِـيكِ الحُبَّ حَتَّى تَرَكْتُهُ
بِبَابِ النُّهَى يَسْعَى الدُّمُوعَ ويَـهْتِفُ
وَكَرَّسْتُ عُمْرِي في غَرَامِكِ مُطْلَقًا
فَدَمْـعِـي سَفَاحٌ والتَّـعَـلُّلُ يُـقْصَفُ.
ومَـنَّيْتُ نَفْسِي فِي وِصَالِكِ لَحْـظَةً
تُـبَــدِّدُ هَـمّـِي سَـابِـقًــا وتُـخَـفِّـفُ.
وسَـخَّرْتُ فِيكِ القَافِـيَاتِ فَقَرَّبَتْ
خَيَالَكِ عِنْدي والهَـوَى مُتَجَخِّفُ*.
فَلَـمْ أُحْـظَ إلَّا بالدُّمُـوعِ تُـهِـيجُنِي
وسَهْمِ الهَـوَى يُنْئِي العَـزَاءَ ويُتْلِفُ.
وَلَمْ أَلْـقَ إلَّا لَـوْعَةَ الحُزْنِ والنَّوَى
وَلَمْ أَحْتَصِدْ إِلَّا جِرَاحًا تُـخَـلَّـفُ.
*المُتَجَخِّفُ : المُتكَبِّرُ.
حمدان حمّودة الوصيّف. .. تونس.
خواطر: ديوان الجدّ والهزل.
Peut être une image de fleur et texte