قصاصاتٌ شعرية 188
وجدوا جُثَّةً مُجمَّدةً في الثلجِ ...
والطينِ من مئاتِ السنينِ
وكتاباً بجَنبِها : عندَما يُنجَزُ...
مشروعُ / يلبُغا / أيقِظوني
_
حَجَجْتُم لبيتِ اللهِ بُوركَ حجُّكم
وألقيتمُ الأموالَ في حُضنِ صايعِ
ملايينُكم للعُهرِ تُصرَفُ كلُّها
على حَفَلاتِ الراقِصاتِ اللوامعِ
تُرشُّ على أقدامِهنَّ خَلاعةً
وأولى بها خبزٌ على فمِ جائعِ
_
الخاتمُ الضائع
إنَّ للشعرِ حديثاً يُسمعُ
ورنيناً في القوافي يُمْتِعُ
والذي غامت أمانيهِ بهِ
ما لهُ شمسٌ عليهِ تطْلعُ
قيلَ أنَّ ٱمرأةً في حقلِها
بينما بالأرضِ كانت تزرعُ
سقطَ الخاتمُ من إصبعِها
فيه أغلى ذكرياتٍ تلمعُ
بحثتْ عنهُ كثيراً عبَثاً
وبكتْ حيثُ البكا لا ينفعُ
كتَمتْها حسْرةً في حسْرةٍ
شوكةً في الروحِ ليست تُنزعُ
بعدَ عقدٍ زرعتْها جَزَراً
ثمَّ باتت بيدَيْها تقلعُ
فُوجِئتْ... ما صدَّقتْ ما وجدَتْ
واستراحَ القلبُ مما يَلْدعُ
لم يَضِعْ عادَ إليها نابِتاً
ذهبيِّ اللونِ ساقاً يسطعُ
هكذا المالُ حلالاً أينما
راحَ لا بُدَ أخيراً يرجِعُ
_
وما كنتُ يوماً للصَّديقِ مُؤمِّناً
يُرفِّعُني قدْراً ويَحتقِرُ النادِلْ
وذلكَ لو أني حللْتُ مكانَهُ
لعاملني بالمِثْلِ من أنفِه الفاتلْ
وأنشبَ من تحتِ الضغينةِ مِخْلباً
وجرَّعني كأسَيْنِ من سُمِّهِ القاتلْ
أنا إرثُ ضلعٍ كالسنابل يَنحني
ولهفتُهُ الحرَّى وطائرُهُ الزّاجلْ .
_
خِرافي الكرامُ اليومَ عهدُ مودتي
سأصبحُ من بعدِ ٱنتخابيَ عاشبا
وكلُّ الذي ٱحتاجُهُ صوفُكم فقطْ
وبعضُ دماءٍ تَصبغُ الشعرَ شائبا
وتصديقُ قولي في المواقفِ كلِّها
ولو كنتُ في شمسِ الحقيقةِ كاذبا
_
أريحيةُ الماء
وتُعجبُني في النهرِ فلسفةٌ إذا
أُعيقَ بشيءٍ غيَّرَ الماءُ مجراهُ
يُعلِّمُكَ النهرُ الحياةَ سلاسةً
بلا أيِّ تعقيدٍ وذلِكَ معناهُ
_
تعبْتُ من البردِ الشديدِ وفصلِهِ
على كيسِ ماءٍ ساخنٍ تحتَ شرشفِ
متى يرجِعُ المازوتُ يصعدُ سطحَنا
يُغازلُ عينَ الشمسِ شوقَ تلهُّفِ ؟
يُناظرُها وجهاً ويخطُبُ ودَّها
يقولُ لها هيّا إلينا وشرِّفي ؟
_
ويُحزنُني أنَّ البلادَ ضعيفةٌ
وليسَ لها وزنٌ بعينِ عدوِها
وتُشبِهُ حِملانَ المراعي وَداعةً
وكلُّ ذئابِ الغابِ تصبو لغزوِها
_
محمد علي الشعار
23/12/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق