مِيلَادُ الهَوَى.
أَفِلَ الهَـوَى مِنْ مُهْجَتِي لِفَـتَاتِي
تَـحْتَ اللُّحُودِ، يُـوَدِّعُ الزَّفَـرَاتِ
وبَـدَا لَـهُ النِّسْيَانُ رَيْـمًـا مُقْـفِـرًا
قَـيْسَ الـتَّجَـهُّـمِ قَاتِـمَ الصَّـفَحَاتِ
نَـفَقَ الـغَرَامُ الغِـرُّ بَعْدَ تَـحَشْرُجٍ
قَتَلَ التَّعَلُّلَ فِي وَجَى الشَّجَوَاتِ
طُعِنَ الهَـوَى بِالهَـجْرِ حَتَّى خِلْتُهُ
مَجْـنُونَ"لَيْلَى" وَاهِيَ الـخَـلَـجَاتِ
فَـذَرَفْـتُ دَمْعِـي قَـانِـيًا لَـمَّــا بَدَا
نَاعِي الـمَـحَـبَّةِ فِـي دُنَـى خَلَوَاتِي
وكَسَوْتُ بِيضَ الصَّبْرِ قَاتِمَ غِمْدِهَا
ورَثَـتْ نَـوَاهَـا أَنْـهُــرُ الـعَـبَـرَاتِ
أَغْـلَـقْـتُ أَبْـوَابَ الـفُـؤَادِ لِـمُـدَّةٍ
حُـزْنًــا عَـلَـى أَيَّامِـهَـا النَّضِـرَاتِ
وتَـمُـرُّ أَيَّـــامُ الـحِـدَادِ بَــطِـيــئَــةً
ويَعُـودُ قَلْبِي مُشْـرِقَ العَرَصَاتِ
فَيَـزُورُهُ بِالـحُبِّ طَـيْـفٌ سَانِـحٌ
يَـرِثُ الكُـنُوزَ ومُفْعَمَ النَّفَـحَاتِ
ويَحِلُّ فِي مَغْنَى القُصُورِ ووِثْرِهَا
ويُشِيدُ عُشَّ الـحُبِّ بِالكَلِمَاتِ
ويُـحَــرِّكُ الأَوْتَارَ بَعْدَ جُـمُودِهَا
ويُـهِـيبُ بِــالأَحْــشَاءِ بَعْدَ سُبَاتِ
ويُوَقِّـعُ الأَلْحَـانَ، سَاحِـرَةَ اللَّمـَى
ويُـتَـوِّجُ الأَشْوَاقَ بِـالـباقاتِ...
أَهْلًا بِهَذَا الضَّيْفِ، سَاكِنِ عَالَمِي
أَهْـلًا بِـمُـورِي اللَّيْلِ بِالشَّمَعَاتِ
أَهْـلًا بِـهَذَا الـحُبِّ نَـازِلِ مُهْجَتِي
ومُبِيدِ جَـوِّ الصَّـمْتِ بِالدَّعَـوَاتِ
قَـدْ بَارَكَتْ غُـرُّ الـقَـوَافِي وَصْـلَهُ
وشَدَتْ لَهُ الأَشْعَارُ فِي جَنَـبَاتِي
فَغَدًا يُقَامُ الـحَفْلُ بَيْنَ جَوَانِـحِي
ويُـــزَفُّ هَـادِي الـوِدِّ لِلْأَبْـيَـاتِ
وتُـغَـرِّدُ الأَطْـيَـارُ بَـعْدَ وُجُومِـهَا
وتُــرَتِّــلُ الأَلْـحَـانَ والـصَّـلَـوَاتِ
وَرِثَ الهَوَى قَصْرَ الهَوَى فَتَأَلَّقَتْ
شَـمَـعَـاتُـهُ، وتَـبَـدَّدَتْ ظُـلُـمَاتِي.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق