تحايا المساء : مقتطف من نصّ "رسالة حزن اخيرة" / مراد ساسي
انحني كقوس مكسور على نفسي
أفتح فيّ نوافذ الرّوح ،غنائم ضوء غامق بلا أجنحة
وأتلو ما تيسر من عيوني الدّامية
وحين ينحسر شبق شقوتي
في رغبتي الغائبة ..
انفض صديد تراب عمري
العالق بمراكب ذاكرتي المتعبة
ادفن رغبتي في قلق الشّراع
في قبضة رياح الضياع ...
يومها مزّقتُ خرائط وجهي ،
ووزّعت خطوطها
على الأصقاع البعيدة المقفلة
والعين والرّوح والفؤاد .
توابيت حنين مغلقة
توابيت ...هرمت في فهارسها لغة الماء
قد يقتلنا الماء ...
وكل قواميس السّماء الباذخة ...
تشققت شفتاي الماجنة من تقبيل
أشباه الأحبة
أشباه الأصدقاء
وأصدق الأعداء
الكل يخادع موتي
وينصب الفخاخ الدامية
لسنين وجعي التي صاحبت ندم شوقي العتيق
هرمت ..والعمر بات بابا ضيقا..
وهرمت يداي الماكرة من مصافحة
الأنبياء
الغرباء
والشعراء
كدرويش أخير عمى في وريده البكاء
كنت ...ارقص ...
ارقص...
والدّمع الحامض برتقالة تعفنت
في جرح ..الذاكرة
والعمر مضغة برد
علقت بعناد قدمي العارية
وأحيانا اركض ...
اركض ’
كيسوع صغير
أضاع كنائس وداعته ’..
ناموس الأنبياء
تعب من الركض خلف خطاف العمر الحزين
وانبرى في لحظة عشق نزقة
ينزف كفرحة مباغتة في قلب غير مأهول
ليكتب بدم المسيح
على جناح براقه الورقيّ
رسائل حزنه الأخيرة
كصرخة نوح
بعدما انتهى الطوفان
وسكنت طواحين الرّيح ...
سلّم بخيبة النبي المخدوع
بريد من خانهم الطريق الى القيامة
الى سعاة السماء ..! -- / مراد -س
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق