. اليوم العالمي للّغة العربية
انعقدت بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية الشهيد بلقاسم بودراي بالمسيلة صبيحة يوم السبت 14 ديسمبر 2024 بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يكون يوم 18 ديسمبر من كلّ عام، ندوة بعنوان " في رحاب اللغة العربية " إحتوت على عدّة أنشطة وتكريمات، للفائزين في المسابقة الوطنية للكتابة الإبداعية في الشعر والقصة والنص المسرحي، وكذا بيع للكتاب بالتوقيع وتوزيع مجموعة كتب الى عدّة مؤسسات تربوية وثقافية لتعميم فعل القراءة والمطالعة، كما قدّم الأستاذان: عبد الوهاب عيساوي وسليمان بوراس مداخلات حول اللّغة واستعمالاتها وانتشارها واحتوائها للعلوم العلمية والأدبية وكذا تصدير نفس العلوم الى لغات أخرى ورغم أننا نعيش عصر الصورة والفيديو والذكاء الإصطناعي والوسائط الإعلامية المدمجة الجديدة إلّا أن الكتاب والقراءة والقلم مازالوا يفرضون أنفسهم علينا ولا منّاص من ذلك، نحتاج فقط الى تصحيح وتصريح ألسنتنا بدل أن نتقعر أو نندمج أو نتبدد في كثير من التفلسف وتلك هي المهلكة على اللّغة وعلى صاحب اللغة وعلى الهوية والكيان.
وبالمناسبة أردت أن أقدم هذه القصيدة بعنوان:
. يَا فخرَ اللغاتِ تبسّمِي
يَا فخرَ اللغاتِ تبسّمِي
وامحِي شَوائِبَ ذاكَ الجَمالِ
حسنُكِ يسري بين الأزهارِ
يزيدك شرفا انّك خيرُ الأنسالِ
حروفُك روحٌ من روحِ القرآن
تُنازلينَ بها أصواتَ المقالِ
أنتِ كنزٌ تتَناقَلُه حِقبُ الزّمانِ
حَفِظَ الرّسمَ واللّفظَ عَبرَ الأجيَالِ
أبدًا شَامِخةٌ كالطّودِ
بِه صُمُّ الحِجارةِ تأبَى الإبتٍلال
لسانُكِ عَربِي حُرّ يأبَى الدخيلَ
وَسَيفُكِ يَقطعُ زوائدَ الإعتِلالِ
أنتِ فخرٌ وشرفٌ وزينةُ المَنابرِ
بالخُطبِ ودَواوين القصَائدِ الجِزالِ
تتصدّرينَ الصُّحفَ فِكرًا وعِلمًا
قمرُكِ بازغٌ يضيءُ سَوادَ الظَّلالِ
يَزهُو الزمانُ بفَجرِكِ، انحدرَتْ
مِنهُ حَضارةٌ سَادَت كلّ مَجَالٍ
سَمَا بكِ العربُ بينَ الشُعوبِ
وتألّقُوا بالقرآنِ وبلسَانِ الجَمالِ
خَطَّكِ الخَطٌّ أنوارًا في الكُتبِ
وبسَط الإيمانُ لكِ ذاكَ الإشتِغالِ
مَلائكةُ البلاغَةِ والبيَانِ تشرَح
غَمامَ آياتِكِ للأعيانِ قبلَ العيّالِ
تَنتشِرُ عُلومكِ مُنذُ الأزلِ
تَشهَد الحَضاراتُ عبرَ الأجيَالِ
عَلَا مَجدُك فسَكنتِ القِممَ
وَتنَسّمْتِ فهَبّت لكِ رياحُ الإقبَالِ
عَرَبيَتِي بَحرٌ لا يَنضبُ ماؤهُ
حَصّنَ اللّه ثراءَهَا مِن الزّوالِ
لُغتِي سَهلةٌ، مَرنَةٌ، خِصبَةٌ، تتجسّدُ
للعَاشِقينَ فِي حُروفِها النِحالِ
عَظيمَة، غَنِيّةٌ فِي مَعاجِمِها
تلمَعُ درَرًا مِن الأفعَالِ وَالأقوَالِ
شَريدَةُ الحرفِ لا يُدرِكهَا
يَراعُ العَجَمِ، مُترَفّعَةٌ عَن الجِدالِ
يُعالِجُ العلمَاءُ تطوّرَها
فِكرٌ وأدبٌ وجوابُ كلّ سُؤالٍ
حِينَ خَلّدَها اللّهُ فِي القرآنِ
دمغتها الشعوب وَفَكّت أيّ عقَالٍ
حَديثُها فِي الصُّحفِ أقلامٌ
تَروِي عَلى المَسَامِع فيضَ الإنزَالِ
هِي دستورٌ مكتوبٌ بنُورِ التألّقِ
يَسيلُ حِكمًا مِثلَ المَاءِ الزُلالِ
لا تَذبلُ لغَةٌ كلُّ أحشَائها الضّادُ
بُعِثَ بِها رَسولٌ بِرُوحِ الكَمال
وتغنّى بِها كاتبٌ وشاعرٌ وفنّانُ
فَبانَ ترتيبُ جَمالِهَا بينَ الدّوالِ
وَبِها احتَفَى العَالمُ دارجَتُها
وفُصحَاها مالٌ يُغنِي عَن كلّ مَالٍ
بقلمي. دخان لحسن.الجزائر 15.12.2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق