الاثنين، 16 ديسمبر 2024

خواطر وتأملات سليمان النادي... ( ١٨٤٥ )

 خواطر وتأملات سليمان ... ( ١٨٤٥ )


"قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ 

مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ "

ق ٢٩،٢٨


وحيث ان اليوم يوم الجزاء وليس في وقوعه أدنى شك وسيطول الوقوف في يوم القيامة لانتظار الحساب ... 


فتجد أن عصاة كل قوم يتلاوم بعضهم بعضا ، وكل فريق يلقي على غيره التبعة في أنهم هم الذين اضلوهم ، وتجد كل فريق يتنصل من الذنب ويبرئ نفسه فرارا من العقاب الذي ينتطره ... 


والله عز وجل لا يمكن أن يعذب أحدا بجريرة احد ، فهو سبحانه لا يعذب إلا بذنب أنت ارتكبته طوعا واختيارا في الدنيا ، ومحال كل المحالة أن يظلم ربك أحدا ، وكيف يظلم سبحانه وهو قد حرم الظلم بين العباد فقال فلا تظالموا ... 


والملفت للنظر بحق في هذه الآية أن الاختصام كان ينبغي أن يكون قبل الحضور إلى ساحة القيامة والوقوف بين يدي الله ، ولكنهم من غباء تصرفهم جاءوا ليختصموا في يوم لا مرافعة فيه ولا جدال ...


وحتى لا يتعشم احد الفريقين أن جداله سيجدي شئ جاءهم القول الفصل الذي لا نقض ولا إبرام بعده بقوله تعالى 

"قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ" 


سليمان النادي 

٢٠٢٤/١٢/١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق