صرخة النضال"
بقلمي زهير جبر
لَا شَيْءَ يَأْتِي مِنْ فَرَاغٍ
قَدْ لَبِسَ اللَّيْلُ الطَّوِيلُ
وَأَنْتَ نَجْمُهُ فِي السِّجَالِ.
قُلْتُ: لَا.. وَمَضَيْتُ
وَدُونَكَ كُلُّ السَواعِد
وَالجُبَاهِ،
كُلٌّ يَسِيرُ عَلَى هَوَاكَ؛
لِأَنَّكَ البَطَلُ الهِمَامُ
فِي الوَغَى
وَفِي السَّلَامِ.
سِرْتَ عَلَى خُطَى المَنَايَا،
ثَائِرًا نَحْوَ القِتَالِ،
وَمَضَيْتَ دُونَ تَرَدُّدٍ:
أَمَّا الحَيَاةُ بِعِزَّةٍ
أَوِ الشَّهَادَةُ
فِي الرَّوَابِي وَالتِّلَالِ.
حَتَّى دَعَاكَ المَوْتُ
فِي خِضَمِّ النِّزَالِ
وَقُلْتَ: لَا، دَعْنِي وَشَأْنِي،
إِنَّ لِي تَكْمِلَةً ،
عِنْدَمَا أُعْلِنُ نَصْرِي،
عِنْدَهَا أَقْبِلْ.. تَعَالَ.
لَا فَرْقَ عِنْدِي أَنْ أَعِيشَ مُقَاتِلًا
أَوْ تَحْتَ الحُطَامِ،
فَأَنَا خُلِقْتُ هَكَذَا:
وُلِدْتُ أَعْشَقُ النِّضَالَ،
المَوْتُ أَجْمَلُ عِنْدَمَا يَأْتِي
وَقَدْ خَطَّتْ مَلَامِحُهُ اِنْتِصَارًا.
أَنَا السَّنَابِلُ، أَنَا القَنَاطِرُ،
أَنَا الحِجَارَةُ وَالرَّصَاصَةُ وَالقِفَارُ،
أَنَا التَّارِيخُ وَالحَضَارَةُ.
وَأَنْتَ مَنْ؟
لَا شَيْءَ أَنْتَ، سِوَى تَجَمُّعٍ مِنْ شَتَاتٍ
وَمِنْ فُتات
يَا أَيُّهَا المَجْهُولُ مِنْ أَبٍ وَجَدٍّ،
سَتَزُولُ حَتْمًا،
وَنعْتَلِي نَحنُ الصَّدَارَةَ والسيادة
والسِجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق