$ عاصفة الموت $
ليل لا مكان فيه ...غير الظلال
خلاء الرّوح ...وصمت رهيب
كلّ الأشياء في أهبة الغربة
سراب التّلال ... بعضي ضياع
كعصفور تتقاذفه الرّياح ...
دونما اهتداء
ليل ...وصدى الأصوات الحزينة
نعيق البوم ...صفير الحمام
وبعض من الحشرجات الأخرى
أستنكر جدب الرّمال ...
أمشي على رصيف أحزاني
على أرض تنكرني ...
أمشي دونما أرضي
زمان تتوقّف عقاربه ...كأن لا زمان
كأن السراب احتواني ...
مقفر لا لا صفير فيه
لا أجراس تدق ...لا أذان
قفار بشكل دائري ...
يصيب النّفس بالخذلان
ضمأ يعزفه الماء ...
أغنية ...تبعثرت كلماتها
على شفاه الغائبين
لا شيء غير الانتشار في الانسياب
لا حدود للماء في السّيلان
تدفّق كما كلماتي الأولى
واقفة لا حراك ...أتأملها ذات موج منفجر
سحابة تضلّل الرّوح
سبحت بعيدا عنّي ...
يا أيّها اللّيل الصّديق...يا مؤنسي
ويا رفيقا لوحدتي ...أفق
الوحدة تأكل أشيائي
أنت مثلي وحيدا ...مغتربا داخلك
لم يعد لي من بعدك مأوى ولا صديق
يا أيّها اللّيل ...يا علبة أحزاني
ويا ملجئي عند المضيق
بحّ الصّوت ...واختفى النّداء
وأتخلّى ها هنا عن كل شهواتي
لم يبق الاّ الخوف ...
وبعض من رجفات الانتظار
أشدّ على كل ما أسمّيه نافذة الصّبر
وأصمت ...أصمت ...
ليعتلي صوت من وراء خمولي
أنا ...أنا الموت ...أنا الموت ...
قهقهات في رنّاتها ...لا أذكر الشّكل
أجنحة ترحيب بالقادم ...القادم ....
علّني أنا المقصودة بالنّداء ...
أصمت ...انفزعت ...اندثرت ...
كضبابة زائرة
انفشعت كسحابة عاقر
انسحبت من شباك الموت
تخبّطت طويلا ...حتى العبور
عاصفة هوجاء ...
أصبح الصبح جليّا
فالنصلّي للحياة
أصبح الصّبح جليّا
والنصلّي للنّجاة
الشاعرة العربية
نجوى النوي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق