الخميس، 5 ديسمبر 2024

جَوادِي فَنطَازِي رَفّافُ بقلم الشاعر. دخان لحسن. الجزائر

 جَوادِي فَنطَازِي رَفّافُ


يَروِي عُيُوني بَهاءُ جَمالهِ

                  ويُمتِعنِي بِحسنِه الأسلافُ       

أُرخِي في فمِه اللجامَ فيَمهَرُ

             بمَن هَوّنَ مِن مَهرِها الإنصَافُ

جَوادِي فِي جَبينهِ ناصِيةُ الخيرِ

            لشدّةِ صَهيلهِ ترتَعشُ الأطرَافُ

أمتَطِي صَهوَتَهُ فارِسًا

            والرُمحُ بيَمِينِي مُصَوّبٌ حَلّافُ

 بَين قِراعِ الجُنونِ لَيثٌ مِقدامٌ

             وَفِي الشّجَاعةِ والخِفّةِ هفّافُ

يُبدِي زِينَةً إذَا خَيَّرتَه بَينَ

            مَواسِيرِ البارُودِ فَنطَازِيٌٌ رَفّافُ

يَحمِلنِي مُسَافِرًا ومتسَابِقا

                  وكنزٌ إذا ادّخَرتُهُ مِضيَافُ

عِندَ الضِيقِ وَفِيٌّ مِرحَابٌ

               وحِينَ الرّكضِ مُتمهِّلٌ سَوّافُ

يُنَاصِبُ الأرضَ حِلّا وترحَالًا

       ومُنجيًا لهاربِهِ صَادِقُ الوَعدِ طَوّافُ

جَوادِي أشقَرٌ مَعروفُ السَبيبَةِ

               خَصِيبُ النسلِ راقصٌ صَرَّافُ

إن مَشَى الَى الدّار يَعرفُ دُرُوبَها

             صَيّادُ الأعراسِ بالهَمسَةِ قَفّافُ

خَيرُ صُحبَةٍ أن تَقولَ: الخَيلُ

                 أنيسَةُ البيتِ كَسبُها أعرَافُ

زادَها الخَالقُ جَمالًا

         صَمتُها حِكمَةّ وحَمحَمتُها إسعَافُ

فِي قِوامِها سُلالةُ العرَبِ

           أصِيلَةٌ وشَريفَةٌ، للسُرورِ أطيَافُ

فِي عُيُونِها حَكايَا المَلَاحِمِ

                تَسكنُهَا عِزّةُ الأجدَادِ أوقَافُ

لَها فِي التّاريخِ صَونُ الأوطانٍ

          تَعرِفُها الأوسُ والخَزرَجُ والآلافُ

جَوادِي فِي الإسرَاءِ بُراقٌ زاهِدٌ

              وبالمِعرَاجِ بَديعُ التَغزّلِ نَوّافُ

دَعِ الحَميرَ والبِغالَ فِي مَرابضِها

      وعَرِّج إلَى الخَيلُ فِي رِقَّتِها عِطافُ

السّرجُ والركابُ هِمّتُها، والفارسُ

        بالبُندقِيَةِ صَيّادٌ وللفُروسِيَةِ عَرَّافُ

لَا يَخشَى البُخلَ فِي حَرَكاتِه

     وفِي جَمالِ صَهيلِهِ سَخاءٌ واعتِرَافُ

الوَفاءُ شيمَتُهُ أشقُّ بهِ الحشُودَ

              إذا السّيفُ تَقاذفَتهُ الأطرَافُ

وإن عَلَا غبارُ المَعاركِ

    لَا يَرضَى لصَاحِبِهِ لَومَةَ الدّهرِ خِلافُ

جَوادِي فِي وَدَاعَتِهِ حَملٌ صَغيرٌ

    فِي الكرِّ والفرّ جَارحٌ لا يُقابِلهُ سَيّافُ

مُتعَةٌ ومَالٌ وَسَيفُ بُطولةٍ

           يُدمِي الجِراحَ إذا بارَزهُ الأجلَافُ

هُوَ الوَارثُ فِي سُلالةِ المَوَاريثِ

           وَهوَ المِقدَامُ فِي الطّليعَةِ هَدّافُ 

هُوَ الوُدُّ والوَعدُ، وهُوّ الرَدُّ والعَدُّ 

               وهُوّ الإسمُ والرّمزُ والإعتِرَافُ


بقلمي. دخان لحسن. الجزائر

          5. 12. 2024



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق