ذكريات...
كخطوط الكف مرت
على باب موغل في القدم
تنبئ بالفرح
لاول زائر و عابر سبيل
فتخبره عن سره المكتوم..!
ذكريات....
في دفتر كلمات صاخبة صامتة
صدئت كإبر التخدير في مناكب الطرق...
توكأت عليها و بقيت أمشي لغربتي....
ذكريات ....
قد شممت ريحها في ثوبي البالي
الذي يسلخ جلدي
عند كل منعطف للرحيل ...
هناك زلت بي قدماي
في زر معطفك الذي لا يقبل المخيط
أبيض لونه
كصفحة النور في وجه القمر
في هدأة الليل الطويل...
ذكريات...
قد نسيت أن أنساها
يوم عدت إلى جوارك ..
واخرجت منديلك الوردي
من جيب بستان الرؤى و أحلام الطفولة
فمعذرة ...
لقد نسيت هناك مزهرية البيت
ومفاتيح الدولاب..
و لم أجد الحلوى اللوزية التي تطعمينها
لأطفال الزقاق حين يلعبون
ككل مساء...مع الأتراب...!
ذكريات ...
و البحر يهلل في صباحاتك المستبشرة
و يفوح بنكهة قهوتك المبللة بندى الفجر
هناك حيث كنا معا
نرتشف الأيام ونبادر العمر بأنغام
فيروز الصباح حين تقول " يا دارا دوري بينا ظلي دوري فينا...لينسوا اساميهم و..."
ذكريات ...
لطالما نسيت محو خطوة الوجع التي بقرت أذني لتزيد من عذابات صوتي حين أناجيك :
"يا دار الحبايب قولي رحلوا فين.......؟!"
ذكريات ...
تعبر مساحات صوتي إلى ملكوت السماء
كلما أقرب خطوة من حنين إليك
أتعثر في عتبة الباب.....
فتعود بي الذاكرة
حيث البحر و الصبح و العطر
و ذاك الإناء.. و أژاهير الفناء...
أتذكر مساحات خضراء لصدر أمرأة
تروي بالحب مضاجعنا
و أكسر صوت الناي حين يناديك
ولم يبلغ مسمعك...
ذاكرة النسيان تذكي دمعة سخية
و موج الشوق في اضطراب
فلمن أغني الذكريات
و في جينات صوتي
قطع من مسك طينك المحفور
في التراب ندية...
كلما ناديت نجمك في الكرى
يقول الليل نعم ... بلى
كانت هنا...
ثم يحدق في السراب...!
.
ليلى_السليطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق