بلاغَةُ القوْلِ
أضحى التّأخرُ في المَسْعى لنا قَدرا
والغِشُّ علّمَنا التّــــــــــمْويهَ والكَدَرا
إنّي كَرِهْتُ سوادَ الغِشّ في وَطني
وقدْ تَيقّــــــــــنتُ أنّا ليسَ يُنقذُنا
ممّا نُعاني عدا اسْتِصْلاحُ ما انْكَسرا
فإنْ أرَدْنا اكتسابََ العلْمِ ليْسَ لنا
إلاّ التّعَــــــــــلُّمَ كيْ نبْني لنا قدَرا
ومنْ يكُنْ بِطُموحِ الجِدّ مُجْتهِداً
أضْحى اجْتهادُهُ في التّحصيلِ مُعْتبَرا
حبُّ السّلامةِ لا يُجْدي مَنِ انْبَطحا
ولُبُّ القوْلِ في المعْنى إذا اتّضـحا
ترْجو السّلامةَ في الدّنيا بلا ثمنٍ
وأنت تشعُرُ أنّ الكـــــيْلَ قدْ طَفـحا
وقدْ تُكبّلُكَ الأغلالُ وقْتـــــــــئذٍ
ومنْ تمرّدَ ذاقَ المُـــــــــرَّ وانْبَطَحا
إنّي أُسِرْتُ فَذُقْتُ الأسْرَ مُنفرداً
وكنتُ طِفْــــلاً بروحِ الجدِّ قد مَـرحا
وما السّلامةُ في الدّنيا سوى أملٌ
يٌعدُّ في فلكِ الألفاظِ مُصْـــــــطَلحا
سألتُ منْ حَملوا الأقلامَ في وطني
عن المواهبِ والإبداعِ في زمني
وخلفَ أجْوبَةِ الأفْواهِ فاجَـــــــــأني
أنينُ شعبٍ بفعلِ الجهلِ والوهَنِ
يروْنَ أمّتهمْ في الغيِّّ قد غَرِقَتْ
تحتَ الهَواجِسِ في الظّلــماءِ بالفتنِ
وما ضَمائِرُنا بالدّاءِ قد فطِنتْ
ولا الأساتذةُ ارْتاحـــــــوا منَ المـــحَنِ
إذا العقولُ تخلّتْ عنْ وَظائِفها
شُلّـــتْ جَدارَتها في كافّةِ المِهَــــــــنِ
بلاغةُ القوْلِ لا تحْتاجُ توْضيحا
والنّظمُ في الشّعرِ لا يحتاجُ تصْــحيحا
ومنْ تعلّمَ ما يُجْديهِ أوْهـــــــبهُ
ربّ االعبادِ بعـــينِ العــــقلِ تسْريحا
لا يمْتطي العَصْرَ إلاّ مُبدعٌ فَطــنٌ
يخْتالُُ في فلـــكِ الإيحاءِ تلْمـــــيحا
لا غافلٌ جَــــهِلتْ يُمناهُ ما كتبتْ
ولا بخيلٌ بشأْنِ الكَدِّ شِحّــــــــيحا
والنّظمُ عنْدي شُعاعٌ أسْتــــــحِمُّ بهِ
وفي شواطـــئهِ أشْــــــتاقُ ترْويحا
كفى انحطاطاً بِغَيٍّ لا لهُ مثلُ
وهل سَمِعْتَ بِظلٍّ ليــــــسَ ينْــتَــقلُ
تعْمى النُّّفوسُ إذا الأذهانُ خلْخَلَها
سوءُ التّــعلّمِ إذْ تعْـــمى بهِ المُـــقَلُ
لا يَجْتني النّفعَ إلاّ كلُّ ذي ثقةٍ
ولا يخوضُ الوغى منْ طبْعٌهُ الوجــلُ
فكلّ عِلْمٍ بنورِ العقلٍ مُرتبطٌ
وكلّ جدّ بحَـــــبلِ الفوزِ مُتّـــصلُ
هما سبيلا فَلاحٍ حِكْمةٌ وهُدىً
إنْ كنتَ تَطْمحُ أنْ يرْقى بك العـــــملُ
ما بالعقولِ بحبلِ العجْزِ تعْتَصِمُ
هلِ المدارسُ بالتّقصيرِ تنــــــتَقمُ
أمِ الوزارةُ في توْجيهها انحَرفتْ
أمْ أنّها بغبــــــاءِ النّهجِ تتّـــــــــسمُ
وذوالوزارةِ راضٍ عنْ تخَلّفِنا
ونحــنُ بالوهنِ المذْمومِ نُتّــــــهَمُ
والعَجزُ ضعفٌ وعقلُ المرءِ بوصلةٌ
والرّأيُ عندَ ذَوي الألبابِ يُحْتَرَمُ
بذا قضى الضّعفُ أنْ نبقى بلا أملٍ
نلهو ونلعبُ والأعمارُ تَنـــــصَرِمُ
إنّي أطالبُ أهلَ العلمِ تـــــــــحْديدا
لأنّ نكْْسَـــــتَنا تزدادُ تعْـــــــــــقيدا
زادَ انكساري بشأنِ الجهلِ في وَطني
وزادني الأملُ المفْقودُ تصفيدا
فاسأل بلادي عن التّــعليمِ في زمنٍ
أحاطنا بفنونِ العـــــــــــلمِ تجْديدا
تحْيا العقولُ بكسبِ العلمِ إنْ رَغِبَتْ
فتســــتعينُ بِلَمّ الشّملِ توْحيدا
وإنْ تهاونَ أهلُ الأمْرِ وانْبــــطَحوا
زاد التّخلّفُ في التّدريسِ تصْعيدا
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق