الاثنين، 2 مايو 2022

ليلة واقفة بقلم ‏طارق الصاوى خلف

 ليلة واقفة

رابط أمام شاشة التلفاز، سحق الفراغ بقضم أظافره ببقية قواطعه، هز ساقيه بيأس، نظر بقلب منفطر من النافذة للشارع الخالى، ملأ فمه بالترمس و الفول السودانى، حوقل غضبا على فيروس حرمه طقس يجلب بهجة لقلبه وهو يثير تراب السكة ساعيا للحلاق وقت الذروة مع انتصاف ليلة وقفة العيد، يحشر نفسه بين المنتظرين على الأريكة أمام الصالون العتيق، ينازعهم على الدور، يتقبل على مضض حكايات الزبائن، أغاظه تكرار صهره لشجار هو شاهده الوحيد، أظهر نفسه بطلا فى عيون المستمعين، نفخ شدقيه متبرما، مال على شقه، اتكأ على ذراعه، كتم اعتراضه على زخرفة كلامه : تسامحا مع نقله للحد لعله يقلع بالحسنى، استهواه الطمع، قص بفأسه ليلا الشريط الفاصل بيننا، قطم جزئا من حقلى، ضمه لحيازته، نقبت عن عمودا من الحديد دفنه أبى كحكم عدل عند اختلافنا، شكوته للعمدة،
رفض حضور المجلس زاعما وجع أسنانه، زاغ من حكم سبكبله بأغلال اللوم، جهرت بنيتى" سأرد حقى بزندي"، ألقى بطاقيته على فخذه، هرش رأسه، ابتلع ريقه مانعا نفسه من مقاطعته اكمل نسيبه :طار وعيدى إليه، شمرت فى الفجر عن همتى، رويت الأرض الشراقى، تخطى الماء خطا ترابيا، تلاشى الفاصل الكاذب، أغرقت نصف مساحة جارى المعدة للزراعة.
منحه الراوى سيجارة ليواصل سكوته ، يتفادى ثورته فى ليلة العيد السابق رفضا لتزوير المتكلم لحدث أقسم على أن يشهد بالحق، قطع بقوله عروة الصلة مع صهره: لم يجرؤ نسيبى على الصياح بوجه جاره" أعلى ما فى خيلك اركبه" وفى الخناقة تلجلج صوته، لم يقل له انه "سُيلحس التراب" للمسك بطوق جلبابه، تدخلت حتى لا يختنق، رفع الجار فأسه ليهشم بها رأسه، سابق زوج شقيقتى القطار فى الجرى، نجا من طيش جاره المصمم على فحته ، قفز للترعة ...
ود لو ذكر لهم نهاية المعركة، بيد أنهم أسلموه من قفاه ليد حلاق ضعف بصرة، ‏رش الحلاق فى عينيه الماء، مسح ذقنه الحليق بالكحول الأبيض، كتم تأوهاته من التهاب بشرته، توعدهم أن يقص الحقيقة فى ليلة العيد القادم.
‏طارق الصاوى خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق