الثلاثاء، 24 مايو 2022

المُعَلِّـمُ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 المُعَلِّـمُ

قُمْ لِلْمُـعَـلِّـمِ وَفِّـهِ الـتّــبْـجِــيلَا
يَا صَاحِ، قُمْ بِالرَّغْـمِ عَـمَّا قِيلَا
إِنَّ الــمـُعَلِّـمَ لا تُــعَــدُّ خِـصَالُهُ
لَوْ أَشْعَــلُوا أَظْفَـارَهُـمْ قِـنْدِيلَا
يَكْفِيهِ فَخْرًا أَنَّ "طَهَ" قَالَ كُنْـ..
.ـتُ مُعَلِّـمًا لَوْ لَمْ أُعَدَّ رَسُولَا
إِنَّ الـمُعَــلِّـمَ فَــرْقَــدٌ بِــسَــمَائِــهِ
يَمْحُو الـجَـهَالَةَ أو يَكُونُ دَلِيلَا.
يا سَيِّدًا، مَـا كُـنْتَ لَــوْلا أَنَّــهُ
نَارَ الطَّرِيقَ إِلَيْكَ، أوْ مَسْؤُولَا
أَوَ لَمْ تَكُنْ مُتَـتَلْمِذًا فِي صَفِّـهِ؟
أَوَ لَمْ يَكُنْ لَكَ ناصِحًا ا مَرْسُولَا
أَوَ لَمْ تَقُلْ "يَا سَيِّدِي" مُتَحَفِّزًا؟
أَوَ لَمْ تَنَلْ بِـجُـهُـودِهِ التَّـأْثِــيلاَ
أَوَ لَمْ يُرَسِّـخْ فِيكَ كُلَّ مَبَادِئٍ
وَطَنِيَّةٍ أَوَ لَمْ يُـنِـرْكَ سَبِـيلاَ
أَوَ لَمْ تَكُنْ مِنْ نُورِ عَيْنِهِ قَطْرَةً
حَتَّى تَصِيـرَ مُبَـجَّـلاً وأَصِيلاَ
أَوَ لَمْ يُجَاهِدْ ليْلَهُ؟ أَوَ لَمْ يَذُبْ
مِنْ أَجْلِ عِلْمِكَ سَائِلاً وفَتِيلاَ؟
إِنَّ الـمُعَلِّـمَ لَيْسَ جِسْـرًا دَأْبُهُ
أَنْ يَحْمِلَ الأَعْبَاءَ والتَّنْكِيلاَ
بَلْ، إِنَّــهُ كَالـمُـهْـرُقَانِ* بِطَــمِّهِ
دَامَ الـمُعَلِّــمُ فِي الـمَرَافِـدِ سَيْلاَ
بَـلْ إِنَّـهُ رَمْــزُ الكَرَامَـةِ دَائِـمًا
وبِدُونِهِ كَانَ الشَّبَابُ ذَلِيلاَ
فَبِــعِزِّهِ عِزُّ البِـلادِ ومَجْدُهَا
يُرْسِي العُلُومَ ويَرْفَعُ التَّجْهِيلاَ.
الـمُـهْـرُقَان*: البحر الواسع الممتلئ.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل
Peut être une image de 1 personne

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق