إلـــى روح الشاعر مظفر النّواب....
——هل يموت الشعراء..؟!
ماخذلت الوطن
والوطن خذلني
ومن أجل خسيس
باعه— تخلى عني
استحلّ دمي وباعني
وهربت بعيدا في الأفق
واتخذت في الأنفاق سربا
حملت معي سنبلة قمح
وحفنة تراب
وزخة مطر بِكر
قد أحتاجها لخريف سفري
وتسللت لواذا ليلا
وما نسيت النجمة
التي أهدتني إياها أمي
ذات مساء
عندما تدلٌت عندنا السماء
لتضيء لي
عتمة المعابر
وفي عيني حملت السهول
والجبال وينابيع الماء
وفي كل معبر ألوذ به
أزرع حبة قمح في ذرات تراب
وأسقيها من دمي
علّها تنبت يوم عودتي
وبها الى مرابعي أهتدي
او علّها تكون طعام
كل ناجٍ من عصافير وطني
وطويت سماء وطني
طي السجل للكتب
وبين ضلوعي
هربّتها معي
حتى تكون غطائي
تقيني صقيع غربتي
وحتى لا تظللني
إلّا سماك يا وطني
وبين خصلات شعري
دسّت أمي
عقد البيت الذي
هدمت نصفه عن قصد شظية
وغصن زيتون
وفسيلة غار
وعطر زعتر واكليل
وأشياء أخرى
كاكتمال البدر
وهلال العيد
وزنارا وعقالا مخططا
بالأبيض والأسود
والأحمر والاخضر
وااه يا زمنا قاسيا
عرّيتني من وطني
وكسوتني معطف خوف سرمدي
كم كنت أشبه باسق نخيل وطني
والسير في الأنفاق جعلني أنحني
وهامتي ما عادت إلى الأعلى ترفعني
واختنقت ونبضي ضاق بي
وكم توسّلت الى الله ألٌا أموت
كفأر في مصيدة ميتة غبي
أو أحترق تحت أشعة الشمس
وانا سقف شاحنة محروقات أعتلي
حملني طوفان التهجير
على ذات ألواح ودســر
وتقاذفتي رياح الـقدر
بين خوازيق ومسامير
وعلى ارصفة الغربة
تناثرت أيام العمر
كأوراق خريف ملّـها الشجر
بني وطني
هاقد جاءكم التابوت
يحمل جثماني
وما ادخرته من حنين لوطني
وزفرات مغضوب عليه
منفي خارج الوطن
وارُوني التراب
ودسّوا بين أكفاني
أوراق بردي وقلم
فالشعراء لا يموتون
ويتلون القصائد من وراء الححب
وينثرون الشعر من خلال جدران العدم.......
فائزه بنمسعود
24/4/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق