الأربعاء، 25 مايو 2022

مسرحيّة بيجماليون لتوفيق الحكيم بمواصفات تونسية بقلم نجاة وسلاتي خوالدي

 مسرحيّة بيجماليون لتوفيق الحكيم بمواصفات تونسية

يا ساده يا ماده... يدلّنا ويدلّكم عالشّهادة ...حكايتنا اليوم من قاع الخابية ... ومن قعر الجابية ...هي عشقة عجيبة...وحكاية غريبه...قالوا صارت في اليونان ...في قديم الزّمان...وقت كانت الآلهة تتصارع مع الإنسان...يغلبها ساعات... وتغلبه مرّات ومرّات...هكّا كانوا يظنّوا ناس زمان
أمّا زعمه حكاية بيجماليون وجالاتيا هي حكاية المرا المظلومة... والّا حكاية الفنّان الّي نفسيّته مهمومة؟
زعمه هي حكاية المرا الدّلّولة... وإلاّ الرّاجل إلّي الأنانيّة صيفته الأولى؟
هات نشوفوا الحكاية كيفاش بدات...وكيفاش وفات... ونستخلصوا العبرة مالبدايه والنّهايات
الحكايه بدات بكواطرو في تركينة... عروسة مزيانة زينها ماثمّه في حتّى فترينه... ربّي يبارك للّي بدع وصوّر... ربّي يصون الّي للخدّ كوّر... وللوجه دوّر...
تصويرة بدعها كيوفجي فنّان... يفنى عالفنّ و كلّ ماهو مزيان...صوّر التّصويرة بفيانة... و حطّها في بقعه مزيانه ... يخزر ويصلّي عالنّبيّ لهاك الأميرة...هذي الخطوة الأولى في المسيره... وغدوه تولّي مكانتي كبيره ...نولّي أكبر فنّان... وكواترواتي يتزايدو عليها الأعيان...
فنّان الغلبة عجبتّه اللّعبة... برّا كان ولاّت مريّتي هالعروسه العِجْبَهْ... يا ربّي ياحنّان... ياربّي يا منّان... ياربّي ياعظيم الشّان...راك تبيّتها في شان تصبّحها في شان...
وهكّا الّي كانت حلمه ومنامه... ولاّت موجودة قدّامه... ولاّت هاك العروسه تكنس وتخمّل... وتحطّ وتحمّل...و على روحها تعمّل
أمّا العروسة المزيانة... ولاّت مرا خرنانه...تنحّات منها الرّيشة والفيانه...هزّ ساقيك خلّي انّظف الغبره تحت الفراش... اشبيك ماجبتش القضية وجيت بلاش؟... زعمه اش نطيّب للعشاء روز وإلاّ مرقة خضرة... والفطور اشنوّة مقرونة وإلاّ مرقة زعره ... اش بيك مطفّيني ومعنّق الفوشة ... وحاقرني و تتحدّث مع الرّيشة... اش كرهت كلمة "فنّي"... ياخي الكواتروات خير منّي... يا راجل قلقت مالدّار خرّجني ... سكاتك على كلامي مرجني...يا راجل راك ولّيت كُبّي... وأنا ماعادش نحمل ونعدّي
كلّ ما يروّح يلقاها شادّة المصلحة تسيّق وتكنس... وفي الجفال تعوم وتغطس... يامرا اش تعمل ربّي يكون في عونك... امّا راهو الجفال يخطفلك لونك... والكرفي يطفّي اللّمعة الّي في عيونك...
و الغلبة الكبيرة نهار الّي روّح مالقاهاش... ولوّج عليها ما ثمّاش... قالولوا راهي هربت مع نرسيس البوڤوس... وخلاّتك وحدك يا بوص ...
خرج الفنّان المتليّع... وهزّصوته لربّي شكوته يشيّع... يا ربّي تو هاذي التّحفة الّي حبّيتها؟... هاذي التّصويره الّي من روحي عطيتها... ياربّي ياحنّان... يا ربّي يامنّان... ماحاجتيش بها المرا المخرومة...ماحاجتيش بهالمشومة... الّي قتلتني بالغيرة والتّخرنين... وحمصتني بالنّكد والتڤنڤين... هزّ عليّ هاللّفعة السّهتانة ...ياربّ رجّعلي عروستي المزيانة...
وهكّا سكتت المرا النّقرازة... رجعت للرّيشه والعزازه... شدّت تركينتها... واستكفات برويحتها... وروّح للدّويره الفنّان الممحون ...وزادت هاجت عليه المحون... شاف الدّويره فارغة... غابت عليها الشّميسه البازغة... لا كانون بخور يعجعج... ولا برّاد تاي يوشوش... ولا مريّه تجري في حظوظه وتبشبش
جالاتيا الكواطرو مطيّشة في تركينه... الفم ساكت أمّا الخزرة تقول وهي حزينه... بربّي علاش هكّا عملت فينا...
يهزّ هاك المصلْحة المحنونة... ويضرب بيها التّصويرة ضربة مجنونة... ويخرج يجري للخلاء... يصيح ويعيّط من هالقضاء... وينتّش في شعره من هالبلاء...وناس بكري قالوا وكلامهم عسل ...الّي يحبّ الكلّ يخلّي الكلّ... وحكايتنا طابة طابة ... العام الجاي تجينا صابة
نجاة وسلاتي خوالدي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق