الثلاثاء، 31 مايو 2022

ستي بقلم الكاتبة نجاة وسلاتي خوالدي

 ستي

ستي اليوم أنا فرحانة... الشّميسة زرقت في السّماء مزيانة... لا صبّت مطر ولا فاضت وديان... اليوم نمشي نقرا وبابا عليّ مطمان... لايخاف من حمامل الواد تكركرني... ولا سماء تصبّ عليّ ماها وتحجّرني...
في كرتابتي كتبي وكرارسي حطّيت... وكلمترات على ساقيّ مشيت...باش نلقى سيّدتي...تعلّمني كيفاش نكتب بفيانة...وتعلّمني الّي الدّنيا مزيانة...تعلّمني الّي اللّون الأكحل في سماء حياتنا اليوم.... غدوة يولّي أبيض مهما كان غنج حموم... تعلّمني الّي الوطن قدره عالي... والّي الدّنيا غدوة تزهالي... تعلّمني الّي قرايتي راس مالي... نرفع بيها راس بابا الغالي...
ستي اليوم الامتحانات بدات... البارح سهرت نحفظ في المحفوظات... واليوم نخرج للسّبّورة نعرضها بالحركات... وأنت تفرح كاينّك أمّي وأنا وحده مالبنات... وتعطيني عديّد باهي يفرّح أمّيمتي كي ناخوا الكرنيّات
ستي مشروع القسم جبته بين ايديّه... وللبراعة بنيت دار أميلي الطّفلة الفرانساويّة...ستي نفرح كيف تقلّي راك طفلة ذكيّة...وتداعبلي شعري وتضحك عينيك لعينيّ...
ستي اليوم مالقيتش كرهبتك في الثّنيّة...مسّانسا تعرضني وتهزّني معاك تحنّ عليّ... زعمة أنا بكّرت والّا أنت وصلت للمدرسة قبلي بشويّة...أمّا باب القسم هاو مسكّر والتّابلو هاو مفسّخ وحتّى المدير ظهرلي متغشّش... زعمة أنت اليوم مريضة على هاذيكا غبتي علينا... موش مشكل إن شاء الله غدوة تشفى وترجع تقرّينا
ستي قالولي روّحي للدّار... لاثمّ قرايه ولا دفوار...هكّا قالوا التّلامذة الكبار....قالوا عليك مشيتي... ولتلامذتك خلّيتي...كلامهم خلاّني في حيرة نفكّر ...فكري تشوّش وبالي تعكّر...زعمة مشيتي لمدرسة المدينة... قربتي لدارك وبعدت علينا...
بدمعتي على خدّي روّحت... ولكرطابتي المليانة لوّحت...ستي الّي خلاّتنا غيابها غاظني...ومدرستي الّي حبّيتها فراقها كادني ...زعمة ترجع ستي تضوي علينا كالشّمعة... وتمسح من خدّي هالدّمعة
في أخبار الثّمانية قالوا خبر فجعني....وشفت تصويرة منها قلبي وجعني ...ستي ماعادش باش ترجعلي ...ستي كلاها الغول ياناس...خلّى كرارسها مطيّشة في الكيّاس... وجرنالها تحت العجل انداس
ستي خطفها غول الطّريق... وحطّها وصحيّباتها في صناديق... وليداتها ينادوا وهي ماتفيق... وخبر موتها شعّل فينا حريق...ستي الشّمس الّي تضوّي ثنيّتنا ...غابت علينا واليوم ظلامت دنيتنا...ستي أنا قطعت الواد باش نشوفك... باش نتعلّم أرقامك وحروفك...أمّا ياخسارة لا عاد حساب ولا عربيّة... كرارس ستي عفّستها كميونة في الثّنيّة....كميونة كبيرة يسوق فيها واحد مالبوجاديّة...غلبه النّوم ورقد في الثّنيّة
ستي غدوة باب مدرستي مسكّر سبّورتك الفارغة بسيرتك تذكّر .... المدير مهموم يفكّر زعمة الوزارة لها المدرسة تتذكّر ....الّي مشاو وجيعته عليهم كبيرة... والّي باقين وجيعته عليهم أكبر
ستي احنا في الأجبال مرميّن... ومن ذاكرة الوزارة مفسّخين ...وإذا جا نايب باش يقرّينا ....وتمرمد بين النّقل الرّيفيّ والكار والماشينة....وتسلّف من جاره باش يصرف عليه وعلينا... تزيد تكمّل على مرمّتوا وزارتنا الحنينة ...وتعقروا في فليّساتو فلوس الغبينة...تخلّصوا في شهر وتخدّموا مالأشهرة طزّينة...وبعد تقلّوا من خدمتك يزّينا...ربّي يفتح عليك وعلينا
ستي كانت شمعة في حياتنا واليوم طفات... ستي كانت بسمة على افّامنا واليوم ذوات... ستي كانت منامة حلوّة... أمّا ياخسارة هاي وفات... غدوة ما يقلّي حدّ راك ذكيّة ...مايشكرني حدّ ويقلّي راك عبقريّة...هذي قداير ربّي صحيح ...أمّا شكون ياخو حقّ ستي هاو الصّحيح...ياخذ حقّها مالطّريق.... ومن كماين الطّريق ومالّي شعّل في القلوب حريق... ملّي خلّى حياتنا ضيق وتزرزيق ...
بربّي يلّي تسمع فيّ... ركّز مع كلامي شويّة... ماتقولش هذي طفلة صغيرة تخرّف... وغدوة على ستي جديدة تتعرّف ...ستي ماننساها مهما كبرت ...ومهما في بحر العلم والحياة عمت ...هي الّي علّمتني نقرا الفاتحة والسّورة وعلّمتني نرسم الحروف عالسّبورة ...والّي يتعلّم الحروف ماعادش ينساها... والّي يقرا عند ستي محال ذاكرته تمحيها ...مالا باللّه هزّ هاك الايديّ واقرا فاتحة واترحّم على ستي البيّة
بقلم نجاة وسلاتي خوالدي
Peut être une image en noir et blanc de enfant et plein air


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق