حواري على صحيفة أصداء الكاظمية...
عميق امتناني للصحفي المائز الأستاذ محمد الدفاعي وللصحيفة الرائعة...
دمتم بكل الألق والعطاء............
حوار / محمد رشيد الدفاعي
كتبت العديد من القصائد التي لاقت اقبالا كبيرا لدى المتلقي ، لديها الكثير من المشاركات الثقافية داخل بلدها ، تكتب بلغة جميلة تنوعت بين قصائد الحب والغزل وتارة قصائد وطنية، مثابرة ، نشطة من خلال مجالها ، ضيفتنا الشاعرة السورية المبدعة سيدرا الأسعد ، كانت معنا عبر هذا الحوار:
لكل مبدع أو مبدعة بداية ، حدثينا عن بداية دخولك المجال الشعري ؟
بدايةً لا بد من إلقاء أعطر التحايا وأطيبها عليكم وعلى أهلنا وأحبّائنا في العراق الشقيق ،
كانت بدايتي مع الشعر بداية متواضعة وذلك منذ المرحلة الإعدادية، حيث كنت أحبّ أن أقرأ للشاعر الكبير المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس ، ولجميع أبناء جيله، وأعتقد أنه ترك أثراً بالغاً في نفسي حيث اتّجهت لكتابة الشعر العمودي بألفاظه الجزلى، وكتبتُ أيضاً شعر التفعيلة والخاطرة، وأشكر الله أنّ ما أكتبه قوبِلَ باستحسان وكان له وقعاَ طيباً في نفوس القرّاء
ماهو سبب اختيارك المجال الشعري ؟
من المؤكّد أنّني لم أخترْ الشعر بل هو من اختارني ،
فالشعر موهبة من الله تُخلق مع الإنسان منذ ولادته فإمّا أن يعمل على تطويرها ويتمّ صقلها وإخراجها للعالم ، وإمّا أن يهملها فتموت قبل أن تجد النور ،
وبالنسبة لي فأنا لم أجد نفسي إلّا وأنا أعبّر عن مكنونات قلبي بالكتابة والشعر ، وأكون سعيدة جداً عندما أكتب قصيدة ،
حتى ولو كانت مؤلمة وحزينة وتتسبّب أحياناً في ذرف دموعي ، إلّا أنني أُسعد بولادتها
كيف تقيّمين الحركة الثقافية في سوريا ؟
عُرفتْ دمشق ومنذ القِدَم بأنها خير مواكب لجميع الأنشطة الثقافية، وتغنّى بها الكثير من الأدباء والشعراء ، ولكن الحرب الدامية التي استمرّت لعقد ونيف ألقت بظلالها الثقيلة على الحركة الثقافية في بلادي على امتداد الوطن الجريح ممّا أدّى إلى تراجعها عموماً تحت وطأة ما حدث.
الآن وبعد انقشاع تلك الغمامة يحتاج الأمر لبعض الوقت كي يتمّ ترميم المشهد الثقافي الذي أعتقد بأنه بدأ ينتعش ببطئ شديد ومبادرات خجولة أحياناً ،
نتمنّى أن تعود دمشق عاصمة للثقافة العربية بكل ثقلها ويعود الازدهار الثقافي إلى أوجّه
أين تجدين نفسك في كتابة الخاطرة أم القصيدة ؟
حقيقة أجد نفسي مع القصيدة أكثر، حيث أعبّر من خلالها عمّا يجيشُ في داخلي جرّاء ما أتعرّض له من مواقف ، أو ربما يتعرض لها أناس غيري،
أمّا الخاطرة فنادراً ما تجدني أطرق بابها وذلك ربّما لأنني بتُّ أشعر أن القصيدة هي خير معبّر عنّي وعمّا يجول في خاطري من أفكار تؤثّر وتتأثّر بمحيطها
كيف تولد كتابة النص الشعري لديك ؟
تولَدُ القصيدة عندي دون تخطيط مسبق، فقد أتعرّض لموقف في الشارع فيخلق لديّ قصيدة، أو ربّما من خلال رؤيتي لطفلة أو رجل طاعن في السن تولَد القصيدة، وهل القصيدة أساساً إلّا فكرة تتمّ ترجمتها إلى معانٍ وكلمات لتنصبَّ في قالب نهائي اسمه الشعر.
كشاعرة وامرأة ، كيف ترين الكم الهائل من النساء اللواتي يكتبن الشعر في أغلب البلدان العربية ؟
سؤال جميل جداً ،أشكرك حقّاً عليه، هي فرصة كي أتمنى من جميع من يقرض الشعر وخاصّة النساء أن يتمّ طرح المواضيع والكتابات التي تسهم في بناء وترميم ورتق المجتمات كافة،
( لن أقول يجب ذلك مجابهة للعولمة وما تمّ تدريسنا إياه في الكتب القومية) لا ،
بل لما نراه بشكل يومي كمواطنين عاديين، وشعراء وكتّاب ،
فأنا أجد أن هنالك أمانة في أعناقنا يجب إيصالها لجميع الناس بكل شفافية ووضوح وصدق،
لن أقول دون تجميل أو رتوش ، فجميعنا نحاول تجميل أفكارنا قبل طرحها ،
وما الشعر إلّا رسالة ستتحوّل يوماً ما إلى إرث ثقافي للأجيال القادمة ، فليكن إرْثاً صادقاً وحقيقياً،
لذا فأنا أتمنّى التدقيق في جميع المواضيع التي تُطرح، ومن المؤكّد وبحكم مواكبتكم لما يتمّ تداوله ثقافياً أنّكم على اطّلاع بيّن بما يُكتَب ، ومن المؤكّد أيضاً أنكم لاحظتم عدم صلاحيته في كثير من الأحيان ليكون بين أيدي القرّاء
هل يزعجك النقد عندما يوجه أليك ؟
النقد البنّاء حالة صحية طبيعية وهو مفيد جداً ويسهم في رفع مستوى الكاتب ، حيث يخلق لديه حوافز جديدة ليصبح أكثر مهارة وتميزاً
ولذلك أقول بأنّني لن أنزعج إذا تمّ توجيه أي انتقاد لي ، بل على العكس سأكون سعيدة بذلك.
لديك مشاركة في مهرجان ( نخيل العراق يعانق ياسمين الشام ) التي نظمته رابطة المجالس البغدادية الثقافية في زيارتها الأخيرة لسوريا ، كيف تصفين مشاركتك هذه؟
حقيقة إنّ شهادتي مجروحة بهذا المهرجان ، وذلك لما نحمل للأخوة العراقيين من مشاعر محبّة و احترام وودّ ،
كانت مشاركتي ممتعة جداً وخاصّة لأنه تسنى لي التعرّف بشكل شخصي على الأصدقاء والمثقّفين العراقيين من روّاد الحركة الثقافية التي تغذّي جميع مسام الوطن العربي ،
عندما وصلتني دعوة للمشاركة في هذا المهرجان سُعدْتُ بها جداً وكتبتُ قصيدة لهذه المناسبة
والحمد لله لاقَت استحساناً لدى القرّاء ،
وهذه فرصة لأقدّم عميق امتناني لرابطة المجالس البغدادية الثقافية، بوركت جهودكم الحثيثة التي تبذلونها في سبيل إعلاء شأن الكلمة على امتداد وطننا العربي
كلمة اخيرة في مسك الختام ؟
في النهاية لا يسّعني إلّا أن أتقدّم لكم بخالص احترامي وتقديري لما تقومون به السادة ( مثقّفي العراق بشكل عام ؛ ولكم أستاذ محمد بشكل خاص ) لإغناء الساحة الثقافية بكل ما هو مفيد ، وضخّ الأمل من جديد في المشهد الثقافي لدينا ،
لكم مني قوافل الياسمين الدمشقي وكلّ الود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق