أبكيك أم أرثيك
نعيش كصخرة مرمية في الحياة
لا تعرف الأنين ولا البكاء صماء
لاتذرف لمصاب أحد ولا تنوح
لم تعشق يوما صدى ترنم شاد
عاش اليوم وظفر وعلا نواب
لم يقتله الموت بل أحياه مجدا
دمعي اليوم عصيا مجمدا ويأبى
أن يفرح الطغاة لا أبكيك ضافرا
نبت عن كل مظلوم ونظمت خيرا
غمر الوجود ضياءا والضباع صمتوا
من منهم يجرؤ على مد لسانه
قدر أنملة وقد صار دمه وبالا
نم يا أعز الناس قاومت العدا
لا رثاء بعدك اليوم عدنا أمواتا
كنت درعا للقدس تعرت أثوابا
من أدخل زناة الليل حجرتها
بلا ثوب ومد لها قطعتين
يقبل الذل فأبسله الله ثوبين
من المهانة للأخرة أدخر واحدا
والاخر به رقص زلفى وأتقنى
نم قرير العين لم تمت نبت لهم
كل زاوية تورقت الأغصان نوابا
تلمعت الموت بشيرين زهوا
غرفت عشق القدس شهدك
عسلا وروت عطش جنين
دمها فقط لانها نهلت نظمك
نم كالشهيد علمتني الموت
وكيف نقف كالجبال ولا ننحني
بقلم : البشير سلطاني الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق