نضال ۲۰۷ : تَعَالَي فِي الشتاء
هذه المرة جِئْتِ وَحْدَك
ولكن لم تكوني وحیدة
جِئْتِ مع الربیعِ براقة
ومع الزُّهُورِ ومع العطورِ
ومَعَ الریـحِ مَعَ الْمَطَرِ ، مَعَ الغیومِ
مَعَ القبلاتِ ، مَعَ الْأَلَمِ
مَعَ الْفِرَاقِ ، مَعَ العذاب
ثُمّ رَحَلْت وصار حبك سرابا
وَلكنك أَخِذَت الربیع فقط
ثُمّ اخذت بقیة الاشیاء
فَتَرَكَتِ لِي الْأَلَم وَالْفِرَاق
ونبش الذكریات
ثُمَّ جِئْتِ مرة اخری
وَكُنْتِ الاحلی والازهی
و كُنْتِ كأنثی الطَّاووس
وكصوت الكناري جذلی
جِئْتِ فِي الخریف
وكنت بِالْحَبّ حُبلی
وَكَان مَعَك الْحَبّ هو البشری
مَعَ أجنحة الفراشات الملونة
وقبلات بَرَّاقَة تَسُرّ النفس والْأَنْفَاس
كدفءِ الخریفِ حین تلتحفین الفراش
ولَكِنْ هَذِهِ الْمَرَّةَ ٲخَذَتِ مَعَك كُلِّ شَيِّ
وابقیتِ لِي الخریف بدون دفء وكأس
بقیت فِي جَوٍّ مریب في جَوٍّ تلتهمني فيه النار
حیث ُأَخَذَت مَعَك السهرات والقـبلات والْحَبّ
مَا هَذَا الْحَبُّ الْكَافِرُ منك ولعبة القط والفأر
مَا هَذَا الْحَبُّ الجاحد منك والبكاء والنواح
لِأَنَّنِي لَمْ اعْتَدْ على الجراح ولم اتوعدكِ بالجراح
وبِقَساوة الْقَرَار التِي ٲتخذتِه
أعني قرار الاحتراق والهزات والنكبات
التي اصابتني من لوعة الفراق
مَرَّة اُخری تسللتِ الی قَلْبِي وبلهفة العشاق
بِقُدُومِك فِي فصل الصیفِ فصل الانشراح
ثم جَدَّدَتِ الْحُبّ لي مرة اخری وبكل اشتیاق
وَانْشَرَح الصَّدْر وَالنَّفْس خیر انشراح
وَانْهَزَم معك ومعي الظَّنِّ والظنون والنفاق
وَتلاشت الریح والریاح السوداء و الهوجاء
ثم توهجنا بِحَرَارَة قبلات الصیف والملاذ
كُنْتُ اتلظی سعیرا بـِقُربكِ الْأخّاذ
فَكَانَت نَارُكِ بَرداً وَسَلَاماً
كُنْت نقیة مُذْهِلَة رقراقة صفصافة
كُنْت نُورًا ولوزا
ورُوحًا يَتَسَلَّلُ إِلَى الأعْمَاقِ
فيشجيه شَجْوًا وبوحا وارتقاءً
وكَـان حُـبُّك مِن غیر كَلَام
وَكَان قُرْبِك قَبَّلَات وَسلام
كُلُّه إحْسَاس راقٍ وشُعُور لَا یقاوم
وَكَان حُضُورِك بَهْجَة و وابتهاج
لَكِن وَا عَجَبًا مِنْ هَذَا الْحَبِّ المقاوم
مِنْ هَذَا الْحَبِّ المحیر
مِنْ هَذَا الْحَبِّ المثیر
جِئْتِ ورَحَلْت
ورحلتِ مرة أخری من دون اعلان
و مِنْ دُونِ عُذْرٍ و واعتذار
لملمت الحقائب وسافرت
الیوم استحلفك انتِ و بِاَللَّه علیكِ
وبالشمس والقمر وبكل سور القرآن
وبِكُلّ الكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ
وبِكُلّ الشَّرَائِع المُنزلة
وَبِكُلّ قوانین الْحَبّ
هَذِهِ الْمَرَّةِ لَو جِئْتِ
تَعَالَي وجربي فصل الشِّتَاءِ
لِأَنَّنِي احْتَاج الی الدفْءِ والی اجمل حواء
الی زخات مَطَر ورائحة القداح
الی ثَلْج وعَسَل وقبلات بطعم التفاح
فَلَا ارید مِنْك ٳیتها الرُّوحُ الغیاب والنواح
وأن تَحْرِمْينِي فِي خریف العمر البسمة والانشراح
اریدك مَعَ الابْتِسَامَة
و مَعَ اجمل الْكَلَامِ والكلمات
أن تطرقِي مَرة ٱُٔخری بابي
وتنبذي الأحزان والآهات
الشَّاعِر : نِضال حمَة صَالِح مصطفی
۲۳ / ٤ / ۲۰۲۱ الجمعة
السلیمانیة / اقلیم كوردستان . الْعِرَاق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق