السبت، 26 نوفمبر 2022

ما أوحش السنين عدد 2 بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب * تونس الخضراء

 ما أوحش السنين عدد 2

جلست وحدها تجول بنظراتها
تتصفح شريط ذكريات كانت تسعدها
أطلقت شهقات عالية
لعلها تسترجع بعض ديونها
لعطايا طالما أقرضتها
لوصولات حضور سجلتها
لبصمات في التضحية أرقتها
لأجل من كان هواؤهم أحضانها
ودنياهم على مدى الفصول هدهدتها
وأمطارهم قبلاتها وأدعيتها
وها هي تسمع البارحة الهمس على ايداعها
بدار المسنين حين استكمال ملفها
ظلت جاثية تبحث عن أياد حانية
تحتضنها و تطمئنها ولو قليلا
كلمات مسلية تزيل خوفا قابعا في لاوعيها
و جزعا ليس له مثيلا
مما توقعته لمصيرها طويلا
غصت بريقها وغص الدمع في مقلتيها
لشدة استيائها ورفض انكسارها
بعدما أسرجت جيادها
وادخرت بكل قواها أتعابها
لمثل هذا الخوف الذي ينتابها
وهذا اليوم الذي دون رحمة يفاجئها
بحقيقة عجز يعم أوصالها
وحاجتها المستمرة لمواصلة بقائها
بحثت طويلا عن قلمها
الذي طالما بدد وحشتها
وآنس بمداده الحنون وحدتها
لينير ظلمة وساوسها
عثرت على بقايا مسبحة مزقها
أحد أحفادها فعجلت بتنضيد خرزاتها
بيدين مرتعشتين لتبادر بتسبيحها
لعلها تنسى بأورادها غربتها
في سهراتها الشتوية التي عجلت بشتائها
وسرعان ما ضجت في خشوع بدعائها
الطويل لكل فرد من أفراد عائلتها كعادتها
لما ارتفع صوت أذان الفجر في سماء قريتها
وبالله مستعانها وعليه اتكالها
آمين يامجيب يا قدير على نجدتها
رفيقة بن زينب * تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق