الخميس، 17 فبراير 2022

عودة المثقف للسياسة بقلم الشاعر حامد الشاعر

 عودة المثقف للسياسة

ضرورة ملحة لتنهض أوطاننا و عودة الروح للجسد تغني و عودة الوعي ذات جدوى و تسعف للبقاء والنقاء و السياسة بالكياسة تكون ولابد من ابتعاد رجال الدين عنها و رجال المال والأعمال
و الغايات تحقق بأصحاب الفكر النير و كبار العقول
الثقافة وحدها القادرة على دحض السخافة و الخرافة
والقضاء عليهما
والويل و الثبور لأمة تقتل أهل الإبداع و تهمش من يحمل القلم والقرطاس و تقدم للشأن العام والخاص السفهاء و عديمي الضمير و أرذل الناس
لامناص عن عودة المثقف لتصدر المشهد كله والسياسي على وجه الخصوص و لا محيد عن هذا الطرح
امتلاك السلاح الفتاك هو من يرعب و يرهب الأعداء و لكل داء دواء و أول الأمر يبدأ من هنا و من هذا الرأي
على كل الشعوب أن تحتفي بمقدمه هذا المثقف و تواكبه ليتصدر المشهد و يعتلي القمة
فمن هو قادر على تربية الأجيال و إلهام العقول بنور علمه و جمال فنه قادر بكل عنفوان على صنع المعجزات و يستطيع لذلك سبيلا
و كتاب السياسة لابد أن يكون عنوانه بخط عريض من تأليف مؤلف مثقف و عالم مدرك خبايا الأمور و مضطلع على التاريخ و ما قاله الفلاسفة والحكماء و ما دونه الشعراء و متبع للمنهج الرباني و مقتدي بالرسل و أولي العزم منهم
أعود و العود أحمد و أقول الخير كله في تقلد المثقف للمناصب و توليه السلطة و أعني هنا المثقف الحيوي و النشيط والعضوي الحامل لمسيرة نضالية عبر تغريداته و مؤلفاته و مواقفه و آرائه و انتمائه و المعتز بهويته و وطنيه و دينه و قوميته لا يقبل بالخيانة و العمالة صلب عوده قوية إرادته نقية سريرته و بصيرته
مؤمن بثوابت الوطن و مقدساته مع الشرعية و مكتسب للمشروعية حامل للواء الولاء و الوفاء و متحلي بالأخلاق الحميدة و متحصل على شواهد عليا في مقدمتها الكفاءة
و عقيدة الولاء للوطن و البراء من خصومه هي المرجع
ولكل دستور ديباجة و ديباجة السياسة المعرفة
و السياسة فن لن يعرف كنها إلا الفنان والإنسان العظيم
و السياسة علم من العلوم الإنسانية ولن يفقه شيئا في هذا العلم إلا اللبيب و النجيب و الاديب الأريب
الوطن أغلى شيء و السياسة التي تكون فيه بلا طعم و لون و لا رائحة لا تذكر و لا قيمة لها و تجره و بمن فيه للخسران المبين
السياسة فن الممكن من الواقع والواقع يقتضي أن يرجع المثقف لمكانه الطبيعي و أن يرجع الشعب لجادة الصواب و يقود انقلابا ناعما بجيش المثقفين
لكي لا تحدث الفوضى و يهتز النظام بالفكر الظلامي و الغوغائي
و من خلال تجربتي و ما عاينته في قريتي الغناء و موطني الصغير أدركت أن لكل زرع حصاد و لكل بذرة ثمرة و لا يسود الاستبداد والفساد والكساد جزافيا بدون عوامل فالصمت الرهيب منا جميعا نتج عنه ضياع الحقوق و ضياع الوطن أيضا
و لا أجد تبريرا كيف تسلط علينا الجاهل والأمي والدعي غير الصمت والنفاق و كثيرا ما كنت أنادي ولا حياة لمن تنادي و كل مرة نبتلى بدكتاتور أو قاطع طريق أو مجنون حكم
والسياسة لعبة و في غالب الأحيان لعبة قذرة
و فيها لغة واحدة لغة المصالح و تحركها الأهواء و المطامع وبسنة التدافع تكون دائما والبقاء فيها للأقوى والأصلح والأجمل
بفصل الخطاب تزدهي معالمها و من يمتلك فن الخطابة يفوز و من يتوفر على الكاريزما و قوة الشخصية وسرعة البديهة ينتصر
ليس في السياسة صداقات دائمة ولا عداوات دائمة
بل الدائم فيها المصالح و جلب المنافع ودرأ المفاسد يكون بحسن التدبير والتسيير و الحكم الرشيد المبني على الشورى والديمقراطية هو درة التاج في هذا كله و من يجيد قراءة طلاسم السياسة يكون له سحر على الناس و بقوة التأثير في الناس يكسب الرهان والتحدي
ومن ينهزم في السياسة يمكنه أن ينتصر بشرطين أن يحافظ على وجوده و أن لا يضرب بخطأ شنيع و جسيم منه بالضربة القاضية
السياسة ليست نجاسة دائما إنه عمل مقدس
و واجب إنساني به يتم تقرير المصير
فمن يراهن على الجهال و السفهاء و مصاصي الدماء و أمراء الحرب و غيرهم في هذا الخضم لا يفلح و رب الكعبة و حتى في المدى القصير
و الرهان على الإنسان الواعي والفنان المثقف هو الأجدى و الأنفع في المدى المتوسط والبعيد
والضمانة الوحيدة في هذا الصدد هو أنا و أنت و نحن و طريق النجاح يبدأ بخطوة أنا أحتاجك أنت معي في هذا المسير و أنا و أنت نحتاج الأغلبية نحن وليس الأقلية فصناديق الاقتراع تفرض نفسها هكذا
و ما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
هذا عصر القوة و سوق العصر يصير رائجا بالقوة الناعمة ألا و هي الثقافة و بالعلم و الأدب يصل المرء لأعلى الرتب و الشعب المتحضر يؤمن بهذا اليقين و المتخلف يعتريه الشك و يزدري دينا يسمى حب الثقافة
أول الغيث قطرة والبشرى تأتي مع هبوب رياح التغيير و من أراد الحياة يستجيب له الله و القدر
بقلم الشاعر حامد الشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق